أكد المشاركون في فعاليات الملتقى الوطني الرابع عشر للطب، الذي نظمته مؤخرا جمعية العلوم الطبية ابن سينا بملحقة الصديق يحي بجامعة سعد دحلب بولاية البليدة، حول موضوع “أمراض المناعة الذاتية”، أن هذه الأخيرة مازالت غير معروفة حتى بالنسبة للأطباء دون الحديث عن المرضى الذين يتعرضون لإصابات من هذا النوع، خاصة في المراحل الأولية للمرض الذي يقول بشأنه المختصون إنه يصيب أكثر من 7 في المائة من سكان العالم، ويعتبر ثالث مسبب للوفيات، بعد السرطانات وأمراض القلب والشرايين.وجاء هذا الملتقى الذي عقد تحت رعاية رئيس الجمهورية وبمشاركة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ووزارة التضامن، للتعريف بهذه الأمراض، وذلك بمشاركة 22 طبيبا مختصا من مختلف ولايات الوطن، بحضور مكثف لطلبة الطب الذين يشتكون بدورهم من عدم وجود تخصص في هذا المجال خلال مسيرتهم الجامعية، وهو ما سيشكل عائقا أمامهم مستقبلا لدى ممارستهم المهنية من التعرف على مثل هذه الأمراض لتفادي تعقيداتها. فيما أرجع المحاضرون صعوبة تشخيص أمراض المناعة الذاتية لكون المرض يمر بفترات مختلفة، فتارة يكون نشطا وتارة أخرى يكون كامنا. كما تضمنت مختلف المحاضرات التي عرفها هذا الملتقى إشارة واضحة إلى تزايد انتشار هذه الأمراض عند الجزائريين، مثلما أكده الطبيب المختص في أمراض المعدة، حسان خوجة، الذي تطرق بصفة خاصة إلى مرض “الكرون”، وهو التهاب مزمن للأمعاء يصيب جميع الطبقات النسيجية للجهاز الهضمي، وما يميزه هو إمكانية إصابة كل الجهاز الهضمي به خصوصا نهاية الأمعاء الدقيقة، مشيرا في مداخلته إلى وجود ندرة أدوية هذا الداء بالجزائر منذ قرابة الستة أشهر، ما يمثل معاناة إضافية للمرضى.