تثير إعجابنا الكثير من المنتوجات الغذائية المصنّعة و الزهيدة الثمن في كثير من الأحيان، فتحت تأثير الإشهار التلفزيوني و جمال الغلاف و الطعم اللذيذ المجرب شخصيا ،أو من أحد الأقارب، فلم يبقى لنا سوى المداومة على تناوله و الاستمتاع بذوقه، لكن معظم هذه المنتوجات قد تخفي في مكوناتها الكيماوية العديد من السموم القاتلة . تستورد الجزائر العديد من المنتوجات الغذائية المصنعة التي تحتوي على مواد كيماوية تشكل خطرا مميتا على صحة الإنسان، من بين هذه المنتوجات، عجائن "إندومي"، التي أصبحت تعرف رواجا لا سابق له لدى العائلات الجزائرية، و أكثر مستهلكيه من الأطفال . زهادة ثمنها الذي لا يتجاوز ال30 دينار ، و سهولة تحضيرها التي لا تتطلب أكثر من تسخين كمية قليلة من الماء، جعل هذا المنتوج من أكثر المواد استهلاكا من طرف الجميع، غير أنه عند الإطلاع على قائمة E 621 مكوناتها يوجد مادة ال المشتقة من إحدى المواد المعتمد عليها في إكساب (Monosodium Glutamate ) ، الطعم، و التي صار يطلق عليها مسميات أخرى لإخفاء حقيقتها كالأسبرتام، الجلوتومات، خميرة، مرق بالنسبة لمنتوجات اللحوم، الكاسينات و البروتيانت المهدرجة مثل الصويا المهدرجة. والتي كشفت أحدث الدراسات أنها تسبب تسمم المخ كونها من أخطر المحسنات الغذائية. تلف في خلايا المخ التي يستحيل تجديدها، تذبذب الذاكرة ، واختلال أبسط القدرات العقلية من تركيز وتفكير وتذكر، هي ما يجعل من هذا المنتوج عدوا فعليا يسعى لغباء العقل و دمار حياة صاحبه. ولا ينتهي خطر هذه المادة على هذه الأعراض فحسب، بل قد تسبب الشلل، الرعاش، الزهايمر والصداع المزمن ، فيما قد ينتج عن الاستمرار في تناولها إلى الإصابة بأنواع من السرطانات و أزمات قلبية قوية، ناهيك عن رفعها نسبة البدانة المرضية التي لا يمكن علاجها ولو بالرياضة، لتغير تركيب الدهون في الجسم. فأين دور جمعيات حماية المستهلك ووسائل الإعلام من كل هذا، وإلى متى يبقى المستهلك الجزائري عرضة للتسمّمات والأمراض المميتة ، وذنبه الوحيد أنه اشتهى فاشترى . محمد بن حاحة