نظمت مديرية الثقافة لولاية قسنطينة، بحر الأسبوع الماضي، ندوة حول "مسرح الطفل بين الواقع والتجريب"، وشارك في الندوة التي نظمت بقاعة المحاضرات لدار الثقافة محمد العيد آل خليفة في إطار نشاطات "نادي الاثنين" الثقافية الأسبوعية، بمشاركة عدد من المختصين. وخلال تدخله، أعرب تونسي لخضر، مخرج ورئيس مسرح الليل عن ألمه بخصوص مسرح الطفل "الذي لا يجد قيمته النبيلة كفن حيث لا يقدر الممثل الذي يخاطب ذلك الطفل الذي ليس من السهل مخاطبته"، وأشار أن المشكل في هذا المجال الفني غير واضح حتى يتسنى معالجته. وقال المتحدث إن جمعيته تلقى جانبا كبيرا من التهميش وأن التجريب في مسرح الأطفال يتطلب تغيير "الواقع المرير"، عندما لا يلقى أبسط المساعدات وأضاف "يتطلب مسرح الطفل ما يتطلبه مسرح الكبار، فمن الضروري أن نمثل للأطفال كما من الضروري أن نمثل للكبار، ولكن ينبغي أن يكون تمثيلنا للصغار أفضل" واختتم بالقول "إن النجاح لا يصنع من العدم بل هو مرتبط بما تتوفر فيه من أسباب". أما لخضر بوحفص، رئيس "جمعية الإخوة بوحفص" فقد نقل للجمهور صورة عن واقع المسرح التجريبي للأطفال بقسنطينة، وقال إن الجمعيات تسعى جاهدة في نشاط و حركة ينقصهما الدعم والتشجيع، موضحا أنه لا يقصد الدعم المادي فقط ولكن المعنوي الذي تتعاون فيه المراكز الثقافية من أجل تخصيص ورشات تحتضن نشاطهم وأن تخصص للجمعيات دور ومكاتب يلتقي فيها الفنانون لتسطير مشاريعهم بدل الالتقاء في المقاهي وسط جو مليء بالضجيج "لأن الفضاء الجيد يخلق إبداعا جيدا". ومن جانبه، أوضح كريم بودشيش، عضو في جمعية "البليري" أن مشكلة قسنطينة مع المسرح هي جزء من واقع ثقافي عام، فهناك فعلا ركود و لكن بالمقابل لا تزال هناك ضمائر يقظة تبحث عما يجب إنقاذه، وقال إن المسرح لا يحتاج فقط إلى منتجين ولكن إلى مفكرين يدرسون الظاهرة الاجتماعية من جميع جوانبها حتى يتم التعامل و إياها بصدق، مضيفا "علينا أن نستنجد بمختصين محترفين، نحن نحتاج إلى دراسات فكرية معمقة، فمن الضروري في المسرح أن تعرف كيف توصل صدى صوتك للجميع".