❊لا يمكن لإفريقيا أن تبقى خارج معادلة إنتاج الأدوية واللقاحات ❊اختيار الجزائر يعكس تحوّلها إلى شريك رئيسي في السياسات الصحية الإفريقية ❊الجزائر تمتلك ثلث عدد المؤسسات الصيدلانية في إفريقيا بنحو 230 مصنع ❊أكثر من 100 مشروع صيدلاني جديد قيد الإنجاز ❊المؤتمر منعرج حقيقي في مسار توطيد التعاون الصحي والصناعي الإفريقي ❊ "إعلان الجزائر" سيكون ميثاقا إفريقيا لتعزيز الإنتاج المحلي جدّد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، التزام الجزائر بمبادئ التضامن الإفريقي والتكامل الإقليمي، انسجاما مع رؤيتها الرامية إلى جعل إفريقيا قارة قوية بسيادتها، موحّدة لمصالحها، ومتكاملة في تنميتها، وهو ما ينسجم، على حد تأكيده، مع الغاية من المؤتمر الوزاري الإفريقي للإنتاج المحلي للأدوية، الذي يندرج في إطار رؤية الاتحاد الإفريقي 2063 ويشكل مساهمة فعالة في تنفيذ الاستراتيجية الإفريقية للصناعات الصيدلانية الرامية لتأمين أغلب احتياجات شعوب القارة من الأدوية واللقاحات والتكنولوجيات الصحية. قال رئيس الجهورية في رسالة وجهها إلى المشاركين في المؤتمر الوزاري الإفريقي للإنتاج المحلي للأدوية وغيرها من تكنولوجيات الصحة، تلاها نيابة عنه الوزير الأول سيفي غريب، في افتتاح الأشغال بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالجزائر العاصمة، إنّ احتضان الجزائر لهذا الحدث القاري، بناء على اختيار منظمة الصحة العالمية، جاء لاعتبارات أبرزها، الإنجازات والإصلاحات التي تحققت في قطاع الصناعة الصيدلانية الجزائرية، والقفزة النوعية التي يشهدها هذا القطاع. واعتبر أنه من غير المعقول أن تظل إفريقيا، وهي مركز الثروات ومنشأ الكفاءات، تستفيد منها كل دول العالم، تعاني من التبعية وتستورد بصفة شبه كلية جميع احتياجاتها الصحية، مشدّدا على حاجة القارة الماسة إلى توطين تصنيع الأدوية الأساسية واللقاحات والأجهزة الطبية والمواد الأولية، التي تعد من الأولويات السيادية، حفاظا على صحة شعوبها، في ظل المتغيرات الحالية والعوامل التي تهدد أمنها الصحي. وأكد الرئيس تبون أن تنظيم هذا المؤتمر بالجزائر يهدف إلى تعزيز الصناعة الصيدلانية في إفريقيا لضمان الوصول العادل للأدوية واللقاحات لكل شعوب القارة، من خلال أنظمة صحية مرنة، والتمكّن من الحصول على منتجات صيدلانية آمنة وفعّالة وميسورة التكلف، مبرزا بأن المؤتمر يأتي بعد النجاح الباهر الذي تحقق بالجزائر مطلع سبتمبر الفارط، بمناسبة تنظيم الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، والذي عرف مشاركة واسعة للدول الإفريقية، وتوّج بإبرام عقود تجارية ومشاركات استثمارية ستعود كلها بالفائدة على شعوب القارة. وبعد أن أشار إلى أن الجزائر تمتلك ما يربو عن ثلث عدد المؤسسات الصيدلانية في إفريقيا، موضحا بأنه من أصل 649 مصنع بالقارة، يوجد نحو 230 مصنع بالجزائر، فضلا عن أكثر من 100 مشروع جديد قيد الإنجاز، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر اختارت أن تكون الصناعة الصيدلانية قطاعا استراتيجيا ذا أولوية وطنية في مسار تحقيق الأمن الصحي، حيث خصّصت للقطاع منذ 2020 وزارة مستقلة بذاتها، تعمل على تنفيذ إصلاحات هيكلية عميقة، شملت تطوير الإطار التنظيمي وتسهيل الاستثمار وتشجيع الشراكات ودعم البحث والتطوير، ما سمح برفع نسبة التغطية الوطنية بالدواء المنتج محليا إلى أكثر من 80%، مع توجه متزايد نحو التصدير إلى الأسواق الإفريقية. واعتبر السيد الرئيس أن التحديات التي يشهدها العالم اليوم، في ظل التحوّلات السريعة والعوامل الجيواستراتيجية، أدت إلى تزايد الضغوطات على سلاسل التموين والتوريد بالأدوية واللقاحات، مؤكدا أن المسألة لا تعد مجرد قضية تقنية أو إضافية، بل في صميم الانشغالات التي توليها جميع الدول، وحتى المنظمات والوكالات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية عناية خاصة، نظرا لانعكاساتها المباشرة على التكفل بالمرضى والحفاظ على الأمن الصحي العالمي، معربا عن أمله في أن يكون المؤتمر الإفريقي للأدوية، منعرجا حقيقيا في مسار توطيد التعاون الإفريقي في المجال الصحي والصناعي، من خلال "إعلان الجزائر" الذي سيتوّج به، وأن يكون هذا الأخير، بمثابة ميثاق للدول الإفريقية لتعزيز الإنتاج المحلي للأدوية، ووضع أسس شراكات عملية تضمن لشعوب القارة الإفريقية الحق في الدواء والحق في الصحة والحق في التنمية، لتكون إفريقيا قادرة على إنتاج دوائها وضمان صحة أبنائها وتحقيق سيادتها.