تم إبراز تمسك الجزائر شعبا وقيادة باللغة الأمازيغية كأحد ركائز الهوية الوطنية، خلال محاضرة قدمت امس بتيسمسيلت، في إطار فعاليات الطبعة الثانية لأسبوع التراث الثقافي الأمازيغي. وذكرت الأستاذة المحاضرة بجامعة الجزائر 1 ، فاطمة سيتر، في مداخلتها، بأن دسترة اللغة الأمازيغية في دستور 2016 تؤكد على تمسك الجزائر شعبا وقيادة بثوابتها المتمثلة في الإسلام والعروبة والأمازيغية، بما إننا شعب أمازيغي عربنا الإسلام. وفي هذا الصدد، أبرزت المحاضرة المكاسب العديدة التي تحققت بعد دسترة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية إلى جانب اللغة العربية، ومن أبرزها إنشاء أكاديمية اللغة والثقافة الأمازيغية التي ستسمح بترقية وتثمين هذه اللغة على المستوى الوطني. وأشارت نفس المتحدثة، إلى أن الدولة أعطت اهتماما بالغا لعملية ترسيم هذه اللغة من خلال إنشاء على مستوى جامعتي تيزي وزو وبجاية أقسام للغة والثقافة الأمازيغية التي أدت بعد ذلك إلى إدخال اللغة الأمازيغية في النظام الدراسي بتوفير أساتذة لإدراجها في النظام التربوي. من جهة أخرى، سلطت سيتر الضوء على آثار الثقافة الأمازيغية في الرواية الجزائرية، ومنها تلك التي تطرقت لثقافة الذات وثقافة الآخر عند محمد ديب ومولود فرعون ومولود معمري وكاتب ياسين. كما عرجت نفس المحاضرة على أهم المحطات التاريخية للثقافة واللغة الأمازيغية، ومنها قيام إمارات أمازيغية إسلامية بمنطقة الونشريس على غرار إمارة بني توجين . وللإشارة، شملت فعاليات الطبعة الثانية من أسبوع التراث الثقافي الأمازيغي المنظمة طيلة أسبوع بمبادرة من المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية الدكتور يحي بوعزيز لتيسمسيلت في إطار إحياء رأس السنة الأمازيغية، إقامة العديد من الأنشطة منها معرض للأكلات الشعبية المحلية التي تقدم بمناسبة إحياء يناير ، على غرار الكسكسي و الرشتة و المردود ، إضافة إلى عرض للزرابي والأواني الطينية والنحاسية والفخارية المصنوعة من قبل حرفيات من الولاية. وتم بالمناسبة تقديم إلقاءات شعرية في القصيدتين الفصيحة والملحونة ذات صلة بالمناسبة من أداء شعراء محليين، إلى جانب تنظيم حفل على شرف الأطفال المنخرطين بأقسام تدريس اللغة الأمازيغية، يتم خلاله تقديم عروض فنية والحكواتي وطبوع غنائية تراثية، إلى جانب تنظيم ورشتين حول الرسم والمطالعة والتلخيص الموجهتين لفائدة الأطفال المتمدرسين.