ناقش عدد من المختصين والفاعلين في مجال الإعلام الإلكتروني، إذاعة ”صوت المرأة” نموذجاً، واقع الإعلام الإلكتروني في الجزائر وكيفية تعامله مع قضايا المرأة، حيث نوه المشاركون في هذه الندوة التي بادرت جمعية المرأة في اتصال لتنظيمها، إلى كل العراقيل والمشاكل التي استقصتها الجمعية داخل المجتمع الجزائري والعربي، خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة وكيفية التطرق إليها إعلاميا. وفي هذا الصدد اتهّمت العضو المؤسس في جمعية المرأة في اتصال، ياسمين مدني، الإعلام الحكومي الثقيل بتهميش دور المرأة في مختلف المجالات، لاسيما الجانب الثقافي الذي تغيب فيه أسماء مبدعة في حين يروج لنساء قليلات تعدّن على رأس الأصابع في عالم الرواية أو الشعر أو الغناء، داعية إلى الاهتمام بالمرأة دون النظر إلى نجوميتها أو وزنها حتى يمكن نقل كافة المعلومات عنها. أشارت ياسمين مدني، عضو مؤسس لإذاعة ”صوت المرأة”، في تصريح ل”الفجر” على هامش تقديمها أول أمس بالميدياتيك بالعاصمة، ندوة حول ”تجربة الإعلام الالكتروني إذاعة صوت المرأة نموذجا”، إلى النقص والشح الكبير في المعلومات حول المرأة التي تراها قادرة على إعطاء المزيد ودفع سياسة التنمية الثقافية في الجزائر، باعتبارها عنصرا فعّالا في مختلف القطاعات على غرار الثقافي، حيث اعتبرت أنّ الإعلام التابع للسلطة، لاسيما التلفزيون والإذاعة، ساهم في تغييب وتقليص ثلة من الوجوه الثقافية والفنية النسوية، من خلال عدم إتاحة الفرصة لجميعهن في إبراز قدراتهن واثبات وجودهن ثقافيا مثل غيرهن من المحسوبات على التلفزيون الجزائري، مرجعة المتحدثة السبب إلى مجموعة من الظروف تجهل حقيقتها بشكل كامل. وعلى حد قولها ربما يعود هذا التقصير بحقهن إلى انعدام الإمكانيات أولغياب كفاءات تكون قادرة على إيلائها نصيبها من البروز والظهور، أو لعدم وجود برنامج أصلا يندرج في إطار رعاية ومنح الفرصة لجميع النساء المبدعات في شتى المجالات الثقافية والفنية. وفي السياق ذاته ذكرت ياسمين أنّ الاهتمام يقتصر على المناسبات فقط وينحصر في ناحية معينة على غرار الممثلات، الكاتبات التي قالت عنهن إنهن يعدن على رأس الأصابع، بالإضافة إلى المغنيات والمطربات. ونوهت محدثتنا إلى التهميش الذي يطال الفئة الأخرى، وهو ما ينفي الحقيقية التي تبرز رواج بعضهن في جوانب مختلفة من الثقافة التي لا يمكن حصرها في الغناء، التمثيل أو الرواية. بل فضاءها واسع ورحب يجمع عدة تخصصات ونشاطات. وفي سياق متصل عرّجت ياسمين مدني إلى دور إذاعة ”صوت المرأة” الإلكترونية التي خطت خطوة كبيرة في التعبير عن قضايا المرأة وشؤونها وكذا همومها. حيث ترى أنّ تجربة 3 سنوات على نشأتها كانت كافية للإلمام بشتى الأمور التي تتعلق بها بإبراز إبداعاتها ونجاحاتها، آملة في الوقت نفسه أن تستغل المرأة المثقفة فتح القطاع السمعي البصري لتعوض ما فوّته الإعلام الحكومي الذي لم يعكس طموحاتها بشكل مناسب.