يكيش سكان بلديات دائرة جامعة الأربعة تقع في أقصى الجهة الغربية الشمالية من ولاية الوادي صراعا مريرا مع الحياة القاسية في بيئة صحراوية قاحلة أهم ما يميّزها قلة المشاريع التنموية الضخمة وأيضا العزلة الشديدة التي تعيشها بعض قراها النائية، مما جعل الكثير من شباب هذه المنطقة يهاجر نحو الولايات المجاورة خاصة مدينة حاسي مسعود بحثا عن فرص العمل النادرة بجهتهم. وضع خلّف إحساس باليأس والإحباط في نفوس السكان الذين انتفضوا مؤخرا في وجه والي الولاية سخطا عن التهميش ومطالبة بحقهم في المشاريع، بحيث عبّر السكان مباشرة للمسؤول الأول في الولاية عن استيائهم للزيارات النادرة للمسؤولين، بما فيها الوالي في حد ذاته والذين لم يكفلوا نفسهم حسب بعض السكان عناء تفقدهم والاستماع لانشغالاتهم بشكل دوري والسعي لحلّها. سكان بلديات دائرة جامعة وخلال التقائهم بالوالي طالبوه بضرورة الاهتمام أكثر بهذه الجهة التي تعاني العديد من النقائص التنموية، ولعل أهمهما انعدام الغاز الطبيعي والنقص الفادح في المشاريع السكنية والتدهور الفظيع لقطاع الصحة مما اثر سلبا عن حياتهم بكثرة الأمراض في الأوساط القروية ، وهو ما جعل الوالي في موقف محرج حاول فيه طمأنة السكان بوعود قريبة للتكفل بمشاكلهم، فأثناء زيارته لبلدية تندلة وعقب الاستماع لانشغالات مواطنيها حثّ مسؤولية الذين رافقوه في زيارة تفقدية اعتبرها السكان الأولى على ضرورة توفير غاز المدينة لإنهاء معاناة المواطنين والسعي لتمكين السكان من الحصول على هذه المادة الحيوية بشتى الطرق علما أن مشروع غاز المدينة أنجز في معظم بلديات عاصمة الولاية إلا بلديات دائرة جامعة حسبهم. ولدى زيارته لبلدية جامعة طالبه سكانها بضرورة توفير السكنات الاجتماعية، حيث يعاني سكان هذه البلدية من كل أنواع البؤس والحرمان جراء الظروف المعيشية القاسية التي يتخبطون فيها يوميا نظرا لانعدام أدنى ضروريات العيش الكريم داخل المنازل التي يعيشون بداخلها التي تعترضهم يوميا، أهمها الرطوبة واهتراء الجدران، مضيفين أن السكن بات المطلب الملح لهم حيث أصبح الحصول على سكن ببلدية جامعة أمرا مستحيلا على حد تعبيرهم، وهذا يرجع إلى النمو الديمغرافي الذي تشهده المنطقة خاصة في الآونة الأخيرة مع انعدام العقار مما يجعل الطلب على السكنات الاجتماعية يزداد.وتعجب السكان لنقص المشاريع السكنية في هذه البيئة الصحراوية النائية رغم المشاريع الضخمة التي تبنى في الشمال. من جانبهم سكان بلدية المرارة اغتنموا فرصة زيارة الوالي لبلديتهم لطرح عدد من الانشغالات التي تشكل كابوسا بالنسبة إليه، وقد عبر سكان بلدية المرارة عن استياءهم الشديد من ضعف الشبكة الكهربائية باعتبارها منطقة فلاحيه، أين طالبوا الوالي بدعم الشبكة مضيفين أن انقطاع الكهرباء في كل مرة على مزارعهم يؤدي إلى تلف المحاصيل مما يكلفهم خسائر مادية باهظة، خاصة إذا علمنا أن الفلاحة هي المصدر الوحيد لرزقهم، فضلا على نقص التهيئة العمرانية واهتراء شبكة الطرقات التي تحولت إلى مسالك وخصوصا الطريق الذي يربط بين بلديتي المرارة وجامعة.ولدى نزوله ضيفا على بلدية سيدي عمران في آخر نقطة تفقدية له طالبه سكانها بضرورة تحسين الخدمات الصحية بهذه البلدية التي تشهد نقائص كبيرة من ناحية الاستعجالات الطبية.