لعل الربيع العربي وما نتج عنه من ثورات أطاحت بثلاثة رؤساء: بن علي زين العابدين ومبارك ومعمر القذافي، واثنان منهم في الطريق على غرار صالح وبشار الأسد، فالشباب بات في المدية يطلق تسميات الرؤساء المخلوعين على الكباش أثناء المبارزة. ككل عيد أضحى يتفنن الشباب في إطلاق تسميات على الكباش أثناء المبارزة أو ما يسمى ”الدڤة”، حيث أنهم يستقون تلك الأسماء من الحياة اليومية ومن أهم الأحداث التي تدور في فترة العيد، من مباريات كرة القدم، حيث أخذت الكباش أسماء لاعبين معروفين على غرار عنتر يحي وزيدان. أما هذا العام فقد أخذ الشباب في إطلاق أسماء الرؤساء العرب على كباشهم وذلك حسب الحالة، فالكبش الذي يخاف ويهرب ولا يحب المبارزة يطلقون عليه اسم ”بن علي” في إشارة إلى الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب إلى السعودية بعد الاحتجاجات الشعبية في تونس. أما الكبش الذي يدخل المبارزة ويصارع حتى ينهكه التعب ويسقط ثم يأخذ إلى الزريبة والتي تشبه السجن، تطلق عليه تسمية اسم حسني مبارك الذي يصارع المرض في سجنه. في حين أن الكبش الذي يبارز الكباش الأخرى ويقاوم والدماء تنزف من رأسه فيطلق عليه اسم معمر القذافي الذي بقي يصارع الثوار حتى الموت، فهكذا الكبش الذي يبقى يصارع فهو يصارع حتى عيد الأضحى. لتبقى فئة أخرى من الكباش تمتاز بقوة التحمل، وهي لا تهزم عادة، فيطلق عليها الشباب اللمداني اسم بشار الأسد الذي لايزال يقاوم رغم الصراعات الدائرة في سوريا والدماء التي تسيل يوميا، إلا أنه يبقى متشبثا بكرسي الرئاسة. وعن الكباش التي لا تصارع وتبقى خائفة تراقب الوضع من بعيد، فوجد الشباب اللمداني لها أسماء لرؤساء عرب مثل الملك عبد الله ومحمد السادس، في إشارة إلى خوف الملكين من اندلاع ثورات شعبية في بلديهما، وهناك كباش أخرى تتدخل بمحض إرداتها في المعارك التي تدور بين كبشين وتميل للطرف الغالب، فيطلقون عليها اسم حلف الناتو. وهنا نجد المبارزات تتم في جو من المزاح والضحك، وكل واحد يتباهى بأضحيته إلى حين حلول يوم العيد، حيث تتم عملية النحر جماعيا في جو من المحبة والإخاء، في مشهد يعكس تضامن المجتمع اللمداني خلال هذه المناسبة الدينية.