لا يمر عيد أضحى في الجزائر دون جملة المشاكل المعتادة والتي أصبحت جزءا من روتين هذه المناسبة، يتسبب فيها إسراف الجزائريين في تناول اللحوم بطريقة عشوائية من جهة وكذا سوء استخدام الأدوات الخاصة بعملية النحر، ما يجعل مستشفياتنا تعج بالحالات المستعجلة للتسممات الغذائية والأمراض الهضمية وكذا ضحايا الإصابات الخطيرة. شرعت مستشفيات العاصمة في تطبيق جملة من التدابير سطرتها وزارة الصحة تحسبا لأي حالات استعجالية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، الذي يعرف عادة الكثير من حالات التسمم والأمراض الهضمية خاصة، حيث أكدت الدكتورة المختصة في أمراض الجهاز الهضمي حورية بن مولاهم أن مصالح الاستعجالات في كل مستشفيات الجزائر تلقت توجيهات من الوزارة الوصية تنص على مراقبة حظيرة سيارات الإسعاف وكذا المعدات والأجهزة الطبية الضرورية وتعزيز الفرق الطبية، كما أصدرت الوزارة ذاتها تعليمة ردعية لجميع الموظفين المناوبين خلال أيام العيد في حال تخلفهم عن موعد مناوبتهم. أكثر من 700 مصاب بأضرار خطيرة السنة الماضية استقبلتها مستشفيات القطر الوطني، متراوحة بين التسممات الغذائية وأمراض الجهاز الهضمي ومختلف الإصابات الناجمة عن سوء استخدام السكاكين والأدوات الحادة خلال عملية النحر، حيث سجلت 120 حالة تسمم في كل ولايات الوطن. تغيير النمط الغذائي يتسبب في أمراض هضمية خطيرة أكدت الدكتورة المختصة في الطب الداخلي والأمراض الهضمية حورية بن مولاهم أن لتغيير النمط الغذائي دورا كبيرا في الإصابة بالأمراض الهضمية، خاصة قرحة المعدة الشائعة جدا خلال أيام عيد الأضحى والتي تطال الأطفال والمسنين خاصة بأعداد كبيرة، وأكدت محدثتنا أن عدم العلاج السريع لهذا المرض يؤدي إلى مضاعفات وتعقيدات صحية بالغة الخطورة، مشيرة إلى أن تهاون المرضى باللجوء إلى الصيدلية لاقتناء أي دواء مسكن لآلام المعدة، من شأنه أن يضاعف من حدة الألم الناتج أساسا عن تناول كميات كبيرة من اللحوم بشكل عشوائي، إضافة إلى تغيير النظام الغذائي بصورة مفاجئة خلال هذه المناسبة مثل ما هو شائع. نصائح خبيرة التغذية لتفادي الإصابة بالأمراض الهضمية كشفت أخصائية التغذية ليلى مسكين أن أكبر ضرر يواجهه الجزائريون خلال أيام عيد الأضحى، هو الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة خاصة في إعداد أحشاء الخروف والتي تساهم في رفع مستوى الكوليسترول في الدم، ما اعتبرته الدكتورة مسكين عامل لارتفاع السعرات الحرارية كذلك، والتي قدرتها ب250 سعرة في 80 غرام فقط من اللحوم الحمراء، وتنصح خبيرة التغذية بعدم تناول لحم الخروف لأكثر من ثلاثة أيام، مفضلة أن يتم تناوله إما مشويا أو مسلوقا ويجب الحرص على تناول الخضراوات والسلطات بجانب طبق اللحم من أجل تسهيل عملية الهضم. وفي سياق متصل نصحت محدثتنا الجزائريين، بعدم تناول لحوم الأضحية قبل مضي 6 ساعات من عملية الذبح، تجنبا لبعض المواد المضرة، حيث يتخلص اللحم بعد هذه الفترة من نسبة كبيرة من الجراثيم، كما حرصت على تطبيق الطريقة الإسلامية في الذبح، والتي تعد الطريقة المثلى لخلو لحم الأضحية من الجراثيم والتعفنات السريعة، كما نصحت بتجنب أكل اللحوم المشوية على فحم مشتعل، ما يؤدي إلى تسممها. الكيس المائي مشكل يهدد الجزائريين كل سنة حذر خبراء ومختصون من خطورة انتشار الكيس المائي بعد عملية الذبح مؤكدين أن الوقاية هي أحسن وسيلة لمكافحته. ومن جهتها، أصدرت وزارة الصحة والسكان حملة واسعة لتوعية المواطنين بأضرار الكيس المائي، حيث وجهت تعليمة إلى مديريات الصحة واللجان الولائية لمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات، تدعو فيها إلى الوقاية من مخاطر الكيس المائي، الذي تتسبب فيه بيوض طفيلية تتواجد بفضلات كلاب أصيبت بدورها بهذا المرض بعد أكلها لأحشاء الحيوان المصاب بالكيس المائي، حيث دعت الوزارة عبر حملاتها التحسيسية إلى ضرورة التخلص الحسن لفضلات وأحشاء الحيوان المصاب لأجل تجنب أي نوع من أنواع العدوى، كما دعت الوزارة الأطباء البيطريين إلى توعية المواطنين حول أضرار الحمى القلاعية، وسبل تجنب العدوى بها، حيث ينصح المختصون في هذا السياق بغسل اليدين بعد لمس الحيوانات الثدية.
