عندما يسدل الليل خيوطه، يحلو السهر تحت ضوء القمر وفوق رمال البحر وهي قبلة العائلات الجزائرية التي تهرب من حرارة الفصل ليلا لتستمتع بنسمات البحر المنعشة. ويشهد شاطيء الباخرة المحطمة بعين البنيان بالعاصمة اقبالا لافتا ليلا للعائلات التي تفضل تناول وجبة العشاء على البحر وتتجاذب اطراف الحديث الى ساعات متأخرة من الليل، فيما يغتنم الأطفال الفرصة للإرتماء بين أحضان البحر والظفر بسويعات من السباحة. أضحت متعة السباحة والتنزه ليلا بالسواحل التي تتوفر على الإضاءة العمومية متعة مميزة تستهوي في هذا الصيف الحار أعدادا كبيرة من العائلات الوافدة من مختلف ولايات الوطن. وتشهد شواطئ ولاية تلمسان، لاسيما تلك الواقعة على الشريط الحدودي، إقبالا غير مسبوق للسباحين، بالالتحاق مجددا بالبحر، سواء تعلق الأمر بشاطئ مرسى بن مهيدي وموسكاردا 1 و2 أو بيدر ورماله الذهبية أومعروف أو شاطئ أولاد بن عايد بسوق الثلاثاء أو وادي عبد الله بالغزوات أو سيدي يوشع أوتافسوت بهنين واقلة ببني خلاد، فإنه يصعب تمييز لون الرمال لكون الشواطئ امتلأت بأنواع الشمسيات ذات الألوان المتنوعة. وترافق هذه الهواية قيام أعداد كبيرة من العائلات مع بداية علامات الغروب الأولى بحجز أماكن بالقرب من الشاطئ لتناول وجبة العشاء في الهواء الطلق، ويمددون سهراتهم إلى ساعات متأخرة من الليل في الحديث والسمر وأعينهم على أبنائهم وهم يسبحون. ونتيجة للتسابق في حجز الأماكن القريبة من الشواطئ من طرف الأعداد الكبيرة من المصطافين تعرف الطرق الرئيسية والجانبية المؤدية إلى السواحل بمختلف المدن خلال المساء اكتظاظا وازدحاما رهيبين، سواء من الراجلين أومن أصحاب السيارات في كل أيام الأسبوع.