تقدّم الفنانة التشكيلية سهام عواطي، في معرض فني حمل عنوان ” عرض لوحات زيتية”، مجموعة فريدة ومنوعة من الرسومات جسدّتها في 23 لوحة مختلفة الأشكال، تتناول من خلالها عديد المواضيع أهمّها، الثقافية والتراثية التي تبرز مدى معاناة هذا القطاع في الجزائر. المعرض الفني الذي افتتحته، أمس، الرسّامة سهام عواطي ببهو الفنون عائشة حداد بالعاصمة، يستمر إلى غاية ال18 من الشهر الجاري، ويضم مجموع 23 لوحة فنية مرسومة بتقنية الزيت، تستعرض ثلة من القضايا والإشكاليات التي لا تزال حلولها عالقة بل ”راكدة” منذ سنوات طويلة مع السلطات الثقافية ببلادنا، فبكت عبرها الوضع المؤلم ومنها ما جسدته في لوحة بعنوان ”الثقافة في ظل”، حيث تستقرئ من خلالها واقع القطاع الثقافي الذي دخل في غيبوبة لا مخرج منها، وهو الذي أوضحته في رسم آخر ”القصبة في مستوى رمادي”، دلالة على الخطر المحدق بالقصبة وبناياتها الملونة بلون غير لونها الأبيض الجميل، حيث تعكس هذه الصور جملة المشاكل التي تترصد بالثقافة والتراث والتاريخ الجزائري العريق. من جانب آخر حاولت الفنانة سهام أن تعطي بصيصا من الأمل فقدّمت لوحات منوعة تبرز خاصية وغنى كل منطقة في الوطن وما تزخر به من تقاليد وعادات ظلّت صامدة إلى غاية يومنا هذا رغم محاولات التشويه والتدمير، لاسيما بالعاصمة والقبائل، على غرار ما جاء في اللوحات التالية ب”في القديم”، ”الجرّة مليئة بالأسرار”، ”جزء من التاريخ”، ”حنين”، ”احكيلي” وغيرها. وفي السياق تعبّر إحدى اللوحات عن لامبالاة بعض الرسامين بمشهد ”للقدس” التي تخفي وراءها حديقة غنّاء لا يدخلها إلا اليهود، فارتأت سهام عواطي إظهار تقاسيمها الخفية الغائبة عن مجتمعنا ورسامينا. الإنسان والطبيعة حاضرين في أعمالها بالنظر إلى علاقة التأثير والتأثر بينهما، فحاكت أناملها وحي الطبيعة للإنسان في مختلف جوانب حياته، دون أن تنسى قوّته التدميرية التي تأتي أحيانا على كل شيء في رسم ”اليد المدمرة”.