أصبحت بعض المواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي تنوب عن اخذ مشورة ونصائح الكبار وخاصة الأجداد، حيث يلجأ بعض الشباب إلى البحث عن إجابة وافية لأسئلتهم المختلفة عبر شبكة الانترنيت، كمون هذه الأخيرة ترضي فضولهم في جميع المجالات والميادين، وهو الأمر الذي قلل من الدور التقليدي للجد والجدة في الحياة الأسرية الحديثة، بل بل يمكن القول أن الموازين انقلبت حيث صار كبار السن يستعينون بأحفادهم في الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة خاصة بالمجال الصحي. تعد العلاقة التي تربط بين الأجداد والأحفاد من أجمل وأمتن العلاقات التي تجمع بين أفراد الأسرة الواحدة، لما لها من مكانة خاصة ملئها التواصل والتخاطب، بالإضافة الى كونها منبع الحنان ورمز للحكمة، غير ان هذه العلاقة لم يعد لها مكانا في ظل التطور التكنولوجي الذي شتت شمل العائلة وجعلها تائهة وسط زحام المسؤوليات ومتطلبات الحياة العصرية، وفي هذا الشأن ارتأت ”الفجر” ان تسلط الضوء على هذا الموضوع وتقف امام دور ومكانة الاجداد بعد غزو التكنولوجيا لبيوت الجزائريين وظهور المواقع الالكترونية المختلفة مثل غوغل وويكيبيديا ويوتيوب والفايسبوك. الاجداد رمز الحكمة ومنبع الحنان يحضى الاجداد بتقدير واحترام في مجتمعاتنا الاسلامية والعربية، من قبل افراد الاسرة كبيرا كان ام صغيرا، حيث تعد العلاقة التي تجمع بهم بمثابة امتداد وتواصل ملئها المودة والألفة، بالإضافة الى مكانتهم الخاصة وسط الاحفاد،غير ان التغير الذي عرفته الحياة ودخول معطيات جديدة عصرية فككت الاسرة الكبيرة، فبعدما كانت تضم عدد كبير من الافراد اصبحت الآن تضم البعض منهم، وفي هذا الاطار تقول منال،موظفة بشركة عمومية” على الاهل ان ينموا العلاقة بين الاجداد والأحفاد باعتبارهم عصب الأسرة. من جهتها، قالت سميرة طالبة بمعهد الحقوق”ان العلاقة بين الأحفاد والأجداد في وقتنا الحاضر شبه مقطوعة، مشيرة إلى ان جيل اليوم لايدرك المعنى الحقيقي لكلمة جد ودوره في الحياة ألأسرية ..وهجر الابناء لآباهم وراء انقطاع العلاقة بين الاحفاد والأجداد ومن بين اهم اسباب انقطاع العلاقة بين الاجداد والأحفاد هو استقلالية الابناء والعيش بمسكن خاص بسبب ظروف الحياة، وبالتالي يترعرع الابناء او الاحفاد بعيدا عن كنف العائلة، وهو ما لمسناه عند محمد الذي كبر وترعرع بعيدا عن جديه بسبب عمل والده خارج الولاية، وهو الامر الذي جعلهم منشغلين بأمورهم الخاصة ولايتنسنى لهم زيارة الأقارب، إلا بين الحينة والأخرى”. الفايسبوك والمواقع الالكترونية تنوب عن الاجداد في اخذ المشورة استبدل بعض جيل اليوم نصائح الكبار والأخذ بمشورة الاجداد ببعض المواقع الالكترونية التي اكتسحت عقولهم وتفكيرهم، لدرجة انها أصبحت مستشارهم الخاص في جميع الامور سواء كانت هامة او تافهة، حيث يلجأ بعض الشباب الى استخدام بعض المواقع الالكترونية مثل غوغل وويكيبديا ويوتيوب في الحصول على بعض الاجوبة لأسئلتهم. وفي هذا الشأن اظهرت بعض الدراسات”أن 90 بالمائة من الأحفاد لا يلجأون الى طرح الأسئلة على أقاربهم البالغين، وبالأخص الأجداد، وتم تعويضهم بشبكات الانترنيت وكذا مواقع التواصل الاجتماعي في الاخذ بالنصيحة او المشورة او الاستفسار عن امر ما”. وأشارت ذات الدراسات ”ان اغلب هؤلاء الاحفاد اصبحوا على اتصال اقل وغير منتظم بأجدادهم على عكس الجيل القديم بسبب تزايد الاعتماد على الانترنيت كمصدر للمعرفة او المشورة الفورية والسريعة التي تكلف صاحبها بضع لحظات في الضغط على زرار الحاسوب”. ووفقا لذات الدراسة ”فان أغلب الاسئلة التي يبحث عنها هؤلاء تخص أمورهم الشخصية او المهنية التي يرفضون البوح بها لأي كان، خاصة اذا كان من اشد الأقارب بالإضافة الى بعض المواضيع المحرجة التي يصعب التحدث او النقاش فيها”.