كشفت مصادر ”الفجر”، من مركب أرسيلور ميتال عنابة، أن الإدارة الفرنسية كانت قد خصصت غلافا ماليا بالملايير لبناء مركز أمني جديد يتولى أعوان الأمن به عمليات تفتيش وتشديد الرقابة على الوافدين ومغادري المركب، بما فيهم العمال الذين عبروا عن استيائهم الشديد لتوجيه أغلفة مالية لمثل هذه المنجزات في الوقت الذي لم يتم فيه صرف أجورهم للشهر الجاري بعد. وأمام ”الصمت المطبق” الذي تنتهجه الإدارة الفرنسية أمام 5700 عامل ينتظرون صرف أجورهم المتأخرة أسبوعا كاملا عن موعدها، يخرج الممثلون النقابيون لمطالبتهم بعدم الخروج في احتجاجات والتزام الهدوء والحذر خاصة وأن الوضعية المالية للمركب تسير نحو التدهور بسبب عدم الاستقرار الذي تعاني منه منذ أشهر. من جانب آخر، رأى هؤلاء النقابيون في تجمع نظموه للعمال، قبيل عدة أيام، أن التزام الهدوء وتفادي الدخول في دوامة الاحتجاجات والإضرابات الاعتباطية ستمكن من وضع الشريك الهندي أمام اختيار تطبيق الملف الاستثماري المخصص له 500 مليون يورو، والتي ستوجه لإعادة تهيئة وتجديد هياكل مركب أرسيلور ميتال المتواجدة حاليا في حالة ”مأساوية للغاية” تنبئ بتوقفها التام خلال بضعة أشهر. تجدر الإشارة أن هذا الخطاب النقابي، حسب عدد من عمال مركب الحجار، يعتبر وقوفا مع الإدارة الفرنسية وتواطؤا واضحا ضد مصالح 5700 عامل، ما لم تنفيه النقابة التي لم ترد على الاتصالات المتكررة ل ”الفجر”، من أجل تأكيد موعد انتخابات تجديد المجلس والفروع النقابية خلال الشهر الجاري، بعد تأخر لأكثر من شهرين كاملين، كان قد عرف خلالهما الحجار اندلاع العديد من الحركات الاحتجاجية، من المرجح أن تؤجج نيرانها مجددا عملية تجميد صرف رواتب العمال من قبل الإدارة الفرنسية.