يقصد العديد من مرضى ولاية النعامة مستشفى محمد بوضياف بالعين الصفراء للتداوي والعلاج بهذا المرفق الطبي الذي تجاوزت شهرته حدود الولاية، وبالموازاة مع ذلك ينفر العديد منهم من مستشفى الإخوة رحماني بالمشرية الذي لا تزال نوعية الخدمات الصحية حديث العام والخاص. وحسب الشهادات المتطابقة لبعض المرضى ممن تحدثوا ل “الفجر”، فإن خلفية الهروب من المستشفيات الأخرى تعود للوضعية المترديّة التي يعيشها مستشفى الإخوة رحماني بالمشرية، الذي فقد الكثير من خصوصياته وأضحى غير قادر على توفير الظروف الاستشفائية اللازمة للمرضى الوافدين عليه، حيث تدنّت الخدمات بشكل لافت للانتباه خلال هذه الصائفة، بسبب خروج أغلب المؤطرين المختصين في عطلة سنوية، ما أدّى إلى شلّ الخدمات ودخول المستشفى في دوّامة، رغم ما يقوم به الأطباء العامون من جهود لتغطية النقائص التي يتداولها العامّ والخاصّ. والأدهى من كلّ ذلك يتحدث المواطنون عن غياب النظافة وانتشار النفايات والأوساخ والروائح الكريهة وكثرة القطط في مختلف أجنحة المستشفى الذي لم يعرف استقرارا على مستوى إدارته، بحيث تداول عليه أكثر من 10 مدراء، لكن لا شيء تغيّر فيه وعليه لا بد من آليات جديدة لتغطية هذا العجز وتدارك النقائص. وفي سياق متصل، سبق لبعض أعضاء المجلس الشعبي الولائي ولجنة الصحة والشؤون الاجتماعية لذات المجلس وأن قدّمت تقريرا تناولت فيه الوضعية المزرية التي يعيشها القطاع وطالبت الجهات الوصية باتخاذ إجراءات ردعية سريعة، لحماية هذا المرفق الاستشفائي من العبث والإهمال؛ وهو ما ذهب إليه والي الولاية في إحدى دورات المجلس، حيث أمر مدير الصحة والسكان بالولاية بفتح تحقيق انتهى بعد أشهر قليلة برحيل المدير وتعيين خليفته، غير أن شيئا لم يتغير، بل ازدادت الوضعية تدهورا، ما يعني أن بؤر الدّاء ما زالت بعيدة عن الاستئصال.