قرّرت الأردن التوجه إلى الجزائر لاستيراد الغاز المسال، وإعادة التعامل معه لضمان تموين سوقها الداخلية بهذه المادة، فيما تطلب مصر كميات إضافية بالنظر إلى الطلب المتزايد والندرة المسجلة أحيانا، بسبب تهريب هذه المادة إلى إسرائيل تشير التقارير الإعلامية الأردنية إلى وجود نية حقيقية في التعامل مع الجزائر، واستيراد الغاز المسال منها، بالرغم من أن ذلك يتطلب بُنى تحتية قوية وتجهيزات وعدة محفزات ومحولات ومعابر لوصول شحنات الغاز المسال إلى هذه الدولة، وتفكر في بديل آخر، في حال إن لم تتمكّن من نقل الغاز عبر أنابيب بحرية أو برية، باللجوء إلى شحنه عبر سفن خاصة، بالرغم من أن ذلك يكلفها أيضا، باحتساب تكاليف النقل والتخزين، مع إعادة التمييع هناك. إلا أن إصرار الأردن على التعامل مع الجزائر في هذا المجال واعتمادها مخطط استعجالي لاستيراد هذه المادة من مصر، يكون قد وضع الحكومة الأردنية في عجلة من أمرها لتقرير مستقبل تعاملاتها، لا سيما وأن المخاوف الأمنية وعدم الاستقرار يصدّانها عن التعامل مع العراق وأذربيجان مؤقتا، فيما لم توضّح هذه التقارير سبب عدم التفكير في قطر والسعودية قبل اللجوء إلى الجزائر ومصر، هذه الأخيرة التي تطلب كميات إضافية من غاز الجزائر، نظرا لوجود ندرة داخلية، بسبب التسويق نحو إسرائيل وتزايد طلب الدول الجوار للغاز المصري المستورد من الجزائر، وكذا نفاد كميات بعض العقود، بسبب تعرضها للتهريب نحو إسرائيل أيضا، مقابل إغراءات مالية. وتأتي خطوة الأردن فيما يخص رغبتها في استيراد الغاز المسال من الجزائر، ضمن برنامج تفعيل العلاقات الثنائية، بعد نمو المبادلات ومنح الجزائر فرص الاستثمار لشركات أردنية في عدة مجالات، لاسيما في شُعبة الصيدلة والأدوية والتجهيزات الطبية. وتقول التقارير استنادا إلى تصريحات مسؤول أردني، إن خيارات دولته والدراسات المتاحة أقرّت عام 2004، ضرورة الاتفاق مع عدد من الدول منها الجزائر لاستيراد المادة المذكورة، معتبرا إيّاها كحلول بديلة من أجل تقليل التكاليف، فيما يجري التفكير من الآن في مستقبل واردات الغاز الأردني، والتخطيط لبرنامج جديد وموسع، بإضافة دول جديدة إلى أجندة مصدّري الغاز المسال إليها مستقبلا بما يتوافق مع الطلب الداخلي وحجم الاستثمارات التي هي بحاجة إلى هذه المادة. كما تطمح هذه الدولة بحسب المسؤول إلى استيراد غاز الجزائر عن طريق مصر أيضا، لتخفيف الأعباء، وتطمح إلى إمضاء عدد من الاتفاقيات مع الدولتين تتوصل فيهما إلى حل مرضٍ يخدم الطرفين، كما تأمل في وضع مخطط تصديري، هي الأخرى، لتسويق غاز الجزائر نحو القارة الآسيوية مستقبلا.