صراع على الرئاسة والفصل في الأمر مؤجل•• والفريق يشحت ملعبا

المولودية تصنع الحدث كل صيف

المتصارعون على القيادة تناسوا وتجاهلوا في ظل السباق المحموم نحو كرسي الرئاسة أن هناك فريقا يجب إعداده للموسم الرياضي الجديد وتفادي كل ما من شأنه أن يعكر صفو تحضير فريق قوي مدعم نوعيا بلاعبين كبار•
وكان تربص فيسلا ببولونيا نقطة سوداء، إن صح التعبير، في المشوار لأن القائمين على المركب الرياضي ببولونيا طالبوا بالمستحقات وتضاربت حينها الأخبار، ما جعل الأقاويل تأخذ مجراها، وفق كل هذا المولودية لم تجد ملعبا لاستقبال منافسيها وظلت "تشحت" ميدانا تلعب به والأكيد أنه ليس هناك ملعبا بإمكانه استقبال جمهورها الكبير الذي لم يفهم ما يحدث بالضبط في معقل عميد الأندية الجزائرية•
"الفجر" ارتأت أن تفتح ملف المولودية بداية من تاريخها الكبير ووصولا إلى موقف لاعبين صنعوا الزمن الجميل للفريق، وكذا مدربين تعاقبوا على العارضة الفنية، وطبعا الكلمة أعطيت أيضا لأطراف معادلة الصراع، لكن الموقف الرسمي لمديرية الشباب والرياضة غائب لأن مديرها في عطلة•
لاعبون صنعوا أمجاد الفريق في غياب الإمكانيات الحالية
تاريخ العميد ••• من الإنجازات الحافلة والألقاب إلى غرفة العناية المركزة
من منا لا يعرف تاريخ عميد الأندية الجزائرية، فالجيل الصاعد ربما لا يعرف تاريخ هذا الفريق العريق، منذ أن شهد تأسيسه في السابع أوت سنة 1921، موازاة مع احتفال الأمة المسلمة بالمولد النبوي االشريف، واختير له اللونين الأخضر والأحمر شعار العلم الوطني، ليشارك حينها في مختلف البطولات، إبّان الاستعمار الفرنسي، كما أن انطلاقته المبكرة في الساحة المحلية جعلته يجمع أكبر عدد من الأنصار والمحبين عبر كل نطاق الوطن، بدليل اتصافهم بلقب "الشناوة"•
بداية انطلاقة مسيرة المولودية وقت الاستعمار الفرنسي
المولودية لم تكن مجرد نادي يمارس هواية كرة القدم، لأنه كان النادي الجزائري المسلم الوحيد، وهو ما خلق حركة رياضية مسلمة، بالإضافة إلى شعبيته التي كانت في تزايد مذهل أقلقت المستعمر الفرنسي، وفي اول موسم لها عام 1921/1922 كانت انطلاقة المولودية، إلا أنه لم يكن موسما جيدا، فقد عرف تذبذبا في النتائج، وفي الموسم الموالي 1922/1923 انضمت المولودية رسميا إلى فريق "الفدرالية الرياضية المستقلة لشمال أفريقيا" الناشط في القسم الرابع، حيث قدمت عروضا ممتازة حينها، لكنها لم تستطع الصعود للقسم الأول، إلى غاية موسم 1930/ 1931•
كانت الصحافة الفرنسية تتفادى تشهير نتائج الفريق وأخباره خوفا من زيادة شعبيته، وبعد صدور قرار أو قانون "بورد" الذي يلزم كل الأندية المسلمة بلاعبين (2) أوروبيين على الأقل في كل تشكيلة، وهذا من أجل الإنقاص من شعبية الفريق التي كانت في تزايد مستمر، وتم انتظار 14 موسما لرؤية المولودية في القسم الشرفي في موسم 1935/1936 بعد سيطرة مطلقة للفريق على البطولة التي انتهت بمباراة ضد النادي الفرنسي "أولمبيك مارينغو"، والتي لعبت 3 مرات بعد تعادلين وهو ما كان سابقة في تاريخ الفدرالية الفرنسية، وفي المباراة الثالثة انتهت لصالح المولودية ب 2-1 حققت، وعلى إثرها كان أول صعود للقسم الشرفي في تاريخ الفريق، وواصلت المولودية تألقها في مواسمها الأولى في القسم الشرفي، ولعبت المولودية الأدوار الأولى في الترتيب وكان الصعود يضيع دائما في الجولة الأخيرة، ما أدى بالصحافة الفرنسية الى تسمية النادي "الملاحق الأبدي" بفعل أن الأمر تواصل ل6 مواسم متتالية•
الترتيب الجيد للمولودية والمستويات الممتازة أهلتها للعب كأس شمال أفريقيا، التي أقصيت فيها في الدور الربع النهائي أمام فريق الدار البيضاء المغربي وكان ذلك موسم 1935/1936، وفي تلك الفترة لعبت المولودية عدة مباريات ودية أمام كل من لوكوموتيف موسكو، رابيد فيينا ونيس الفرنسي في موسم 1939/1940 المسمى موسم الحرب بسبب الحرب العالمية الثانية، ما جعل البطولة الفرنسية تعرف تأخرا إضافة إلى تقسيم القسم الشرفي (القسم الثاني) إلى 3 أفواج، سيطرت المولودية على فوجها "ج"، ثم قهرت أبطال الأفواج "أ" و"ب" (الغاليا والروا) وهو ما جعل المولودية تفوز آنذاك بلقب "بطل الحرب"، ما أدى إلى خروج الآلاف من مناصريه للاحتفال في شوارع العاصمة، فقد كانت لانتصارات الفريق أبعاد سياسية ثورية أكثر منها رياضية، وفي موسم 1944/1945 فازت المولودية بأول لقب في تاريخها، حيث أنهت البطولة في المركز الأول مناصفة مع سانت أوجان الفرنسي وقد فازت المولودية أيضا بكأس الجزائر سنتي 1948 أمام سانت أوجان ب5-3 و1951 ب 3-2 إضافة إلى نهائي خسرته أمام أف سي البليدة 1952 ب 1-0•
مولودية الانجازات••• وتألق الجيل الذهبي مع رفقاء بتروني، كاوة وباشي•••
بعد كل هذه الانجازات توقفت المولودية مثل كل الأندية الجزائرية سنة 1956 تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني، وبعد الاستقلال تأهلت المولودية إلى جانب اتحاد العاصمة لمباراة سد، عادت فيها الكلمة للاتحاد الذي حظي بلقب بطل الجزائر المستقلة، وفي موسم 1964 لم تستطع المولودية أن تفعل أفضل من التأهل لأول بطولة جزائرية 1964/1965، وفي هذه السنة سقطت المولودية إلى القسم الثاني بفعل قرار وزاري، وبعد 3 مواسم عادت المولودية إلى القسم الأول بجيل جديد من اللاعبين صنعوا مجد الكرة الجزائرية كبطروني، كاوة، باشي وطاهير، وكانت عودتها قوية خاصة في المواسم الأولى فاحتلت المركز الرابع ب 46 نقطة في 68/69 والثاني ب 52 نقطة 69/70 والثالث ب 46 نقطة 70/71 وهو الموسم الذي فازت فيه المولودية بأول لقب بعد الاستقلال، تمثل في كأس الجزائر أمام فريق اتحاد العاصمة وتلتها كأس الاتحاد المغاربي، وفي هذه الفترة تكون فريق كبير كتب اسم المولودية بأحرف من ذهب وهو الفريق الذي دخل في الأسطورة بنيله البطولة 71/72 و74/75 وفي موسم 1975/1976 حققت المولودية الثلاثية التاريخية (البطولة، الكأس، كأس أفريقيا) وهو رقم قياسي لم يحطم إلى يومنا هذا• وقد كانت أول كأس أفريقيا للجزائر وفي موسم 77/78 فاز الفريق بالبطولة الرابعة في تاريخه ثم تلاه لقب 78/79 وقد كان هذا آخر لقب في الفترة الذهبية للنادي وهذا بعد 20 سنة من الانتظار لرؤية المولودية تفوز بالبطولة 1999 بلاعبين أمثال صايفي، بن علي، رحموني ودوب•••
كابوس الإخفاقات يلقي بظلاله على العميد
وبعد هذا الموسم الرائع جاء كابوس مرعب للفريق، بما أن الفريق لم يحقق أي فوز تقريبا وسنة كاملة من مباراة البليدة 1999/2000 إلى البليدة 2000/2001 في ملعب 5 جويلية، وقد كانت أسوء فترة في تاريخ النادي، وفي موسم 2001/2002 سقط الفريق إلى القسم الثاني، وفي الموسم الموالي 2002/2003 حقق الفريق الصعود للقسم الأول بالمدرب سعدي ولاعبين على غرار بن علي، وحيد، شاوش، فوضيلي، بلخير••• وفي موسمي 2003/2004 و2004/2005 لم يحقق الفريق أي لقب•
استفاقة المولودية واستعادتها للألقاب
وفي موسم 2005/2006 يوم 15 جوان 2006 وتحت إشراف المدرب الفرنسي فرنسوا براتشي فازت المولودية بالكأس أمام اتحاد العاصمة بنتيجة 2-1 بعد 23 سنة من الانتظار، وفي السنة الموالية 2006 /2007 بدأت المولودية الموسم بلقب كأس الجزائر الممتازة أمام البطل شبيبة القبائل وانتهت المباراة بنتيجة 2-1 و في نفس الموسم لعب الفريق مباراة استعراضية في ملعب 5 جويلية أمام نادي فيورنتينا التي انتهت ب 1-1 وبعد النتائج المتواضعة في البطولة أقيل المدرب براتشي وجاء مكانه أنريكو فابرو، الذي وصل بالفريق إلى نهائي كأس الجمهورية 2006/2007 الذي فاز به أمام اتحاد العاصمة دائما وقد كان هذا النهائي الرابع أمام نفس الفريق وانتهت المباراة ب 1-0 من توقيع فضيل حجاج، وكان آخر لقب للفريق يوم 1 نوفمبر 2007 في إطار نهائي الكأس الممتازة أمام البطل وفاق سطيف وقد انتهت المباراة بنتيجة كاسحة 4-0 لصالح المولودية•