❊ إطلاق برنامج وطني لتوزيع 700 ألف كتاب على المدارس ❊ السعي لاستعادة المكتبة ألقها ووهجها كواجهة ثقافية علمية وفكرية ❊ تخصيص بطاقات خاصة لجمهور الباحثين وقفت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، خلال زيارتها التفقدية إلى المكتبة الوطنية بالحامة، على مدى تقدّم أشغال الترميم، ومتابعة المشاريع الاستراتيجية المرتبطة برقمنة الرصيد الوثائقي الوطني، وكذا التهيئة العامة لمبنى المكتبة، معلنة، بالمناسبة، عن توزيع 700 ألف كتاب على المدارس الأسبوع القادم، في إطار الشراكة مع وزارة التربية. كما اطّلعت السيدة الوزيرة في خرجتها الأولى منذ تسلمها الوزارة، على تفاصيل متعلقة بتهيئة وترميم صرح المكتبة الوطنية. هذه الأخيرة التي لم تخضع لأي تهيئة منذ 30 سنة كاملة؛ ما خلّف حالة من الاهتراء، والتردي العام. خبراء يؤكدون الحالة المزرية لمبنى الحامة بالمناسبة، استمعت الوزيرة لتدخّلات ممثلي الشركات والمؤسسات المكلفة بالتهيئة والرقمنة، تَقدمهم السيد نور الدين عشوي، معطيا تفاصيل عن العمليات التقنية الخاصة بالرقمنة، ومؤكّدا وضع رصيد المكتبة ضمن أرضيات رقمية تضمن خدمات عن بعد (افتراضية). كما توقّف عند أجهزة "السكانير" (التصوير الإشعاعي) الضخمة، التي تسمح بتصوير ومعالجة الوثائق والمراجع والمخطوطات الضخمة، والتي سيتم استيرادها هذا الشهر، والعمل بها قبل نهاية أكتوبر. وستتم، حسبه كل العمليات وفق دفتر شروط. وبدوره، تحدّث الخبير بلال لوبار ممثل شركة "سبينتكس" الناشئة، عن إدخال التكنولوجيا إلى المكتبات، علما أنّ الشركة لها تجربة مع المؤسّسات العمومية والخاصة، مع ضمان المرافقة، ونقل الكفاءة للاستمرارية بعد إتمام العملية، معلنا عن أنّ المهندسين قاموا بمعاينة عامة للمكتبة، وتسجيل المعطيات. وستكون هناك 16 وحدة محل تدخّل؛ منها، مثلا، وحدة السمعي البصري. وهنا تدخلت الوزيرة للتأكيد على مرافقة هؤلاء الخبراء لإطارات المكتبة بعد التسليم. أما ممثل مجمع "شرقي معاشو" المهندس عبد الحميد معاشو، فتوقف عند المعاينة التي تسبق التنفيذ وفق دفتر الشروط؛ لإنهاء العملية في ظرف سنة. وتضمنت المعاينة الوقوف على الجانب الأمني، والكهرباء، والتهوية، والتبريد، وقنوات الصرف المهترئة، والتي تجري في ظرف 5 أشهر، بقي منها ثلاثة أشهر، وتبين الحالة الحرجة للمكتبة. القانون الأساسي للمكتبة قريبا بالمناسبة، تدخّل، أيضا، الدكتور منير بهادي مدير المكتبة الوطنية، للحديث عن أهمية هذا الصرح الثقافي الوطني، الذي هو ذاكرة الجزائر مجتمعا ودولة، مشيرا إلى القانون الأساسي للمكتبة الذي سيجري التوقيع عليه بمجلس الوزراء، ليسترسل بعدها في الحديث عن عمليات ترميم وحفظ المخطوطات حتى في الخزائن الخاصة، ابتداء من منطقة عين صالح ضمن 4 ولايات من الجنوب، وولايتين من الشمال كأول تجربة، لتطالب الوزيرة بصفة رسمية، باسترجاع وحتى شراء المخطوطات الجزائرية الموجودة بالخارج، علما أن هناك تعليمة من الحكومة منذ 2023 في هذا الشأن. كما كانت المناسبة فرصة، تحدّث فيها السيد بهادي عن الإيداع القانوني بالنسبة للناشرين، والتسجيلات عن بعد، وغيرها، ووضع منصة خاصة بالمخطوطات، دعته الوزيرة، بشأنها، لتخصيص بطاقات خاصة بجمهور الباحثين. ريادة مخبر الحفظ والترميم بعدها قامت الوزيرة بجولة عبر مختلف الأقسام؛ منها مصلحة ومخبر ترميم المخطوطات؛ حيث استمعت لشروحات المهندسين والخبراء، منهم رئيسة مصلحة الترميم والحفظ فطومة بن يحي. وبدت الوزيرة مهتمة بشروحات إحدى المهندسات (مختصة في الكيمياء الصناعية)، التي شرحت التعامل مع المخطوط؛ منها معالجة التعفن فيه، واستخدام المواد النقية غير الصناعية كالورق والورق المقوّى للعلب التي تُصنع داخل المعمل مع مختلف التجهيزات، لتقترح بن دودة تصوير العملية بالفيديو، وإطلاقها ليستفيد منها الجمهور وحتى الأطفال، معبّرة عن سعادتها بهذه الشروحات التي تعلمت منها الكثير. واختتمت بن دودة زيارتها بالإعلان عن إطلاق برنامج وطني ابتداء من الدخول المدرسي لتوزيع 700 ألف كتاب (من مخزون الوزارة)، موجّه للأطفال والفتيان؛ من خلال فضاءات للقراءة بالمدارس عبر الوطن، في إطار الشراكة مع وزارة التربية الوطنية، زيادة على إدخال الحكواتيين إلى المكتبات العمومية في مختارات من تراثنا الشفهي؛ لترسيخه في الناشئة، مع تسجيله بالصوت والصورة. والعملية، بدورها، تنطلق هذا الأسبوع تزامنا والدخول المدرسي. كما أشارت الوزيرة بالمناسبة، إلى أنها عاينت مدى تقدّم أشغال المؤسّسات المكلّفة بإنجاز المشاريع المتعلقة بتهيئة مبنى المكتبة الوطنية، وعمليات رقمنة الرصيد والمخطوطات، مشيرة إلى أن الهدف هو "أن تستعيد المكتبة ألقها ووهجها كواجهة ثقافية، علمية وفكرية". وأضافت: " أنا حريصة جدا على عملية رقمنة رصيد ومخزون المكتبة، وكذا رقمنة كل المخطوطات التي تتوفر عليها في مختلف الخزائن على المستوى الوطني؛ حتى تصبح متاحة على منصات رقمية للباحثين والقراء داخل وخارج الوطن".