أكد مختصون في الترجمة الأدبية، في افتتاح الطبعة الثامنة للمنتدى الدولي حول حياة ومؤلفات كاتب ياسين بڤالمة، بأن أول لقاء للقارئ الإسباني مع الأدب الجزائري جاء بفضل كاتب ياسين. وفي مستهل هذا اللقاء الأكاديمي الذي يحتضنه على مدار 4 أيام المسرح الجهوي محمود تريكي تزامنا مع إحياء الذكرى ال29 لرحيل المؤلف، أكد الأستاذ مهدي شريفي، أستاذ الأدب الإسباني بالجامعة الإفتراضية التونسية في مداخلة بعنوان نبذة عن ترجمة الأدب الجزائري في إسبانيا.. مثال كاتب ياسين ، بأن رواية نجمة كانت أول عمل أدبي جزائري يترجم إلى اللغة الإسبانية سنة 1976. وأضاف المحاضر بأن عملية ترجمة الأدب الجزائري للإسبانية شملت في فترة لاحقة ما يقارب ال10 أعمال أدبية لكاتب ياسين ما يجعل من هذا الأديب العالمي، حسبه، حاملا فعليا للأدب الجزائري إلى الخارج قبل أن يشير إلى أن المترجمين الإسبان اهتموا كذلك بنقل الأعمال المسرحية لذات المؤلف على غرار مسرحية دائرة الإنتقام . واعتبر المتدخل أن ترجمة الأدب الجزائري إلى اللغة الإسبانية شهدت بعد سنة 2000 تحسنا ملحوظا وشملت كتابا كثيرين معروفين على الساحة الوطنية والعالمية من بينهم آسيا جبار ورشيد ميموني ومليكة مقدم ومحمد ديب ومصطفى لشرف وياسمينة خضرة مبرزا بأن عدد الأعمال الجزائرية المترجمة إلى الإسبانية في 2005 وصل إلى 55 عملا بين رواية وقصة وقصيدة شعرية تضاف إليها 13 ترجمة إلى اللغة الكاتالان . ولاحظ ذات المحاضر، وهو خريج الجامعة الإسبانية، بأن جل الأعمال المترجمة كانت من اللغة الفرنسية إلى الإسبانية في ظل غياب شبه كلي للأعمال المكتوبة تداعيات الفترة الاستعمارية التي دامت 132 سنة بالجزائر وكذا التقارب الحاصل ما بين اللغتين الفرنسية والإسبانية. من جهته، أشار الدكتور محمد سعد برغل، مدير معهد اللغة بالمنستير بتونس إلى أن اختيار موضوع الطبعة الثامنة لهذا المنتدى الدولي حول جغرافيا كاتب ياسين لا يعني الاهتمام فقط بالأماكن التي استوحى منها هذا المبدع العالمي رواياته وقصصه ومسرحياته، وإنما تعني أيضا السفر اللساني للكاتب الذي اعتمد في أدبه على الفرنسية كغنيمة حرب لكن أيضا اللغة العربية والعامية كهوية. واستحضر المتدخل مقولة الأديب العالمي غابريال غارسيا إن العالم يبدأ من قريتي ليسقطها على ما قام به كاتب ياسين الذي سافر بمناطق جغرافيا مثل ڤالمة وعين غرور وقرية الناظور وكذا عنابة وقسنطينة لينقلها إلى العالم من خلال روايته المترجمة إلى عدة لغات. وبشأن الطبعة الحالية للمنتدى الدولي كاتب ياسين، أشار علي عباسي، رئيس جمعية ترقية السياحة والتنشيط الثقافي لولاية ڤالمة التي تشرف على تنظيم هذه التظاهرة الأدبية، بأنها تعرف مشاركة عدد كبير من الأساتذة والباحثين الأجانب يمثلون أكبر الجامعات وهيئات البحث قدجموا من فرنسا و البرازيل والكونغو وتونس والمغرب ولبنان إضافة إلى مشاركين من عدة جامعات وطنية.