دعت الجزائر، بباريس، الى بذل المزيد من الجهود والأعمال المشجعة على العيش معا في سلام عبر العالم والحوار والتنوع وتقبل الغير. وبمناسبة احياء اليوم العالمي ل العيش معاً في سلام المصادف ليوم 16 ماي من كل سنة، أكد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، رشيد بلدهان، بمقر اليونسكو قائلا: يتعين علينا جميعا، كل على مستواه، من هيئات ومجتمع مدني ومواطنين بسطاء، مضاعفة الجهود والأعمال من خلال وضع سياسات وبرامج مشجعة للعيش معا، وأخرى خاصة بالحوار والتنوع وقبول الغير . في هذا الصدد، ذكر نفس المسؤول بأن الشعب الجزائري، من خلال تاريخه وقيمه وتضحياته، يشاطر القناعة بأن العيش معا في سلام يمثل ردا مناسبا على مظاهر اللاتسامح والكراهية والتمييز ورفض الأخر التي، للأسف، تضاعفت خلال السنوات الأخيرة عبر العالم. ويذكر أن اليوم العالمي ل العيش معاً في سلام تم تاسيسه من طرف منظمة الأممالمتحدة في 2017 وقد تمت المصادقة على اللائحة المتعلقة بهذا اليوم، التي هي ثمرة مبادرة للجزائر، بالإجماع من طرف 193 بلد عضو في منظمة الأممالمتحدة. ويكمن هدف اللائحة (72/130) للجمعية العامة للأمم المتحدة في تشجيع تعبئة متواصلة للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لصالح السلام والتسامح والاندماج والتفاهم والتضامن. وفي هذا الصدد، أضاف الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، أن هذا اليوم يعد في الوقت نفسه رفضا لأي شكل من اشكال التطرف وردا على التوترات المجتمعاتية والإرهاب الذي واجهته الجزائر خلال عشرية كاملة لوحدها، مؤكدة أنها تواصل في مكافحته بقوة ويقين، ولكن دون التخلي عن القيم التي ترسم مسارها وتاريخها القائم على التسامح وتقبل الغير والعيش معا. وذكر بأن الجزائر، المتشبعة بقيم العيش معا والمتصالحة مع نفسها، احتضنت بوهران الحدث الاول من نوعه في بلد مسلم بتاريخ 8 ديسمبر 2018 مراسم تطويب 19 شخصية دينية كاثوليكية اغتيلوا من قبل ارهابيين خلال التسعينات، مشيرا إلى أن الجزائر أعربت وترجمت تمسكها بالسلم وتفتحها على الحوار والتعايش بين الديانات وكذا الإرادة المشتركة في مواصلة الوقاية من التطرف العنيف ومكافحته. ومن جهته، أكد سفير الجزائر بفرنسا، عبد القادر مسدوة، الذي أشرف على اختتام أشغال الصبيحة، بأن البعد الجغرافي والاختلاف الثقافي لا يشكلان عائقا امام العيش معا في سلام. وأضاف في هذا السياق، أن جهود المجتمع الدولي لصالح السلم والتسامح والاندماج والتفاهم المتبادل والتضامن لا يمكن أن تكلل بالنجاح الا من خلال التزام الأطراف الفاعلة على المستوى الوطني والاقليمي والمحلي، مشيرا إلى أن المدن توجد في قلب التحدي. واعتبر السفير أنه ينبغي المزيد من الإرادات الحسنة والأعمال والأطراف الفاعلة والبلدان الملتزمة لتعزيز مسعى المستقبل وكتابة صفحة جديدة واعدة أكثر في العيش معا.