أكد مشاركون في الملتقى الوطني الأول حول الترجمة الأدبية، الذي افتتح اول امس بتيزي وزو، على أهمية هذا الترجمة في الانفتاح على الآخر ومساهمته في التعريف بالمؤلف وأعماله وثقافته. وقالت الأستاذة بركرار ريمة، من جامعة سطيف 2 التي تطرقت إلى مولود فرعون وحداد وبن هدوقة الذين عرفت أعمالهم واشتهرت بعدما ترجمت، أن الترجمة تعد همزة وصل بين اللغات والثقافات والشعوب التي تسمح أكثر فأكثر بالتعريف بالكاتب وعمله وثقافته. وبخصوص أهمية وتعقيد الأعمال المترجمة، اعتبرت المتحدثة أن هذا يشكل مجهودا إبداعيا لوحده، مشيرة إلى أنه بالنسبة لها فان الصعوبات الموجودة في العمل المترجم والمجهود المبذول من طرف المترجم تكسبه أهمية مماثلة لمؤلف العمل، ولهذا يجب إعطاء أهمية اكبر لهذا النشاط. ولدعم وجهة نظرها، استدلت بالكاتب مالك حداد الذي كان يكتب باللغة الفرنسية والذي كان دائما يحلم باللغة العربية ليلتقي مع قرائه وهو ما حققه بفضل ترجمة أعماله، كما قالت. وقالت أن هذا العمل لم يكن سهلا بسبب تعقيد لغته وحالاته التعبيرية، غير أن الترجمة سمحت بتحقيق حلم هذا الكاتب. و من جهتها، اعتبرت الاستاذة خليل لامية، من جامعة الجزائر 2، أن الترجمة والمترجم تشكلان فقر المشهد الأدبي ببلادنا، متأسفة معاناة هذا النشاط في فرض نفسه بسبب عدة عراقيل من بينها غياب إطار تنظيمي وقانون واضح للمترجمين. وكشفت أن معدل الترجمة السنوي ببلادنا يقدر بحوالي 20 كتاب في السنة وهو ما اعتبرته غير كاف وضئيل جدا مقارنة بالبلدان الأخرى. وقالت أنه في وقتتا الراهن فان العدد المتزايد للكتاب في مختلف اللغات من شأنه إعطاء دفع جديد لهذا النشاط. وحمل هذا الملتقى الذي سيتواصل على مدى يومين وتنظمه جامعة مولود معمري محور نقد وتعلم الترجمة الأدبية: كيف ولماذا و هو يهدف، حسب المنظمين، إلى تشجيع ديناميكية التفكير حول نشاط الترجمة.