تعاني العديد من المدارس الابتدائية بولاية تسمسيلت التهميش ولامبالاة السلطات الوصية، جراء بقاء العديد من المؤسسات التعليمية في مواجهة المخاطر بشتى أطيافها، لاسيما الصحية منها. فمدرسة مهني شتوي إحدى المدارس الابتدائية الواقعة بمدينة تسمسيلت، والتي افتتحت أبوابها العام الماضي فقط، تشكو من مخاطر بيئية جمة نظرا لتواجدها بمحاذاة مفرغة عمومية فرضت على التلاميذ استنشاق روائحها الكريهة ورؤية قماماتها مترامية الأطراف في كل صباح، حيث أضحى التلاميذ يشمئزون من مزاولة الدراسة في حجرات مغلقة شتاءا وصيفا في ظل ارتفاع درجات حرارة، فانبعاث رائحة النفايات إلى داخل المدرسة أصبح لا يبارح قاعات التدريس، ما يدفع الأساتذة إلى غلق نوافذ وأبواب الأقسام لتخفيف من انتشارها. كما أن المشكل لم تسلم منه حتى زوايا فناء المؤسسة التي من المفروض أنجزت حتى يرتاح فيها التلاميذ لدقائق بعد الجهد الفكري، حيث يفضل التلاميذ دورة المياه لاختباء نظرا لوجودها بعيدة بعض الشيء عن الوضع البيئي المقزز. الجدير بالذكر ناقشت، في وقت سابق، لجنة التربية والتعليم والتكوين المهني بالولاية في تقريرها السنوي المتعلق بقطاع التربية الوضعية المأساوية للمؤسسة المذكورة سالفا، لكن لا شيء جديد. تلاميذ مدرسة شتوى مهني عبروا لنا عن تذمرهم من وجود المفرغة، خاصة المقبلين منهم على اجتياز امتحانات التعليم الابتدائي، والذين تلقوا الدروس في جو مكهرب صعب ومتعفن قد يؤثر على تحصيلهم التعليمي ومن ثم نتائج الامتحاناتهم، حسب ما أشار إليه أحد الأولياء. كما أعرب التلاميذ أيضا عن تذمرهم الشديد إزاء الوضعية العصيبة التي يجابهونها منذ سنة خلت، ولم يجدوا السبيل غير الاستسلام للأمر الواقع وتحمل المخاطر والأضرار الناجمة عن التفريغ العشوائي لكميات من النفايات المنزلية وحتى حرقها في الكثير من الأحيان من قبل منحرفين، فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة وأسراب الحشرات المنطلقة منها، ناهيك عن الغازات السامة الناتجة عن عمليات الحرق التي أتت على الأخضر واليابس، حيث كتل الدخان المتطايرة في الجو. ويتخوف في هذا الصدد أولياء التلاميذ من بقاء المفرغة، دون محاولة نقلها من قبل السلطات المحلية إلى مكان أقل خطورة.