لما له من خصوصيات وجمال، خاصة مع سكون الليل، أين تُداعب أمواج البحر الرمال الذهبية، ما يلطف مع نسمة الهواء العليل، الذي ينعش الأجسام، بعد يوم كامل من الحرارة•• حيث تنتشر على طول المركب عائلات لتناول مختلف المثلجات والمؤكولات•• التي تعرض داخل محلات، مشكلّة من عود القصب ووسط خيام أهل الصحراء، الذين يضفون على المكان جمالا آخر بروائح الشاي المعطر وروائح المشوي المنبعثة• كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا، لم نجد مكانا نجلس فيه من كثرة الاكتظاظ ووسط أنغام موسيقى الراي المنبعثة من داخل المحلات، حيث تستهويك أمواج البحر الهادئة مع كأس الشاي الصحراوي المركز لتجلس تتأمل المكان•• وأول شيء يلفت إنتباهك الروائح الزكية المنبعثة من الخيم الصحراوية، والتي تجد فيها كل ما تريد من موسيقى رجل التوارف، وكذا أنغام ''فومبري''•• تبحث عن مكان لك بين المصطافين الوافدين إلى الخيمة للترفيه والاستجمام بعد تواجد كل الأنشطة الثقافية والتي يفضلها، خاصة الشباب، من ألعاب وتسلية وترفيه وآخرين تجدهم يجلسون في مقاهي الشاي وبيع المثلجات• جولة استطلاعية قمنا بها إلى مركب الأندلسيات جعلتنا نعيش أجواء أخرى وسط كم كبير من المصطافين الذين لا ينامون كما علمنا يوميا إلا عند بزوغ فجر اليوم الموالي• خاصة أن المكان ساحر وخلاب والطبيعة هادئة• قالت لنا السيدة (م ر) مغتربة بليون، إنها لا تجد راحتها، مع كل عطلة صيفية، إلا بالإقامة في الأندلسيات، رغم أن سعر ''البنفالو'' مرتفع إذ يزيد عن 22 مليون شهريا،• إلا أنها، تضيف، تفضّل مركب الأندلسيات لما له من سحر خاص، هذا إلى جانب توفر الأمن كما أنه يحتوي على كل المستلزمات وحتى النقل، ما يجعله محطة رئيسة لي والوجهة المفضلة كل موسم• أما السيد (ب قادة) قال إنه بالرغم من وجود العديد من السلبيات و النقائص بالمركب، خاصة فيما يخص التكلفة الباهضة لركن السيارة داخل الحظيرة والمقدرة ب 100دج والتي اعتبرها نهب في غياب الرقابة• إلا أن مركب الأندلسيات يبقى حلم يراود كل العائلات للإقامة فيه والتمتع بزرقة البحر وجماله الخلاب ليلا، خاصة أن معظم المحلات والمطاعم المتواجدة فيه تعرض مأكولات جديدة، وذلك ماجعل الإقبال كبير، ومقصد لكل العائلات• هذا إلى جانب توفر فيه كل وسائل الراحة• ويبقى مركب الأندلسيات مقصد لعائلات المحرومة نهارا للتمتع ولو قليلا بمياهه ورماله، بعدما تعذر عليها الإقامة فيه ولو قضاء ليلة واحدة خاصة بعد فتح خط للحافلات والتي ستشهد ازدحام منقطع النظير، فيما يتحول ليلا إلى فضاء للسهر والسحر وإلتقاط صور تذكارية والذي تقصده بكثرة العائلات المغترب و مصطافين من مختلف ولايات الوطن•