كشف الباحث السياسي الفرنسي، جان- فرانسوا داجيزان، أن المغرب كان يبحث عن دور الوسيط بين الأطراف الليبية عندما احتضن اجتماعا أمميا بمدينة الصخيرات، ”نكاية في الجزائر وليس بحثا عن إنهاء الصراع الليبي”. وقال جان- فرانسوا داجيزان، إن ”السياسة التي تنتهجها الجزائر تجاه الأزمة الليبية ستجلب لها المزيد من المشاكل، حيث أن منطقة شمال أفريقيا على صفيح ساخن الآن، فلم تعد استراتيجيتها التي تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى مناسبة في الوقت الحالي”، مضيفا في حوار لصحيفة ”أتلانتيكو” الفرنسية، أن ”السياسة الخارجية للجزائر واضحة للغاية حيث تقوم العقيدة الاستراتيجية التي تتبناها منذ فترة طويلة، على عدم التدخل بصورة مطلقة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعدم قيام الجيش الجزائري بتجاوز حدود بلاده، بالإضافة إلى تأييد الحل السياسي للصراعات اعتمادا على المؤسسات الدولية مثل الأممالمتحدة أو الاتحاد الإفريقي، وتعد هذه العقيدة لدى الجزائر مقدسة ومن الصعب تغييرها”. وأضاف داجيزان أنه ”على الرغم من أن الأزمة الداخلية في ليبيا تؤثر يوماً بعد يوم على الاستقرار الداخلي لكل دول المنطقة، إلا أن عقيدة الجزائر قد أرغمتها على تحديد تحركها والاكتفاء بالقيام ببعض المساعي السياسية والدبلوماسية”، مبرزا أن ”الجزائر استضافت عدة اجتماعات بين الأطراف الفرقاء لإنهاء الصراع الليبي، ولكن الأمور تعقدت عندما قام المغرب الذي لا يرغب في ترك ممارسة دور الوسيط لمنافسه الجزائر، بتنظيم مفاوضات بين الأطراف الليبية نكاية فقط في الجزائر وليس رغبة في التوصل إلى حل سياسي للصراع”. وكان الباحث الفرنسي يرد على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك إيرولت، عندما أكد أن الجانبين الجزائري والروسي يذكران دائما بالعملية العسكرية في ليبيا التي أطاحت بمعمر قذافي في عام 2011 والتي لم تكن تحظى بتأييد منهما.