وباستثناء هذه المناطق الساحلية بالولاية، فإنها لا تتوفر لحد الساعة على أي مرفق ترفيهي أو سياحي يمكن أن يمثل مركز جذب للزوار باستثناء الفضاء الطبيعي الوحيد بعاصمة الولاية، والمتمثل في حديقة التسلية، والتي يبقى بعدها عن مركز المدينة، فضلا عن عدم وجود خط نقل مباشر يربطه بها، يشكل عبئا ثقيلا على العائلات الشلفية، وخاصة منها تلك التي لا تتوفر على مركبة نقل خاصة• ويتحول مركز المدينة في الساعات الأولى من الصباح إلى موقع يعج بالمواطنين الوافدين سواء للتسوق أو للتنزه، باعتبار أن الكثير في إجازته السنوية• وتتحول المقاهي إلى أماكن للضجيج والهرج والمرج بفعل التدفق البشري عليها، حيث لا تكاد تظفر بنصف مقعد• كما تتحول مقاهي الأنترنت وقاعات الألعاب الالكترونية إلى أماكن مفضلة لكثير من الشباب والمراهقين الذي يقصدون هذه الأماكن للإبحار في فضاءات بعيدة أو للولوج إلى عالم افتراضي ينسيهم لساعات واقعهم البائس• كما تتحول خلال هذا الصيف الساحات العمومية والشوارع الرئيسية لمركز المدينة إلى أسواق مفتوحة على تجارة فوضوية وباعة يعرضون كل شيء وبمختلف الأثمان، وبزبائن يتهافتون على هذه السلع ولا يبالون بجودتها أو قيمتها• كما تجد أطفالا لا يتجاوزون الخامسة عشر من أعمارهم يعرضون عليك سلعا بمجرد نزولك من مركبات النقل أوسيارات الأجرة، يتسابقون على الزبائن لبيعهم سجائر، شكولاطة، مواد زينة وحلويات لا تدري أين أنتجت ولا متى تنتهي صلاحيتها• كما تجد آخرين يجوبون الساحات عارضين سلعا أخرى من أجل توفير دنانير إضافية للدخول المدرسي المقبل• ويستمر التدفق البشري إلى غاية قرابة منتصف النهار أين تبدأ الحركة تقل بفعل درجة الحرارة المرتفعة والتي لا تقل في الولاية خلال هذا الفصل عن ال 42 درجة، حيث يفضل الكثير من المواطنين الانزواء في بيوتهم•• ليصبح مركز المدينة شبه خال من المواطنين إلا من بعض الباعة، المتسولين، وبعض اللصوص الذين يتحينون هذه الفرصة للانقضاض على أية ضحية تحملها لهم الظهيرة وانقطاع الحركة، وكثيرا من حالات الاعتداءات والسرقة تسجل خلال هذه الفترة من الصيف ، لتعاود المدينة نشاطها مع المساء، حيث تبدأ المقاهي في استرجاع التدفق البشري، وتبدأ معها جلسات ''الدومينو'' ولعبة ''الكارطة'' التي لا يخلو منها أي مقهى باستثناء القلة القليلة•