قال مدير ديوان الحج والعمرة: "إن المسؤولين يتاجرون بجوازات الحج" ! وقال سفير السعودية في الجزائر: "إن تدني مستوى الخدمات للحجاج الجزائريين وارتفاع أسعار الحج من مسؤوليات السلطات الجزائرية" ! وواضح كل الوضوح أن ما قاله سفير السعودية بالجزائر وماقاله مدير ديوان الحج يتناغم إلى حد كبير ! لكن يبقى أن نسأل مدير الحج: من هم هؤلاء المسؤولين الذين يتاجرون بجوازات الحج ؟! هل هم الوزراء والنواب والولاة والمدراء ؟! ومن المسؤول عن إعطاء هؤلاء جوازات السفر للمتاجرة بها ؟! ومن هو الذي سيعالج هذا الفساد الذي تحدث عنه مدير الحج والذي وصل إلى حد إفساد على الناس أداء شعيرة حجهم ؟! وهل مدير الحج يتكلم من موقع الدراية التامة بما يقول ؟! إن المسؤولين الذين يتاجرون في جوازات سفر، كما يقول مدير الحج، ويستخدمون الجوازات لقضاء المصالح يثير سؤالا مهما: من هم هؤلاء المسؤولين وأية مصالح يخدمونها بجوازات السفر التي توزع خارج القرعة ؟! وهل مشكلة الحجاج الجزائريين وغلاء الحج وسوء أداء الخدمات في البقاع المقدسة سببه توزيع جوازات الحج خارج القرعة ومتاجرة المسؤولين بها ؟! وإذا كان المسؤولون يتاجرون بجوازات الحج، فهل يمكن أن نطمئن لهم في موضوع تسيير البلد في شؤون أخرى ؟! ثم إن السلطة التي تعجز عن تسيير جوازات سفر الحجاج، هل يمكن أن نطمئن لها لتسيير بلد بحجم الجزائر ؟! أليس السفير السعودي على حق حين يقول بأن سوء أحوال الحجاج الجزائريين يعود إلى البعثة وليس إلى السعودية ؟! كنت أتمنى لو أن مدير ديوان الحج والعمرة أعلن عن إجراءات ضد هؤلاء المسؤولين الذين يتاجرون بجوازات الحج عوض أن يقول ذلك على طريقة المسؤول غير المسؤول عما يقول ؟! لأن القول شيء والفعل شيء آخر ؟!