أعاد الحراك الشعبي، المستمر في الجزائر منذ 22 فيفري 2019، فتح العديد من الملفات المغلقة منذ سنوات لأسباب مختلفة، حيث بدا واضحا، بحسب مراقبين، أن الموجة الجديدة الملموسة من الحريات والقرارات الغير مسبوقة نتيجة مكاسب الثورة البيضاء ، كما يسميها البعض، نفضت الغبار عن قضايا وضعت حيز الأدراج لسنوات، على أمل أن تجد طريقا إلى الحل وعلى رأسها قضايا سوناطراك ، الخليفة ، البوشي والفساد بوزارتي التضامن والثقافة. وفي السياق، أعلنت وزيرة الثقافة السابقة، نادية لعبيدي، تفعيل الإجراءات القضائية لدى محكمة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة، ضد الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، بتهمة القذف. وتعود القضية إلى سنة 2015، حيث تقدمت لعبيدي بشكوى ضد لويزة حنون بتهمة القذف، بعد تصريحات أدلت بها هذه الأخيرة، والتي تتهم فيها الوزيرة السابقة للثقافة بسوء تسيير قطاع الثقافة، وبأنها وراء صراع مصالح. وقالت لعبيدي في بيان لها أنه بتاريخ 7 ماي 2015، تقدمت بشكوى ضد لويزة حنون بتهمة القذف أمام محكمة سيدي امحمد، التي شرعت في الإجراءات، إذ تم استدعائي في 22 جويلية 2015 لتأكيد شكواي، واستُدعت لويزة حنون من قبل قاضي التحقيق في 22 مارس 2016، إلا أنها لم تمثل على الرغم من أنها صرحت في عدة مناسبات بتصميمها على مواجهتي أمام المحكمة والتنازل عن الحصانة البرلمانية لهذا الغرض. وأضافت لعبدي في هذا الإطار، أن لويزة حنون كانت محمية بالحصانة البرلمانية، اليوم وبعد ان استقالت كنائب في البرلمان، لم تعد هناك أي عقبة لكي تأخذ القضية مجراها، لهذا السبب طلبت من المحامين أن يتقربوا من قاضي التحقيق المكلف بالقضية حتى يتم السير في الإجراءات الى نهايتها. وأضافت: اليوم مرت أربع سنوات بالضبط على تقديمي للشكوى، كان الانتظار طويلا، أنا متأكدة أن قاضي التحقيق سيتفهم تصميمي على أن تأخذ العدالة مجراها دون مزيد من التأخير، أنا أثق في عدالة بلدي . من جهة أخرى ومع اعتقال الفريق محمد مدين الشهير ب الجنرال توفيق الذي حكم المخابرات لأكثر من عقدين، وخليفته في المخابرات اللواء بشير طرطاڤ بداية الشهر الجاري، عاد ملف اغتيال رئيس الجمهورية الأسبق محمد بوضياف إلى الواجهة، حيث كشفت وسائل إعلام أن أبناء بوضياف يستعدون لتقديم دعوى قضائية ضد توفيق. وقال ناصر بوضياف، نجل الرئيس المغتال، على صفحته بفيسبوك، إن الأسرة تعتزم رفع الدعوى مباشرة بعد تخليد ذكرى الاغتيال الشهر القادم. وأوضح أنه سبق وطالب من الرئيس السابق بوتفليقة إعادة فتح التحقيق في اغتيال والده، لكن لم يتلق جوابا منه. كما باشرت العدالة، قبل ايام، التحقيقات في قضايا فساد شهيرة من بينها قضية سوناطراك و كمال البوشي ومجمع الخليفة ، وتم في السياق توجيه استدعاءات لمسؤولين سامين ووزراء وعسكريين سابقين من بينهم شكيب خليل، وزير الطاقة الاسبق، واللواء عبد الغاني هامل، المدير العام الاسبق للأمن الوطني. واندلع الحراك الشعبي، كما هو معلوم، في 22 فيفري الماضي، مجبرا الرئيس بوتفليقة على الاستقالة، كما تم اعتقال أسماء بارزة من أركان النظام السابق على غرار السعيد توفيق وطرطاڤ. ويرى متابعون أن هذه التحولات ستسمح بفتح ملفات مهمة ما تزال تفاصيلها غامضة في قادم الأيام.