إطلاق عملية رقابية وطنية حول النشاطات الطبية وشبه الطبية    يجسد إرادة الدولة في تحقيق تنمية متكاملة في جنوب البلاد    ملك النرويج يتسلم أوراق اعتماد سفير فلسطين    ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على غزة    مقتل مسؤول سامي في هيئة الأركان العامة    الجزائر حاضرة في موعد القاهرة    بالذكرى ال63 لتأسيس المحكمة الدستورية التركية، بلحاج:    بيع أضاحي العيد ابتداء من الفاتح مايو المقبل, بالولايات ال58    المرأة تزاحم الرجل في أسواق مواد البناء    الدبلوماسية الجزائرية أعادت بناء الثقة مع الشركاء الدوليين    الاستفادة من التكنولوجيا الصينية في تصنيع الخلايا الشمسية    النخبة الوطنية تراهن على التاج القاري    15 بلدا عربيا حاضرا في موعد ألعاب القوى بوهران    التوقيع بإسطنبول على مذكرة تفاهم بين المحكمة الدستورية الجزائرية ونظيرتها التركية    مزيان يدعو إلى الارتقاء بالمحتوى واعتماد لغة إعلامية هادئة    مداخيل الخزينة ترتفع ب 17 بالمائة في 2024    وزير الاتصال يفتتح اليوم لقاء جهويا للإعلاميين بورقلة    رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني تستقبل ممثلين عن المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين    إبراهيم مازة يستعد للانضمام إلى بايرن ليفركوزن    اجتماع لجنة تحضير معرض التجارة البينية الإفريقية    متابعة التحضيرات لإحياء اليوم الوطني للذاكرة    رئيسة مرصد المجتمع المدني تستقبل ممثلي الجمعيات    الكسكسي غذاء صحي متكامل صديق الرياضيين والرجيم    60 طفلًا من 5 ولايات في احتفالية بقسنطينة    وكالات سياحية وصفحات فايسبوكية تطلق عروضا ترويجية    انطلاق فعاليات الطبعة الخامسة لحملة التنظيف الكبرى لأحياء وبلديات الجزائر العاصمة    الجزائر وبراغ تعزّزان التعاون السينمائي    ختام سيمفوني على أوتار النمسا وإيطاليا    لابدّ من قراءة الآخر لمجابهة الثقافة الغربية وهيمنتها    قانون جديد للتكوين المهني    استقبال حاشد للرئيس    المجلس الشعبي الوطني : تدشين معرض تكريما لصديق الجزائر اليوغسلافي زدرافكو بيكار    رئيس الجمهورية يدشن ويعاين مشاريع استراتيجية ببشار : "ممنوع علينا رهن السيادة الوطنية.. "    تنصيب اللجنة المكلفة بمراجعة قانون الإجراءات المدنية والإدارية    توقيع عقدين مع شركة سعودية لتصدير منتجات فلاحية وغذائية جزائرية    عطاف يوقع باسم الحكومة الجزائرية على سجل التعازي إثر وفاة البابا فرنسيس    الأغواط : الدعوة إلى إنشاء فرق بحث متخصصة في تحقيق ونشر المخطوطات الصوفية    سيدي بلعباس : توعية مرضى السكري بأهمية إتباع نمط حياة صحي    عبد الحميد بورايو, مسيرة في خدمة التراث الأمازيغي    انتفاضة ريغة: صفحة منسية من سجل المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي    الرابطة الثانية هواة: نجم بن عكنون لترسيم الصعود, اتحاد الحراش للحفاظ على الصدارة    النرويج تنتقد صمت الدول الغربية تجاه جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين في غزة    نشطاء أوروبيون يتظاهرون في بروكسل تنديدا بالإبادة الصهيونية في غزة    تصفيات كأس العالم للإناث لأقل من 17 سنة: فتيات الخضر من اجل التدارك ورد الاعتبار    جمباز (كأس العالم): الجزائر حاضرة في موعد القاهرة بخمسة رياضيين    الصناعة العسكرية.. آفاق واعدة    وزير الثقافة يُعزّي أسرة بادي لالة    250 شركة أوروبية مهتمة بالاستثمار في الجزائر    بلمهدي يحثّ على التجنّد    حج 2025: برمجة فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" وتطبيق "ركب الحجيج"    هدّاف بالفطرة..أمين شياخة يخطف الأنظار ويريح بيتكوفيتش    رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية    تحدي "البراسيتامول" خطر قاتل    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 فشلت إعلاميا
وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في حوار مع "الفجر"
نشر في الفجر يوم 03 - 01 - 2016

* مؤسف الحال الذي وصل إليه اتحاد الكتاب الجزائريين
* الذين شاركوا في مهرجان لوكارنو السينمائي جلبوا العار لأنفسهم
* زمن إقامة مهرجان هكذا وفقط قد انتهى
في هذا الحوار مع جريدة ”الفجر” يكشف وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، عن العديد من الأمور المتعلقة بقطاع الثقافة، كما تحدث عن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 والوضعية التي آل إليها اتحاد الكتاب الجزائريين، ناهيك عن الاستثمار الثقافي في الجزائر ودخول المجال من طرف الخواص، إضافة إلى حالة السينما الجزائرية في مختلف جوانبها.

بداية الحديث ستكون من الاستثمار الثقافي وهي الخطوة التي بادرت بها وزارة الثقافة من أجل إشراك الخواص في الحياة الثقافية الجزائرية، فهل ترى بأن هذا المشروع يمكن تجسيده حقيقة؟
هناك فعلا من بدأ في الاستثمار الثقافي في الجزائر وتم الشروع في وضع ملفات على مستوى بعض الولايات لإنشاء أستوديوهات وقاعات سينمائية على الأقل كخطوة أولى، كان هدفنا منذ البداية محو فكرة عششت طويلا في أذهان الناس، وهي أن الثقافة شأن الدولة وأن الدولة وحدها هي التي تتكفل بالثقافة، فهي التي تمول كل الأمور المتعلقة بالقطاع الثقافي، لكن هذه الصورة يجب أن تتغير، فهناك بعد تجاري في العملية الثقافية، فعندما نقول أن نيجيريا تنتج بين ستة إلى سبعة أفلام يوميا، فليست الدولة هي التي تنتج بل هناك مؤسسات إنتاج خاصة تتكفل بذلك، لأن السينما سوق استهلاكية واسعة، وإيران كذلك ينتج رقما مهولا في السينما، وعليه فالتنافس وضمان النوعية يحتم دخول طرف آخر في الرعاية والتمويل الخاص يمكن لها أن تكون طرفا مساعدا في الشأن الثقافي الوطني ضمن القوانين والمعايير.
أثبت العالم أن صناعة الخدمات الثقافية في منحى تصاعدي من حيث المداخيل، ففي أوروبا الآن ما يقارب 7 بالمائة من الدخل القومي يأتي من الخدمات الثقافية، ونحن نعمل على توفير شروط بيئة مساعدة على رفع مستوى حضور الثقافة عند الناس والاقتصاد معا.

الحديث عن السينما يقودنا إلى تصريحاتك السابقة ومناداتك بوجوب إقامة مدن وتجمعات سينمائية في الجزائر، مع زيادة نسبة إنتاج الأفلام وضمان توزيعها، لأنه لحد الآن كل الأفلام رغم قلتها ممولة من طرف الدولة، فهل هناك نظرة شاملة حول هذا الموضوع وما سبيل الدفع بعجلة السينما الجزائرية؟
التشخيص البسيط والواضح للسينما هو أن الجزائريين منقطعون عن السينما منذ حوالي ربع قرن، أي تعود إلى فترة الثمانينات، لأن التحولات التي مرت بها البلد دفعت السينما فاتورتها الكبيرة، فالقاعات كلها مغلقة أو تم تحويلها إلى وظائف أخرى كقاعات حفلات وغيرها، وأصبحت تحت وصاية البلديات أو ملكيات خاصة لبعض الأشخاص، لهذا نيتي أن تستعيد السينما دورها ومكانتها لأنها قاطرة مهمة للثقافة في بلد قدم الكثير في السينما ونال العديد من الجوائز، لهذا ركزت على هذا المجال من خلال دعم المهرجانات السينمائية وتنظيم قافلة سينمائية في الهضاب العليا، ناهيك على تظاهرة سينما الشاطئ وسينما المدينة والتركيز على العروض السينمائية في الفضاءات المفتوحة، ونحن الآن نعمل على وضع خطة لاستعادة قاعات السينما، وعلى البلديات أن تضع القاعات تحت تصرف وزارة الثقافة، وبغير التنازل الصريح لا يمكن للوزارة أن تتدخل في هذه القاعات، فبدأت الآن عدد من الولايات بوضع القاعات السينمائية تحت وصاية وزارة الثقافة، وتم تكليف في خطوة أولى الديوان الوطني للثقافة والإعلام بإنشاء فرع خاص بالسينما والبحث عن طرف شريك لإدارة هذه القاعات ضمن التصور الجديد للعرض السينمائي باستخدام تقنية ”الديسيبي”، وعثر على شريك أجنبي من بلجيكا لدراسة القاعات الجاهزة التي تملك قابلية التحول، وستكون البداية بالعاصمة ثم قسنطينة، فضلا عن قاعات السينماتيك في كل القطر الوطني، والتي خضعت لعملية ترميم وبعضها الآن أصبح جاهزا.
كما تقدم مجموعة من المستثمرين لإنجاز قاعات سينمائية بكل من عنابة ووهران، حيث تقدم المنتج زكريا رمضان بمشروع هام وقطع شوطا مهما لإنجازه، وهناك مشروعان في العاصمة، وفي سطيف كذلك هناك مشروع تحويل بعض القاعات، بالإضافة إلى مشاريع أخرى لإنجاز مجمعات سينمائية والبداية كانت مع المركز الوطني لتطوير السينما الذي يعمل على مشروع في هذا المجال، بالإضافة إلى المخرج أحمد راشدي، ناهيك عن مشروع آخر في بومرداس وتيبازة والصحراء وقسنطينة كذلك.
سيكون هناك لقاء خاص بالاستثمار السينمائي، وتأتي بعدها القطاعات الأخرى كالفنون التشكيلية التي سيتم إنجاز سوق خاص بها، حيث سنمكن الفنانين التشكيليين من عرض أعمالهم.

الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي اجتهدت في اختيار الجهات المنفذة لفيلم الأمير عبد القادر ولكنها لم تنجح، بدليل أنهم تاهوا بين العديد من السيناريوهات وأنفق لكثير من المال دون ضبط شروط النجاح...

بالحديث عن السينما، فإن الجزائر لا تملك لحد الآن مركزا لتحميض الأفلام، حيث يلجأ كل المهنيين في الحقل السينمائي إلى دول الجوار من أجل هذه العملية التي تسبق المونتاج وتكلف مبالغ مالية كبيرة، فمتى يكون عندنا مركز مثل هذا؟
زارني منذ أيام المخرج بلقاسم حجاج، ويملك حاليا أستوديوهات جاهزة بهذا الشأن، وكان من السباقين لتأسيس وحدة لما بعد الإنتاج، ويعمل كذلك على التكوين، فهذا الدفع في أن تأخذ السينما مكانها يجب أن يعزز، لأننا نهدف لتعزيز المنتوج الوطني السينمائي، ولن يتأتى هذا إلا بتوفير الأستوديوهات والجو العام المساعد للإنتاج السينمائي، خصوصا مناطق التصوير التي تزخر بها الجزا، فالإخوة لوميار صوروا عشرة أفلام في الجزائر، وهذا يعني أننا نتوفر على البيئة الملائمة لنكون في مصاف الدول الكبرى في المجال السينمائي.

لماذا ينزعج البعض من تدريس نصوصي في الجزائر في وقت نجدها تدرس في العديد من البدان وتناقش ضمن رسائل دكتوراه بالجامعات الأجنبية وبمختلف اللغات...

مرت حوالي أكثر من 7 أشهر على توليك حقيبة وزارة الثقافة فهل أنت راض عما قدمته؟
لمست أن هناك تجاوبا مع بعض الأفكار التي طرحتها بناء على كوني ناشطا ثقافيا قبل تولي منصب الوزارة، وأنا قريب من كل مجالات الثقافة، بالتالي أطرح الأفكار بشفافية والناس يلاحظون أن كل ما أقوم به أولوية، ونحن الآن في مرحلة الزرع في انتظار الحصاد بعد فترة.

لا يجب الضغط على أصحاب الأعمال السينمائية في تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015 من أجل إنهائها ثم نستلم أفلاما لا يمكننا عرضها، بسبب ضعف قيمتها الفنية...

قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، مشاكل النشر، الإنتاج السينمائي، ملتقيات علمية لا حدث، باستثناء دائرة المسرح التي قدمت ما كان مطلوبا منها، هل يمكن القول بأن التظاهرة فشلت؟
لا، لم ولن تفشل، لأنه تم وضع برنامج وكل دائرة أعطت تصورها، فالتظاهرة ظلمت إعلاميا، فهذه أول تظاهرة في عواصم الثقافة العربية تقام في ولاية داخلية، فكل التظاهرات كانت تقام في العواصم السياسية للبلدان ووسائل الإعلام تتمركز في العاصمة، ما يساعد على الترويج للفعاليات المقامة، وأنا شخصيا حرصت على برمجة النسبة الأكبر من النشاطات في قاعة ”الزينيت” لكونها مكسبا كبيرا لقسنطينة، وعلى الناس التعود على هذه القاعة رغم بعدها، لهذا أردنا تحسيس الناس بضرورة الاستفادة من وجود هذا المكسب الثقافي الهام، وثانيا بعض التظاهرات نتيجتها لا تلاحظ في الستة أشهر الأولى سواء الكتاب، السينما والمسرح، بل يجب الانتظار للجزء الثاني من التظاهرة، أما الجزء الأول فيخصص عادة للملتقيات والأسابيع الثقافية، وكان المستوى جيدا ومتفاوتا، أما الجانب الإعلامي فبقي غائبا نوعا ما، فالبرنامج طبق بكامله خصوصا المعارض التشكيلية، فهي أمور نشاهدها في أعظم أروقة الفن التشكيلي بالعالم، والملتقيات ذات البعد التاريخي والأنتروبولوجي، فقد كانت تنظم في الجامعات وشكلت إضافة، والثلث الأخير من التظاهرة سيكون مرحلة الحصاد ونحن ندفع أصحاب الأعمال السينمائية من أجل الانتهاء وتقديم أفلامهم قبل انقضاء التظاهرة.
وبخصوص الملتقيات فلها جمهور معين، لأنها ليست ملتقيات جماهيرية بل تمتاز بطابعها الأكاديمي ولا يمكن أن نلغيها من فعالية بهذا الحجم، وفكرة تنظيم أيام الفيلم العربي المتوج بقسنطينة كان الهدف منها إيجاد مكان للسينما داخل هذه التظاهرة، من أجل إعطاء بعد جماهيري، بالتالي حرصنا على التنويع حتى نمس أكبر عدد من الجمهور على اختلاف أذواقه.

هل تعتقد أن الأعمال السينمائية ستكون جاهزة قبل نهاية التظاهرة؟
ليس كلها، ولكن ستجهز بعض الأفلام، وفي الوقت نفسه لا يجب الضغط على أصحاب الأعمال من أجل إنهائها ثم نستلم أفلاما لا يمكننا عرضها بسبب ضعف قيمتها الفنية، فبعض المخرجين واجهتهم مشاكل تقنية، والبعض الأخرى اشتكى من ضعف الميزانية المخصصة، ولكن كل هذه المشاريع سنواصل دعمها حتى تظهر وليس شرطا تسليمها قبل 16 أفريل 2016.
قلت سابقا أن وزارة الثقافة تسعى بالتنسيق مع وزارة التربية لإدراج نصوص جزائرية ضمن المنظومة التربوية، إلى أين وصلت هذه المساعي؟

كان هذا مطلبا شخصيا عندما كنت في اتحاد الكتاب الجزائريين، وكتبت مقالا بأننا ندرس في الجزائر ”أدب المقابر”، بمعنى ننتظر رحيل الأدباء ثم نأتي بنصوصهم لتدريسها، فنحن نتوفر على كم هائل من النصوص الجديرة بأن تدرس في الجامعات، فهل ننفي بأنني أنشط في الساحة الثقافية ونصي منشور على خط غرينيتش في لندن، وهو النص الوحيد بالعربية إلى جانب محمد ديب ومالك حديد ومزيان وراد ومنقوش على رخامية سنة 2000 وهذه لصورة الجزائر وجيل الاستقلال، فلماذا ينزعج البعض من تدريس نصوصي في الجزائر في وقت نجدها تدرس في العديد من البدان وتناقش ضمن رسائل دكتوراه بالجامعات الأجنبية وبمختلف اللغات، وأقول هذا ليس كنرجسية مني، بل القصد منه هو أننا نملك أول روائي في التاريخ وهو ”أبوليوس” وأسماء وثقت الكثير من النصوص الرائعة، مرورا بالجيل الحالي الذي أثبت نفسه على الساحة الإبداعية، فإذا لم نمنح القيمة للمبدع الجزائري فهل ننتظر أن يأتينا الاعتراف من الخارج، فالكارثة عندما نعلم أن اثنين بالمائة فقط من النصوص الجزائرية موجودة في المنظومة التربوية الجزائرية، يعني أن النص الجزائري غائب، فلماذا لا نأخذ من الإنتاج الأدبي الجزائري، فالوزيرة نورية بن غبريط أتواصل معها باستمرار، ووصلنا إلى نتيجة حتمية، وهي وجوب إدراج النص الجزائري في المنظومة التربوية، والتخلص من استهلاك ما كتب عنه كثيرا.

ليالي الشعر العربي وإقامات الإبداع في قسنطينة، بوزيد حرز الله ينسحب من الإشراف على هذه الفعالية، الكثير من الكلام قيل حول ما حدث عن توقيع بيان بين الشعراء الجزائريين والمغاربة، وأن الوزارة لم تهضم ما حدث، فهل يمكنك تفسير ما حدث؟

الكلام الذي قيل مبالغ فيه كثيرا، بوزيد حرز الله قدم أشياء جميلة فيما يتعلق بالإقامات والتقيت به وتحدثنا حول هذا الموضوع كثيرا، وقبل كل شيء هو صديق منذ ما يقارب 35 سنة، أردنا فقط أن نفتح المجال أمام وجوه جديدة، ووقع الاختيار على عبد السلام يخلف من أجل التنويع، فالتظاهرة حدث فيها الكثير من التغيير، فما قيل في وسائل الإعلام لا أساس له من الصحة، فقسنطينة كانت بحاجة إلى أبنائها، ويجب أن تكون لهم مساهمتهم في هذا الحدث، وما أطلق عليه أيام الفيلم العربي المتوج الذي قمت بترسيمه مؤخرا في قسنطينة، سيكون باسم بانوراما الفيلم المتوج حفاظا على بانوراما السينما التي كانت تقام في هذه المدينة سابقا، وطاقم العمل سيكون من مدينة قسنطينة ويجب أن نستفيد من خبرات أبنائها.

مهرجان السينما المغاربية تم إلغاؤه، لماذا؟
أردت رفع سقف المشاركات، فمهرجان وهران للفيلم العربي كل البلدان المغاربية تكون موجودة فيه، ومهرجان السينما المتوسطية كذلك يشمل كل بلدان المغرب العربي باستثناء موريتانيا، فهذه الفعاليات لا تقصي المشاركة المغاربية، كما أردنا كذلك رفع درجة التأثير، وأشكر عبد الكريم آيت أومزيان الذي أشرف على طبعتين من المهرجان وهو إنسان يملك مساهمة متميزة في دعم السينما الجزائرية ولا يمكن التنازل عن خبرته لأنه قدم تجربة رائعة في هذا المجال.

مهرجان تمنراست لفنون الأهڤار هو الآخر قمت بتأجيله بحجة عدم توفر الشروط، فما هي بالضبط؟

لم تتوفر الشروط اللازمة في تقديري، وليس الوحيد الذي أجل، ورأينا في إطار تجديد خارطة المهرجانات في 2016 حيث ستكون رؤية أخرى لهذا المهرجان وتكون له جدوى وتصورات جديدة، فالمهرجان الذي لا يحقق شيئا نوعيا ومتميزا سواء من حيث المشاركة والأسئلة التي يثيرها، ما الحاجة من إقامته، فزمن إقامة مهرجان هكذا وفقط قد انتهى، وستكون لي زيارة إلى تمنراست وفيها سأعلن عن بعض الأمور التي لها صلة بقطاع الثقافة في المنطقة.

إذا لم نمنح القيمة للمبدع الجزائري فهل ننتظر أن يأتينا الاعتراف من الخارج، فالكارثة أن اثنين بالمئة فقط من النصوص الجزائرية موجودة في المنظومة التربوية الجزائرية، ما يعني أن النص الجزائري غائب...

الترميمات قيل عنها الكثير، القصبة بقيت كما هي، بحيث أن كل المشاريع باءت بالفشل وفاحت رائحة التلاعبات المالية، والقصبة كما هي تعاني في صمت، فهل هناك مخطط جدي لترميم القصبة؟
القصبة هي واجهة الترميم، وقسنطينة كذلك كانت ضمن دائرة الترميم وتوقفت العملية لمدة فاقت حوالي 8 أشهر، فالأموال موجودة والمؤسسات جاهزة، ولكن الشريك الأجنبي لم يتمكن من الدخول والحصول على الاعتماد لمباشرة مهامه، وبقي هذا الإشكال قائما ولم نجد له حلا، فتدخل الوزير الأول شخصيا وتم الاجتماع بمشاركة وزارة المالية ووزارة السكن وولاية قسنطينة، وتم التوصل إلى اتفاق، وستم مباشرة عملية الترميم في كل المعالم التي تم تحديدها. بالنسبة للقصبة كان هناك انسداد وتم حله، وهناك تنسيق بين ولاية الجزائر ووزارة الثقافة، لأن هناك بعض البيوت مأهولة بالسكان، وبالتالي لابد من التنسيق لإيجاد حل لسكان القصبة.
ماذا بخصوص قانون الكتاب؟
نحن بصدد إنجاز النصوص التطبيقية التي ستكون جاهزة قبل شهر مارس، لأنه بعد المصادقة على قانون سوق وأنشطة الكتاب، القانون تنبثق عنه نصوص، وهي تخضع لمعالجة على مستوى الأمانة العامة للحكومة، وأخذ رأي القطاعات الوزارية الأخرى، ثم تتم المصادقة عليها وتأخذ طريقها إلى النشر، وبه تتضح الرؤية فيما يتعلق بالنشر وكل الأطراف المشاركة في النشر وتحدد المسؤوليات، وربما هذا سيساعد في الخروج من الارتجالية التي ميزت سوق النشر طويلا.

إذا لم نمنح القيمة للمبدع الجزائري فهل ننتظر أن يأتينا الاعتراف من الخارج، فالكارثة أن اثنين بالمئة فقط من النصوص الجزائرية موجودة في المنظومة التربوية الجزائرية، ما يعني أن النص الجزائري غائب...


كنت رئيسا لاتحاد الكتاب الجزائريين فكيف تنظر للحالة التي أصبح عليها حاليا؟
ليس من حقي التدخل في شأن الاتحاد لأنه مستقل وله هيئاته وآليات تسييره، وأنا غائب عنه منذ 2005، وأحترم هذه الهيئة التي ضمت كبار الأسماء سابقا في صورة مولود معمري ومحمد العيد آل خليفة ومفدي زكريا، فأسماء ثقيلة في الثقافة الجزائرية كالطاهر وطار وبن هدوڤة ومالك حداد وبلقاسم خمار ورشيد بوجدرة وواسيني الأعرج مرت عليه، بالتالي يؤسفنا أنه منذ أزمة سبتمبر 2005 بقي يراوح مكانه ولم يتقدم كثيرا، لأنه ضيع فرصة كبيرة في تظاهرات 2007 و2011 و2015 بفعل عدم وجود إجماع داخلي، وأتمنى أن يجتمع الفرقاء على طاولة ويضعوا مصلحة الاتحاد قبل كل شيء، لأن فيه مصلحة للثقافة الجزائرية، ومازالت هناك فرصة للاتحاد لاستدراك ما فاته.

ما قيل في وسائل الإعلام بشأن ليالي الشعر العربي لا أساس له من الصحة، فقسنطينة كانت بحاجة إلى أبنائها ويجب أن تكون لهم مساهمتهم في هذا الحدث...


كيف تسير الأمور مع بطاقة الفنان؟
دخل المجلس في عهدته الثانية وبن دعماش وفريقه يعمل على دراسة الملفات المودعة، لمنح بطاقة الفنان سواء بالتنقل إلى بعض الولايات أو باستلامها في مقر عمله، والسقف الآن يصل إلى أربعة آلاف بطاقة، وهو ما يمكن الفنانين من الاستفادة من مميزات هذه البطاقة، خصوصا فيما يتعلق بالحماية الاجتماعية والإضافة الكبرى تحققت منذ شهري، وهي موافقة الوزير الأول على أن يتكفل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بشراء السنوات التي تمكن الفنانين المعوزين من الحصول على تقاعد، وهي خطوة كبيرة في حماية الفنانين وحفظ كرامتهم، وهي خطوة سابقة لا تعرفها العديد من الدول.

ما قيل في وسائل الإعلام بشأن ليالي الشعر العربي لا أساس له من الصحة، فقسنطينة كانت بحاجة إلى أبنائها ويجب أن تكون لهم مساهمتهم في هذا الحدث...


هل سيرى فيلم الأمير عبد القادر النور في عهدك؟

لحد الآن مطلع على الوضع الذي هو عليه الفيلم، ولكن لم أتخذ بشأنه أي قرار، لأن هناك مسائل تتطلب متابعة سريعة، ويؤسفني أن الفيلم متوقف، لكون رغبة الجزائريين بمشاهدة فيلم يتناول حياة أهم شخصية في تاريخ الجزائر، لكن يبدو أن النية كانت صادقة والمسألة لم تتخذ بالمهنية اللازمة، حيث كان يفترض أن هذا الفيلم لا يمنح لجهات تنفيذ لا تمتلك سجلا كبيرا في السينما، فالأسماء التي اقترحت لا تليق لإنجاز فيلم حول شخصية بهذه القيمة.

حملت المسؤولية في حوار سابق للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، لماذا؟
الوكالة اجتهدت في اختيار الجهات المنفذة ولكنها لم تنجح، بدليل أنهم تاهوا بين العديد من السيناريوهات وكل مرة يتم المجيء بمخرج جديد، وأنفق عليه الكثير دون ضبط شروط النجاح، وبالتالي استهلك مالا كثيرا دون أن يرى النور، فبعد الاستراتيجية الجديدة للسينما التي وضعتها لجنة من المختصين، ثم بعدها ننظر إلى وضع الفيلم.

مرزاق علواش والضجة الكبيرة التي أثارها بمشاركته في مهرجان سينمائي بإسرائيل فما هو موقفك من هذا؟
مرزاق علواش مخرج جزائري كبير واسم لا يحتاج إلى مدح، فهو مجدد في السينما الجزائرية وقدم الكثير من الأفلام الجيدة، وليس لنا أي إشكال تجاهه وأحترمه كسينمائي كبير، ولكن نختلف في بعض المبادئ المرتبطة بالدولة الجزائرية، فأنا ضد مشاركة فيلم جزائري مدعم من وزارة الثقافة في مهرجان إسرائيلي، فحسب نظري هذا المهرجان لن يضيف شيئا لرصيد علواش، بل بالعكس المهرجان هو الذي يستفيد من علواش لأنه أكبر من هذا المهرجان، وبالتالي لا نريده أن يظهر عند الرأي العام بصورة سيئة، لأن الكل يعرف موقف الجزائريين من القضية الفلسطينية.والأمر لا يتوقف على مرزاق علواش فقط، فحتى مهرجان لوكارنو السينمائي شهد مشاركات جزائرية في وقت كانت إسرائيل ضيف شرف، فالذين شاركوا في هذا المهرجان جلبوا العيب لأنفسهم، فهناك مهرجانات كثيرة والحفاظ على الحد الأدنى من حق الفلسطينيين.
كما أريد التنويه بموقف المخرج الشاب الياس سالم الذي انسحب من المشاركة في مهرجان أشدود السينمائي في إسرائيل بعد مطالبة الجزائريين له بذلك، لقد كان ذكيا حيث أدخل نفسه في ورطة وبعدها عرف كيف يخرج منها.

هل هناك حركة تغييرات ثانية بوزارة الثقافة؟
كانت هناك حركة أولى وسنتبعها بثانية على رأس مديريات الثقافة، وأيضا على مستوى المتاحف وفي المسارح وبعض المؤسسات، من أجل منح نفس جديد وإعطاء فرصة لبعض الأسماء الناشطة في الحياة الثقافية ليكون لها موقعها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.