يتجه القائمون على التحضير لصالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته ال 19 لهذا العام، والتي ستقام خلال الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر وإلى غاية 8 نوفمبر المقبل، بقصر المعارض بالصنوبر البحري، بالعاصمة إلى تكريم روح شاعر الثورة الفلسطينية الراحل سميح القاسم، وكذا الاحتفاء بأدب صاحب”مائة عام من العزلة”. وأشارت بعض التقارير من مبنى وزارة الثقافة، أنّه يجرى التحضير لاستقبال أفراد من عائلة الراحلين، كما سيخصص حيز كبير من نشاطات التظاهرة للاحتفاء بالتجربة الإبداعية لغارسيا ماركيز وسميح القاسم، حيث من المرتقب أن تشارك زوج الأول التي شكلت محور أعماله الإبداعية بينما لم يتم الاتفاق لحدّ كتابة هذه الأسطر عن طبيعة الشخصيات التي ستمثل سميح القاسم، وذلك بالنظر إلى أن أفراد عائلته يتواجدون بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي حالة ما تعذر عليهم الحضور فسيتم تخصيص لقاءات أدبية وأمسيات شعرية تتطرق لمسار الراحل، بمشاركة مبدعين جزائريين وعرب. وكانت الأسرة الأدبية في مختلف أنحاء العالم قد فجعت لإعلان عائلة الفقيد عن رحيله في أفريل الماضي، بعد صراع مرير مع المرض، وكان ماركيز، الذي يعرف لدى الملايين بلقب ”غابو”، يعيش برفقة زوجته مرسيديس بارشا في المكسيك منذ فترة بعيدة في أجواء منعزلة لم تكن تخلو من مشاركات نادرة في بعض النشاطات الثقافية، وعدا ذلك فقد كان الراحل يعيش حياة العزلة عن الأضواء والشهرة. ويعتبر الكاتب الكولومبي، الذي بدأ عمله مراسلا صحافيا، واحداً من الكتّاب الأكثر تأثيرا في جيله، وقدّم مساهمة كبرى في إغناء فن السرد الروائي في العالم، وكافح لسنوات كي يصنع اسمه كروائي على رغم أنه نشر قصصاً ومقالات وروايات قصيرة عدة في الخمسينات والستينات أشهرها ”عاصفة الأوراق” و”ليس لدى الكولونيل من يكاتبه”، وحقق اسمه كروائي في روايته ”مئة عام من العزلة” والتي نال شهرة كبيرة بعد نشرها مباشرة في عام 1967، وباعت أكثر من 50 مليون نسخة في أنحاء العالم وأعطت دفعاً لأدب أميركا اللاتينية، وهي الرواية التي نال عنها جائزة نوبل للآداب. أما فقيد الإبداع الفلسطيني سميح القاسم، فقد غيبه الموت بعد معاناة مع مرض السرطان شهر أوت الفارط، ويعد القاسم واحدا من أبرز شعراء الفلسطينيين إلى جانب الراحل محمود درويش حيث حصل على العديد من الجوائز الفلسطينية والعربية والعالمية، وكتب سميح القاسم قصائد معروفة وتغنى في كل العالم العربي منها قصيدته التي غناها مرسيل خليفة ”منتصب القامة امشي .. مرفوع الهامة امشي... في كفي قصفة زيتون... وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي”، ولد سميح القاسم في في بلدة الرامة، ودرس هناك وفي الناصرة واعتقل عدة مرات وفرضت عليه الإقامة الجبرية من قبل قوات الكيان الصهيوني، بسبب مواقفه.