أنا لا أثق في أويحيى"، بهذه العبارة رد أمين عام جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، عندما سئل عن فحوى تصريح سابق لأمين عام الأرندي، أحمد أويحيى، الذي قال فيه إن "سعداني صديقي ولن تدفعوني (الصحفيين) للرد عليه". لكن هذا الكلام لم يقنع سعداني، فأعلن عدم ثقته في أويحيى على الصعيد السياسي. رغم أن أويحيى حاول تهدئة الوضع بينه وبين سعداني، الذي هاجمه في الآونة الأخيرة ب"شراسة" في كافة خرجاته الإعلامية، إلا أن أمين عام الأفالان لايزال مصرا على عدم "ترك" أويحيى "في حاله". فقد تناول سعداني أويحيى، أمس، في كلمة له في لقاء مع قطاع الشباب في الأفالان، عقب سؤال صحفي، قائلا: "ما قاله أويحيى بأنه لن يرد عليّ لكوني صديقه وحليفا استراتيجيا لحزبه، فأنا لا أثق فيه ولا في مبادرة التهدئة السياسية، أما تهدئة شخصية بيننا فلا مانع عندي". ولم يتحرج سعداني في الإعلان أمام الصحفيين بأن "استحقاقات 2017 (الانتخابات التشريعية والمحلية) ستحصدها جبهة التحرير الوطني، وعندما نفوز سيقولون اكتسحوا المجالس بالتزوير". وأرفق سعداني هذا التصريح بتصريح آخر كشف فيه عن "قرب إعلان حكومة جديدة من طرف رئيس الجمهورية لأنّها من صلاحياته". ولايزال سعداني يتحدث عن التعديل الحكومي ومواعيد الإفراج عنه، رغم أن الرئيس عاكسه أكثر من مرة. ولم يفوت سعداني فرصة الهجوم على أحزاب المعارضة، فكان خطابه أمس مختلفا عما سبق. فقد اتهم المعارضة بأنها "تسعى إلى استقدام تدخل أجنبي في البلاد لحل مشاكلنا، ليحولوا الجزائر إلى ليبيا أو سوريا"، مضيفا: "المعارضة تخلت عن دورها الحقيقي في المساهمة في حل مشاكل البلاد، التي تحتاج إلى رص الصفوف والابتعاد عن المزايدات والمحافظة على المكتسبات، فالجزائر الآن محاصرة من جميع الجهات وتكاد البلد الوحيد الذي بقي خارج الخريف العربي". ووصف سعداني المعارضة ب"معارضة الفنادق"، قائلا: "هذه الأحزاب شغلها الشاغل الحديث عن الرئاسيات والوصول إلى كرسي المرادية، ولا تتحدث عن صحرائنا الكبرى التي أصبحت مهددة، فالمهم بالنسبة لها الانتخابات الرئاسية وفقط، وتتجاهل أيضا تقديم حلول لتدني أسعار البترول وطرق دعم الاقتصاد والمحافظة على تماسك البلد"، مشيرا إلى أن "مشروع المعارضة هو كرسي الرئاسة، وبرنامجها الانتخابات فقط". ويرى سعداني أن "الدولة المدنية هي التي تحدد دور الأحزاب، وبقدر ما تراقب لابد أن تراقب وعلى المناضلين محاسبة قياداتها عما يقدمونه لهم ولبلادهم، فالحزب ليس كاشي (طابع) وخطبة". وانتقد سعداني المسؤولين الذي "يعمرون" في كراسي المسؤولية، قائلا: "المسؤول مالازمش يحمي الكرسي فقط ويشد فيه ولا يؤمن بالتغيير فلابد من التداول". وهنا استدرك سعداني نفسه عندما خشي أن يفهم كلامه بأنه يستهدف بوتفليقة، موضحا: "انظروا إلى الرئيس بوتفليقة عندما بقي طويلا في الرئاسة، فترة عمّرها بالإنجازات العظيمة في كل الولايات وعلى مستوى كل الجهات والقطاعات". وفي اجتماع لأعضاء المكتب السياسي، أمس، أعلن سعداني عن "تجمع سيعقد قريبا في القاعة البيضوية، للخروج بخارطة طريق جديدة تخص المبادرة الوطنية لحزبنا، فالساحة السياسية طغى عليها التحجر والجفاف، والمعارضة بالخصوص أضحت لها عقدة الكرسي، وسيكون لنا أيضا لقاء مع جميع الشركاء السياسيين داخل المبادرة، والذين بلغ عددهم حاليا 36 حزبا ومئات التنظيمات، ومع بلوغ موعد التجمع سيصل العدد إلى 50 حزبا.