أعلنت مصالح الدرك الوطني الحرب على مافيا الرمال الذين ينشطون على مستوى وادي سيباو في إقليم تيزي وزو وصولا إلى بومرداس، حسب ما كشفت عنه مصادر أمنية موثوقة ل”الفجر”، مضيفة أن ذات المصالح قامت بتشميع وغلق ثلاث مرامل كبرى باشرت نشاطها منذ 15 سنة كاملة والتي كانت تسبب مشاكل كبيرة للسكان. وتقع تلك المرامل في تادمايت بتيزي وزو وبغلية ببومرداس وكانت فرق الدرك الوطني قد تدخلت بعد ورود معلومات مؤكدة تفيد بنهب واستخراج رمال سيباو بطرق غير قانونية من طرف بعض الأشخاص الذين يسعون للربح السريع، وقد تسبب نشاط هؤلاء في زوال العديد من المساحات الخضراء والأراضي الفلاحية الواقعة على ضفاف الوادي، إلى جانب انهيار العديد من الجسور العابرة لوادي سيباو، وكذا سقوط منشأة أخرى بعدما تآكلت أجزاؤها السفلى بفعل النهب العشوائي للرمال. وتعد مناطق ذراع بن خدة على الطريق الوطني رقم 12 الأكثر تضررا إلى جانب بغلية، من خلال تضرر وادي زروكية مع الجسر العابر لقرية كاف لعقاب باتجاه دلس، مرورا بتيزي وزو على الطريق الوطني. وفي سياق متصل كشفت مصادر متطابقة عن رصد تحركات مشبوهة لبعض الأشخاص وهم يستخرجون رمال وادي سيباو، والذين يكونون على علاقة مباشرة مع عناصر إرهابية تنشط شرق تيزي وزو، الأمر الذي يجري التحقيق فيه من خلال ملاحقة كل من يدخل إلى أسفل الوادي الذي يتواجد في وضعية غير مشرفة ومتابعته عن قرب إلى غاية كشف هويته الحقيقية، خصوصا وأن غالبية هؤلاء ينزلون بشاحنات من الحجم الكبير وبحوزتهم جرافات والقليل منهم من يستعينون بوسائل تقليدية لحصولهم على كميات من الرمال. وكانت السلطات الولائية بولاية تيزي وزو قد أعلنت الحرب على مافيا الرمال بوادي سيباو الذي انخفض منسوب مياهه إلى ما دون ثلاثة أمتار عن مستواه العادي. وقرر والي الولاية شن مداهمات مفاجئة على مستوى مجرى الوادي الممتد على مسافة 50 كلم والذي يمر على 15 بلدية بتيزي وزو. وقد أصدر المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي أوامر عاجلة لمصالح الأمن المشتركة قصد التدخل العاجل وتوقيف كل متورط في العملية، غير أن مافيا الرمال تحوّل الكميات المستخرجة إلى المناطق الجنوبية للوطن دون فرض الرقابة عليها. وكانت سلطات تيزي وزو قد شكلت لجنة مشتركة مشكّلة من مديرية الري ومصالح أخرى بالولاية لمتابعة جديد القضية، إلى جانب تركيزها على المساهمة الفعالة في حماية الحظيرة الوطنية لجرجرة، خصوصا وأن وادي سيباو يبقى مهددا بكارثة إيكولوجية، حيث يمون سكان تيزي وزو بنسبة 80 بالمائة في مجال إنجاز المشاريع.