"كنا سنشارك في الحكومة لو لم تزوّر التشريعيات" اتهم الذراع الأيمن للشيخ عبد الله جاب الله، لخضر بن خلاف، السلطة بمحاولة إغراء قيادات في حزب جبهة العدالة والتنمية لحمل حقائب وزارية في الحكومة المقبلة بعد فشل مفاوضات وسطائها مع الشيخ جاب الله. قال عضو المكتب الوطني في حزب جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، في تصريح ل"الفجر"، إن السلطة حاولت استدراج قيادات في الحزب للتمرد على الشيخ الذي رفض مقترح حقيبتين وزاريتين عن طريق إغرائهم بحقائب وزارية سبق وأن رفضها رئيس الحزب عبد الله جاب الله. ورفض ذات المتحدث تقديم تفاصيل أكثر حول الموضوع، بالتأكيد أن الوقت لا يسمح "نكتفي بما قاله الشيخ في هذا الخصوص"، مضيفا أن المفاوضات بين رئيس الحزب عبد الله جاب الله والسلطة كان عبر وسطاء وبطريقة غير مباشرة، والأمر ذاته بالنسبة لبعض قيادات الحزب، كما رفض الإفصاح عن طبيعة الحقيبتين الوزاريتين، اللتين اقترحتهما السلطة على الحزب وكذلك عن أسماء القيادات التي حاولت إغراءها، بالقول "لا داعي للتشخيص". وأكد محدثنا أن الحزب كان سيشارك في الحكومة لو لم تزور التشريعات و"كنا سنحمل حقائب وزارية في حكومة ائتلافية لكن ما حدث لم نكن نتصوره مطلقا، سيما وأن أقوى أجهزة الأمن أكدت أننا سنتصدر النتائج". واسترسل رئيس الحزب في الحديث بالقول إن للحزب تجربة مريرة مع مرارة الانقلابات، سواء في حركة النهضة أو الإصلاح، وتأكدنا أن الأمر تم بإيعاز من السلطة، موضحا في حديثه عن الانشقاقات والتصحيحات التي تعرفها غالبية الأحزاب السياسية، بما فيها الصغيرة، أنه لا يستبعد تورط النظام فيها، لكن "ما يحدث من تململ شيء طبيعي جدا بعد دخول التشريعيات والمشاكل الكثيرة في إعداد القوائم وما أفرزته الانتخابات من نتائج عرف التزوير طريقه إليها، لذلك فجل الأحزاب تحاول معالجة أمورها بعد ارتدادات التشريعات"، مضيفا أن "غالبية الأحزاب غير راضية بالنتائج بعد منح الأغلبية لحزب السلطة بطريقة مفضوحة، وقبول حزبين آخرين لا داعي لذكرهما بمقاعد ليست من حقهما"، في إشارة واضحة إلى حزبي العمال والأفافاس. وفي رده على سؤال يتعلق بالبرلمان الموازي الذي شكلته أحزاب المعارضة الناقمة على التشريعيات، قال بن خلاف إن ما حدث لا يعدو أن يكون مهرجانا شعبيا أعدت خلاله أرضية للتعبير عن تذمرها وعدم رضاها بنتائج التشريعيات، موضحا أن البرلمان الموازي يستدعي تنصيب رئيس وهياكل وأعضاء وهذا لم يتم، وعلقنا خلال الاجتماع المنعقد حينها لافتة كتب عليها "البرلمان الشعبي".