احتضنت دار الثقافة "محمد بوضياف" بعنابة، أوّل أمس، فعاليات الحفل التكريمي الخاص باليوم الوطني للفنان، الذي نظمته مديرية الثقافة والفنون بمشاركة واسعة من فناني ومثقفي الولاية وجمهور ذواق للفن والتراث. وجاء هذا الاحتفال ليعكس وفاء المدينة لمبدعيها، ويجدّد العهد مع رموزها الفنية التي أسهمت في بناء الذاكرة الثقافية الجماعية. تميّز الحفل بأجواء فنية أصيلة، حيث تم افتتاحه بمعرض للفنون التشكيلية من إبداع طلبة مدرسة الفنون الجميلة، ما أضفى لمسة بصرية راقية عكست تطوّر الحسّ الجمالي لدى الجيل الجديد من الفنانين. كما شهدت الأمسية لحظات أدبية وشعرية مؤثرة من خلال إلقاء الشاعر الفلسطيني يوسف عماد الدين هاشم لقصيدته "أرض وشعب"، التي تمازج فيها البعد الإنساني بالقيم النضالية، لترتقي بالحدث إلى مستوى الالتزام الثقافي. وقد أضفى الأطفال المشاركون في ورشة الرقص التابعة لدار الثقافة أجواء من البهجة والأمل عبر أدائهم لرقصة إيقاعية بعنوان "الأمل"، بإشراف الأستاذة جمعة ميزي، في تعبير جميل عن استمرارية الإبداع بين الأجيال. كما كان للغناء التراثي الجزائري حضور قويّ من خلال أداء مميّز للفنانين رضوان بوقشابية وصالح غوالي، اللذين ألهبا المسرح بروائع مستلهمة من الذاكرة الشعبية الجزائرية. وتوّج الحفل بتكريم مجموعة من الأسماء الفنية البارزة في ولاية عنابة، اعترافًا بمسيرتهم الحافلة بالعطاء، وهم منصف بن وهيبة، حميد مداحي، وحسين صويلح. هذه اللفتة لم تكن فقط لحظة تقدير، بل تأكيد على أهمية تثمين المسار الفني والإبداعي، وعلى دور الفنان في تعزيز الهوية الثقافية، وبث قيم الانتماء والجمال في المجتمع.