هي عجائن الموت، كما يسميها المختصون في مجال الصحة الغذائية. سهولة تحضيرها زادت في رواجها وسط المستهلك الجزائري، خاصة الأطفال والمراهقين الذين أحبوا طعمها الغني بالعديد من النكهات، في وقت تلعب هذه المادة السامة دورا في خراب الجسم والإضرار به، دون تحريك أجهزة الرقابة ساكنا في إيقاف هذا المنتج الخطير. هي سهولة تحضيرها التي لا تتطلب إلا بضع دقائق بتسخين كمية قليلة من الماء ووضعها بالداخل، وكذا ثمنها الذي لا يتجاوز 35 دج، وكذا طعمها الغني بنكهات مختلفة، ما يجعل الإقبال على هذه العجائن في تزايد مستمر، في ظل غياب تام للرقابة وغض الطرف من قبل وزارة التجارة عن استيراد هذه المواد، والتي يؤكد المختصون في مجال الصحة الغذائية خطورة تركيبتها المليئة ببعض المواد المسرطنة، على غرار المواد الحافظة والنكهات الاصطناعية. وفي سياق متصل، تؤكد الدكتورة ليلى مسكين، الأخصائية الغذائية، أن عجائن ”الإندومي” فقيرة جدا للمكونات الغذائية والمواد الأساسية الضرورية للنمو، لاسيما إذا عرفنا أن الأطفال والمراهقين هم أكبر المستهلكين لها. وأضافت محدثتنا أن احتواءها على نكهات خاصة يجعل هذه الأخيرة تتراكم على مستوى الكبد والخلايا العصبية نتيجة استحالة هضمها لكثرة تعقيدها. وأضافت محدثتنا أن احتواء ”إندومي” على كمية كبيرة من النشويات والدهون يكسب الجسم وزنا زائدا، ما يتسبب بالسمنة المفرطة. أما عن النكهات الصناعية التي تعمل على إكساب هذه العجائن للطعم، فتؤكد الدكتورة مسكين أن هذه المواد تلعب دورا في إتلاف الخلايا العصبية للمخ، خاصة المادة التي يطلق عليها اسم ”E621 ” التي تعرف بكونها مادة كيميائية تساهم في إكساب الذوق في وقت تلعب فيه إتلاف خلايا الدماغ. لبعض الأولياء دور في انتشارها.. يقبل الكثير من الأطفال على استهلاك عجائن ”إندومي” بشكل متكرر وفي الغالب يوميا، تحت أنظار الأولياء الذين لا يحركون ساكنا حيال الموضوع، فجهلهم بالأضرار الناجمة عنه، وكذا ليسر وسهولة استهلاكه يفضل الكثير منهم تعويض وجبة غذاء أو عشاء بحل سريع وغير مكلف إطلاقا، وهو ما لمسناه لدى شريحة واسعة ممن تحدثنا إليهم، على غرار سامية 40 سنة، أم لطفلين، كشفت أنهما يفضلان تناول هذه المعجنات دون غيرها من المأكولات الجاهزة الأخرى خلال فترة وجودها في المكتب طوال اليوم، مشيرة أن ابنها الذي لا يتجاوز سنه 7 سنوات يجيد تحضيرها بكل سهولة. أما فتيحة البالغة من العمر 30 سنة فتقول أنها تحب تناول ”إندومي”، وهي تشاهد التلفاز، حيث ترى أنها سهلة التحضير وغير مكلفة، كما تحب النكهات والصلصة المرافقة لكيس إندومي. وفي هذا الصدد، يقول محمد، 17 سنة، أنه يتناول هذه العجائن في شكلها الجاف دون طهيها كما يتناول ”الشيبس”، منوها أنه يحس بالشبع بشكل أسرع بهذا الشكل. كما أضاف أن والديه يقتنيان هذه العجائن بشكل روتيني لإشباع حاجة أبنائهم المتزايدة منها. وفي ظل الغياب التام لمصالح الرقابة وحماية المستهلك، يبقى هذا الأخير المتضرر الوحيد باستهلاكه هذه المواد خطيرة التركيب والمصدر، والتي تؤثر بشكل سلبي مباشر على المواطن البسيط الذي يستهلكها بجهل تام بمدى تأثيرها.