أقدم، أمس، سكان قرية تانفدور الواقعة على بعد 4 كلم غربي مدينة الميلية بجيجل، على توقيف حركة مرور الشاحنات المتجهة إلى مرملة وادي زهور التابعة إقليميا لولاية سكيكدة، على مستوى الجسر الواقع في مدخل الحي، مستعملين الحجارة وجذور الأشجار، فيما سمحوا للسيارات السياحية والمركبات الخفيفة بالمرور، عن طريق جسر مواز حديدي ضيق، احتجاجا على الضرر، الذي ألحقته الشاحنات بالمواطنين. وحسب تصريح عدد من المحتجين ل”الفجر”، فإن احتجاجهم سلمي ومطلبهم واحد يتمثل في وقف عبور الشاحنات عبر طريق الحي، لأن هذه الشاحنات القادمة من مختلف الولايات قد أثرت سلبا على سكان حي تانفدور، الذي يصل عدد سكانه إلى 20 ألف نسمة، حيث يعتبرونها السبب الرئيسي لاهتراء الطريق وتحوله إلى حفر عميقة، ما سمح بانتشار الغبار بشكل عجيب وكان وراء إصابة عديد المواطنين بمرض اللازم، وغلق أزيد من 40 محلا تجاريا، أصحابهم صاروا حاليا في عداد البطالين لأن غبار الشاحنات منعهم من مواصلة أنشطتهم التجارية، والتي تنحصر عموما في بيع الخضر والفواكه والحلويات والمرطبات والأطعمة السريعة والمواد الغذائية. وأبرز لنا سكان هذا التجمع السكاني المخاطر التي تهدد محلاتهم وسكناتهم، إذ أصيبت بتصدعات بسبب قربها من الطريق الرئيسي، ناهيك عن الضجيج الذي تحدثه الشاحنات ليلا ونهارا لكونها صارت مصدر إزعاج جميع فئات المواطنين وفي مقدمتهم الشيوخ والأطفال وتلاميذ المؤسسات التعليمية. وقال ممثلو هذا التجمع السكاني لنا، الذين أشرفوا على هذه الحركة الاحتجاجية المفتوحة، باعتبارها ستستمر إلى غاية تحقيق مطلبهم المكتوب في لافتة كبيرة ”بركات ياشاحنات” وأخرى ”وقف عبور الشاحنات”، بأن المشكل لايكمن في بضعة شاحنات، وإنما في حوالي 900 شاحنة تعبر الحي يوميا على الطريق الوحيد المهترىء، الذي يقطن حوله أغلب سكان الحي، ومادامت السلطات المحلية قد عجزت عن حل المشكل لكونها اكتفت بتقديم الوعود في الاحتجاجات السابقة، فإن السكان يطالبون اليوم والي الولاية التدخل العاجل لمعالجة هذه الوضعية الكارثية من خلال تجسيد مشروع الطريق المحول، الذي تغنت به السلطات المحلية في كثير من الأحيان وكذا تنفيذ الوعود المتعلقة بتعبيد الطريق في شهر مارس الفائت. وزار رئيس بلدية الميلية، صبيحة أمس، المنطقة، حيث حاول إقناع المحتجين بتوقيف احتجاجهم وإعطائه قليلا من الوقت، لكونه جديد على رأس البلدية من أجل دراسة الملف بعمق وإيجاد حلول جذرية وواقعية له.