l انهيار الدينار يلقي بظلاله على تسعيرة المنتوج السياحي كشف نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، الياس سنوسي، أنه رغم التراجع المسجل من قبل الجزائريين لقضاء العطلة الصيفية، إلا أن المرافق الموجودة داخل الوطن تعرف حالة تشبع، فالفنادق والمرافق والمنتجعات السياحية ممتلئة عن آخرها رغم الخدمات التي لا ترقى للمستوى المطلوب. واعتبر سنوسي، في تصريح خاص ل”الفجر”، أن الكثير من الجزائريين الذين تعذر عليهم مغادرة البلاد لقضاء عطلتهم الصيفية في الخارج بسبب الظروف المالية قد لجأوا إلى تمضيتها داخل الوطن، ما أدى إلى اكتظاظ المرافق عن آخرها. وعن سفر الجزائريين هذا العام إلى الخارج، قال سنوسي أنه شهد انخفاضا كبيرا بالمقارنة مع العام الماضي رغم تراجع الأسعار، مشيرا أن الوقت الراهن سابق لأوانه لتقييم الموسم السياحي، إذ لابد من الانتظار إلى غاية أواخر شهر سبتمبر لإجراء عملية تقييمية، مفنّدا أن تكون أسعار المنتجات والخدمات السياحية التي عرضتها الوكالات لهذا العام مرتفعة عن تلك المسجلة العام الماضي، مضيفا ”ربما انخفاض قيمة الدينار يؤثر قليلا على أسعار المنتوج السياحي الداخلي لكن الخارجي باق بذات الأسعار هذا العام وربما أقل”. وعن أسباب عزوف المواطنين عن قضاء العطلة الصيفية هذا الموسم، أكد ذات المتحدث أن الظروف المادية التي يمر بها المواطن الجزائري هذه السنة هي التي جعلته في ضائقة تدفعه للقول بأن الأسعار مرتفعة ”أغلبية الجزائريين قد استنفذوا مدخراتهم خلال شهر رمضان والعيد، فضلا عن الدخول المدرسي الذي تحضر له العائلات، كما أن الكثير مكتتبون في الصيغ السكنية التي أطلقتها الحكومة، على غرار مشاريع عدل وأل بي بي، ما جعل المواطن المتوسط الدخل أمام تضحية لابد منها عن طريق تطليق العطلة والسفر هذا العام”. وعن اختيارات الجزائري، قال سنوسي أنه يتوجه لاختيار السعر وليس الوجهة، ما يجعله يتذمر من الخدمات التي يجدها لا ترقى لمستوى تطلعاته، كونه يبحث عن خدمات سياحية بأقل الأثمان. وفيما يخص تجاوزات الوكالات السياحية، أكد سنوسي أنه لم يتم تسجيل أية شكوى أو امتعاض باستثناء مع يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي متسائلا عن سبب ذلك وعدم قيام الممتعضين بإيداع شكوى لدى العدالة في حال تضررهم. تونس.. الوجهة المفضلة للجزائريين في 2017 دون منازع هذا وقد تصدرت المناطق السياحية التونسية قائمة الوجهات المطلوبة للسياح الجزائريين هذا العام، في الوقت الذي أصبحت فيه تونس تعوّل على الوافدين من الجزائر لإنقاذ سياحتها من الركود والخسائر بسبب انحسار الأسواق الأوروبية التقليدية، وسط توقعات بوصول عدد السياح الجزائريين هذا العام بتونس إلى مليوني سائح. وقد سجلت المعابر الحدودية بين تونسوالجزائر ارتفاعا في مستوى تدفق السياح الجزائريين لقضاء عطلهم السنوية، إذ تعمل السلطات التونسية على تسهيل استقبال الوافدين. وقد ساهم السياح الجزائريون الذين توافدوا بأعداد هائلة العام الماضي على تونس في إنقاذ قطاع السياحة الذي هو قطاع حيوي واستراتيجي هام ويعتبر شريان الاقتصاد التونسي، من الركود والخسائر بسبب انحسار الأسواق الأوروبية التقليدية، وسط توقعات بوصول عدد السياح الجزائريين هذا العام بتونس إلى حوالي مليوني سائح بعد أن بلغ سنة 2016 أزيد من مليون ونصف المليون سائح. ويفضل السائح الجزائري الوجهة التونسية لعدة اعتبارات أهمّها القرب الجغرافي وسهولة التنقل وتشابه العادات والتقاليد، إضافة إلى الأسعار المناسبة والخدمات الجيدة المتوفرة. ويعتبر السائح الجزائري من أكثر السياح إنفاقًا سواء في المطاعم أو المقاهي أو مدن الألعاب وكذلك المحلات التجارية بمختلف أنواعها. وحسب إحصائيات تونسية رسمية صادرة من وزارة السياحة التونسية، فقد ارتفع توافد السياح الجزائريين القاصدين تونس خلال ال10 أيام الأولى من شهر جويلية 2016 بنسبة تقارب 45 بالمائة مقارنة بسنة 2015. وأمام كثافة تنقل المسافرين من الجزائر إلى تونس وتزايد الطلب على الوجهة التونسية، فتحت تونس عبر شركة الطيران الجديد ”نوفال آر” خطًا جويًا إضافيًا إلى الجزائر انطلقت أولى رحلاته بين البلدين يوم 14 جويلية الماضي بمعدل 3 رحلات أسبوعيًا ليبلغ معدل الرحلات الجوية بين البلدين 42 رحلة في الأسبوع.