أبقى تقرير منظمة “أو أس تي أر” الأمريكيةالجزائر في المراتب المتقدمة من حيث رواج المنتجات المقلدة في السوق الوطنية، ووضعها ضمن القائمة السوداء في المرتبة الثالثة بعد كل من الصين وروسيا، اللتين تتميزان بانتشار مصانع تنتج السلع المقلدة على خلاف الجزائر التي تسوقها عبر قنوات بعيدة عن الرقابة ضمن معاملات التجارة الموازية. وانتقد التقرير آليات الرقابة وحماية المنتجات المسوقة من طرف مصالح الرقابة، واعتبرها من بين الدول التي لا تعير اهتماما لمكافحة التقليد الصناعي والتجاري، حيث تقدمت، حسب المنظمة، على الأرجنتين وكندا والشيلي والهند وأندونيسيا وباكستان وتيلاندا وفينزويلا من حيث التقليد، معتبرة أن هذه البلدان لا تملك آليات مراقبة مشددة على التقليد. وحسب الإحصائيات، فإن السنتين الأخيرتين عرفتا رواج عشر مواد مقلدة بالأسواق المحلية، منها ماركة “بروم” الألمانية وهي ماركة شهيرة في الأجهزة الكهرومنزلية، وماركة ثانية هي “سيلك - أيبيل”، في حين يعتبر المعهد الوطني للملكية الفكرية مسؤولية حماية المواد المتداولة في السوق جماعية، ويؤكد بأن تقليص الظاهرة يمر عبر التصدي لممارسات السوق السوداء والاستيراد الفوضوي، على اعتبار ذلك مرتبطا بقطاع التجارة والجمارك فضلا عن كونه خطرا على الصحة العمومية. من ناحية أخرى، كشفت أرقام مؤسسة “بزنس سوفتوار أليانس” أن نسبة البرامج المقلدة التي يتم تداولها في الجزائر يصل إلى 84 بالمائة، وهي تمثل ما يعادل 83 مليون دولار كخسارة تجارية للجزائر، ما جعل الجزائر تحتل المرتبة الأولى بين البلدان العربية من حيث عدد البرامج المقلدة، حيث تعمل جامعة الدول العربية على تصعيد وتيرة عملها ضد ظاهرة القرصنة التي تكلف الوطن العربي أكثر من 50 مليار دولار سنويا. واعتبرت الدراسة أن القرصنة المعلوماتية في الجزائر أصبحت تشكل ضررا حقيقيا، فضلا عن أن المؤسسات الصغيرة والكبيرة منها العمومية تتعرض لأخطار مختلفة، بما في ذلك الضرر القضائي والأمني، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية، في حين أشارت الدراسة إلى أن معدل القرصنة في الأسواق الناشئة (24 بالمائة) يفوق معدل القرصنة في الأسواق المتطورة (68 بالمائة) بفضل آليات حماية المنتجات والبرامج. وتشير الأرقام إلى أن الجزائر احتلت المرتبة الأولى من حيث معدل قرصنة البرامج إلى 84 بالمائة، متبوعة بتونس ب 79 بالمائة ولبنان 73 بالمائة، في حين تم تسجيل أقل نسبة في الإمارات العربية المتحدة ب 35 بالمائة.