حذرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ”سي أي ايه”، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مغبة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا. ولفت فريق من خبراء الوكالة، في تقرير استخباراتي صدر في 31 يناير الماضي ونقلت صحيفة ”بوليتيكو” مقتطفات منه، أن إقدام الإدارة الأمريكية الجديدة على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا ستكون له عواقب خطيرة وأنه ”من الممكن أن تثير هذه الخطوة التطرف وينسف علاقات واشنطن بحلفائها”. وجاء الكشف عن التقرير بعد نشر وسائل إعلام أمريكية خبر مناقشة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرار إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وإخضاعها للعقوبات الأمريكية. وقالت مصادر مقربة من فريق ترامب بأن فريقا يقوده مايكل فلين، مستشار الأمن القومي في الإدارة الأمريكية، يسعى إلى إدراج ”جماعة الإخوان” على قائمتي وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وقالت المصادر إنه لم يتضح بعد متى أو ما إذا كانت الإدارة ستتخذ هذه الخطوة. وأشار خبراء ال ”سي أي ايه” في التقرير، إلى أن لدى جماعة الإخوان المسلمين، الملايين من الأنصار في مختلف أنحاء العالم، وأنها ”رفضت العنف في إطار سياستها الرسمية وعارضت كلا من القاعدة وداعش”. وبحسب صحيفة ”بوليتيكو”، التي حصلت على نسخة من تقرير المسؤول الأمريكيين، أن قلّة فقط من الإخوان تورطوا في أعمال عنف. وجاء هذا، في أغلب الأحيان، ردا على الاضطهادات القاسية من قبل النظام (في الدول التي تتواجد فيها الجماعة)، أو الحالات التي اعتبروها احتلالا من الخارج، وفي إطار النزاعات الأهلية”. ولفت التقرير إلى وجود فرع للجماعة في كل من الأردن والكويت والمغرب وتونس، محذرا من أن بعض حلفاء الولاياتالمتحدة في هذه الدول والمنطقة بأسرها ”يشعرون، على الأرجح، بقلق، لأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في مجال سياستهم الداخلية، وإلى تغذية التطرف وإثارة غضب المسلمين في سائر أنحاء العالم”. وقال التقرير إنّ ” جماعات الإخوان المسلمين تتمتع بدعم واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيعتبر كثير من العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا اعتداء على قيمهم الدينية والاجتماعية الحيوية”. وأشارت ”بوليتيكو” إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية والبيت الأبيض رفضا التعليق على التقرير، لكنها لفتت إلى أن هذه الوثيقة تهدد بتسميم العلاقات بين وكالة الاستخبارات المركزية والرئيس الأمريكي الجديد، الذي أغضب سابقا الوكالات الاستخباراتية في الولاياتالمتحدة بتصريحاته التي أعرب فيها عن عدم الثقة بهذه المؤسسات. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش حذرت من جهتها الإدارة الأمريكية الجديدة من إدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، وقالت إن الخطوة ستؤدي إلى مساواتها ”خطأ” بجماعات متطرفة وعنيفة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. واعتبرت لورا بيتر، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، في المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، أن تطبيق القرار سيقوض ممارسة الحقوق السياسية لأعضائها في الخارج.