الفريق أول السعيد شنقريحة يترأس أشغال الدورة ال17 للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية    المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية: خطوة نحو تعزيز السيادة الرقمية تحقيقا للاستقلال التكنولوجي    معسكر.. انطلاق المسابقة الوطنية الثانية للصيد الرياضي والترفيهي بالقصبة بسد الشرفة    الجزائر العاصمة.. انفجار للغاز بمسكن بحي المالحة يخلف 22 جريحا    اجتماع لتقييم السنة الأولى من الاستثمار المحلي في إنتاج العلامات العالمية في مجال الملابس الجاهزة    التزام ثقافي مع القضايا الإنسانية العادلة في دورته الرابعة : حضور نوعي لنجوم الجزائر والدول المشاركة بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    المهرجان الوطني "سيرتا شو" تكريما للفنان عنتر هلال    معسكر : "الأمير عبد القادر…العالم العارف" موضوع ملتقى وطني    حوادث المرور: وفاة 44 شخصا وإصابة 197 آخرين خلال الأسبوع الأخير    السيد مراد يشرف على افتتاح فعاليات مهرجان الجزائر للرياضات    بطولة العالم للكامبو: الجزائر تحرز أربع ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول    جامعة بجاية، نموذج للنجاح    بحث فرص التعاون بين سونلغاز والوكالة الفرنسية للتنمية    رئيس الجمهورية يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    السفير بن جامع بمجلس الأمن: مجموعة A3+ تعرب عن "انشغالها" إزاء الوضعية السائدة في سوريا    شهداء وجرحى مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي    انطلاق الطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للرياضات    محروقات : سوناطراك توقع مذكرة تعاون مع الشركة العمانية أوكيو للاستكشاف والانتاج    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: فيلم "بنك الأهداف" يفتتح العروض السينمائية لبرنامج "تحيا فلسطين"    إستفادة جميع ولايات الوطن من خمسة هياكل صحية على الأقل منذ سنة 2021    السيد دربال يتباحث مع نظيره التونسي فرص تعزيز التعاون والشراكة    السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    السفير الفلسطيني بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية: فلسطين ستنال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل الجزائر    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    ميلة: عمليتان لدعم تزويد بوفوح وأولاد بوحامة بالمياه    قالمة.. إصابة 7 أشخاص في حادث مرور بقلعة بوصبع    معرض "ويب إكسبو" : تطوير تطبيق للتواصل اجتماعي ومنصات للتجارة الإلكترونية    نحو إنشاء بوابة إلكترونية لقطاع النقل: الحكومة تدرس تمويل اقتناء السكنات في الجنوب والهضاب    حلم "النهائي" يتبخر: السنافر تحت الصدمة    رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد عليوط للنصر: حققنا الهدف وسنواجه الزمالك بنية الفوز    رئيسة مؤسسة عبد الكريم دالي وهيبة دالي للنصر: الملتقى الدولي الأول للشيخ رد على محاولات سرقة موروثنا الثقافي    "الكاف" ينحاز لنهضة بركان ويعلن خسارة اتحاد العاصمة على البساط    بقيمة تتجاوز أكثر من 3,5 مليار دولار : اتفاقية جزائرية قطرية لإنجاز مشروع لإنتاج الحليب واللحوم بالجنوب    تسخير 12 طائرة تحسبا لمكافحة الحرائق    القيسي يثمّن موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية    بطولة وطنية لنصف الماراطون    مشروع جزائري قطري ضخم لإنتاج الحليب المجفف    ش.بلوزداد يتجاوز إ.الجزائر بركلات الترجيح ويرافق م.الجزائر إلى النهائي    هزة أرضية بقوة 3.3 بولاية تيزي وزو    جعل المسرح الجامعي أداة لصناعة الثقافة    الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين الدوليين إلى تمويل "الأونروا"    العدالة الإسبانية تعيد فتح تحقيقاتها بعد الحصول على وثائق من فرنسا    فتح صناديق كتب العلامة بن باديس بجامع الجزائر    "المتهم" أحسن عرض متكامل    دعوة لدعم الجهود الرسمية في إقراء "الصحيح"    معركة البقاء تحتدم ومواجهة صعبة للرائد    اتحادية ألعاب القوى تضبط سفريات المتأهلين نحو الخارج    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العاصمة تعرف أكبر عملية ترحيل منذ الاستقلال
وداعا للصفيح ..و السكنات الهشة
نشر في المشوار السياسي يوم 21 - 06 - 2014

- زوخ يؤكد: الترحيل سيتواصل بعد رمضان - الانطلاق في عمليات هدم المواقع القصديرية
- قاطنو باب الوادي.. بولوغين ورايس حميدو يرحّلون اليوم
عرفت العاصمة، صباح أمس، انطلاق أكبر عملية ترحيل منذ الاستقلال وهي العملية التي سوف تتم عبر مراحل إلى غاية تسليم 84 ألف وحدة سكنية جديدة، حيث استقبل حي 3.216 مسكن الجديد بالشعايبية ببلدية أولاد الشبل، في أقصى جنوب ولاية الجزائر، أول الساكنين الجدد المنحدرين من السكنات الهشة والفوضوية المتواجدة على مستوى عدة مقاطعات، على غرار استقبال 505 عائلة كانت تقطن البيوت القصديرية بالمقاطعة الإدارية لزرالدة، و302 أخرى ببئر توتة، 193 عائلة من حي دافوس 2 بعين البنيان، و34 عائلة من بلدية المقارية بالإضافة إلى 5 عائلات من الدرارية و50 عائلة كانت تشغل ملعب بئر خادم، وسط فرحة عارمة للعائلات المرحلة التي تنفست أخيرا الصعداء. وودعت سكنات الصفيح إلى الأبد بعد سنوات من الشقاء، حيث ستشمل عملية إعادة الإسكان بالدرجة الأولى العائلات القاطنة بالسكنات الهشة، وتلك التي تشغل مواقع موجهة لبناء مشاريع هامة التي لاتزال عالقة. لم تغمض العائلات المعنية بالترحيل بعدة مواقع قصديرية وهشة على مستوى العاصمة جفونها منذ إعلامها بحزم أمتعتها وأغراضها من قبل السلطات المعنية، استعدادا لليوم الموعود الذي انتظرته منذ سنوات عديدة، حيث كانت بصدد انتظار قدوم الشاحنات الخاصة بنقل الأثاث رفقة السلطات المعنية في الساعات الأولى من صباح أمس، ليستقبلهم الحي الجديد 3216 مسكن بأولاد شبل وسط فرحة كبيرة، حيث علقت لافتات بالمدخل الرئيسي كتب عليها مرحبا بمواطنينا الكرام ، و وداعا للسكنات الهشة ، و أخيرا مسكن لائق و الحق في السكن.. حلم أضحى حقيقة ، وهو ما أنزل دموع الفرح من أعين العديد من المواطنين الذين استفاقوا أخيرا من كابوس الصفيح، كما قام مسيرو الموقع بتركيب شاشة عملاقة تحسبا للحدث الرياضي، لتمكين الساكنين الجدد من متابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل سيما لقاء الجزائر - كوريا الجنوبية المقرر اليوم. وللإشارة، فإن مصالح الولاية جندت أربعة أعوان وشاحنتين لمساعدة العائلات على الانتقال، إضافة لحافلات تضمن نقل الأشخاص، كما كلفت عملية الإنتقال الدولة 100.000 دج لكل عائلة وصوت المجلس الشعبي الولائي على غلاف مالي قدره 300 مليون دج في الميزانية الاضافية للولاية لتغطية هذه المصاريف.
حي الشعايبية يستقبل 374 عائلة في الساعات الأولى
قام ديوان الترقية والتسيير العقاري بتوزيع أول حصة سكنية، أمس، والتي ستشمل 1087 عائلة، حيث وصل عدد العائلات التي استلمت شققها الجديدة في حدود الساعة العاشرة صباحا إلى 374 عائلة، لتبلغ 442 عائلة على الساعة الحادية عشرة صباحا. وأوضح المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي، محمد رحايمية، أن الحي سيعمر كليا إثر العديد من عمليات الترحيل التي ستتوالى خلال الأسبوع المقبل، وبالنسبة ليوم أمس، فقد تم استقبال 1.089 عائلة، وأعرب رحايمية عن أمله الوحيد في مساهمة السكان الجدد بمعية أعوان ديوان الترقية والتسيير العقاري في الحفاظ على الموقع، كما أكد بلقاسم طرابلسي، إطار بديوان الترقية والتسيير العقاري بحسين داي، ومكلف بتقييم والتحكم في إنجاز المشاريع، أن خمس بلديات من العاصمة استفادت من عمليات الترحيل يوم أمس وكذا 20 موقع بالشعايبية، وأضاف المتحدث أنهم لم يجدوا صعوبات في عمليات الإسكان الا في بعض الحالات التي طالب فيها المستفيدون بتغيير الطوابق خاصة كبار السن الذين يفضّلون الطوابق الأرضية، بالإضافة إلى بعض الاحتجاجات من العائلات ذات العدد الكبير التي طالبت بأكثر من 3 شقق. ومن أصل 1.089 عائلة التي استقبلتها الشعايبية، هناك 505 عائلة كانت تقطن البيوت القصديرية بالمقاطعة الادارية لزرالدة و302 أخرى ببئر توتة، سيما بلدية أولاد الشبل و193 عائلة من حي دفوس 2 بالشراڤة و34 عائلة من المقرية بحسين داي و5 من الدرارية و50 عائلة كانت تشغل ملعب بئر خادم، حسب التفاصيل التي تم الحصول عليها لدى ديوان الترقية والتسيير العقاري.
الخامسة صباحا.. موعد ترحيل 34 عائلة بالمقرية
أكد نائب رئيس بلدية المقرية، بهيج مراد، خلال اتصال ل السياسي ، يوم أمس، أن البلدية عرفت ترحيل 34 عائلة من أول موقع قصديري متواجد على مستواها وهو المحاذي لجامعة الخروبة، حيث تمت العملية في تنظيم محكّم وتغطية أمنية شاملة سهلّت من تنقل العائلات المعنية إلى الموقع السكني الجديد وهو حي الشعايبية ببلدية أولاد شبل دائرة بئر توتة دون أي عراقيل، مؤكدا أن هذه العائلات كانت قد أعلمت بموعد الترحيل يومين من قبل، من أجل تمكينها من جمع أثاثها وأغراضها حيث كانت جل العائلات على أهبة الاستعداد ليلا، لتتم عملية الترحيل على الساعة الخامسة من صباح يوم أمس وهي العملية التي أشرف عليها الوالي المنتدب لحسين داي بحضور مجموعة من الإطارات، وكذا رئيس بلدية المقرية ونوابه، حيث غمرت العائلات فرحة عارمة بعد سنوات من السكن في بيوت الصفيح.
مراد بهيج نائب رئيس بلدية المقرية: عملية الهدم انطلقت بمجرد ترحيل العائلات
وفي ذات السياق، أكد بهيج مراد، أنه تم توفير إمكانيات بشرية ومادية هامة على غرار تجنيد عدد من عمال البلدية، حيث سخرت 84 شاحنة لنقل الأثاث وكذا العائلات، مشيرا إلى أن عملية الهدم إنطلقت مباشرة بمجرد ترحيل العائلات إلى سكناتها الجديدة بحي شعيبية بأولاد شبل. وفيما يخص المواقع الاخرى التي لازالت تنتظر استفادتها من سكن لائق، أضاف المتحدث أنه بقي حوالي 6 مواقع على غرار المتواجدة بالقرب من موقع الميترو، حي مايا، وادي أوشايح وغيرها، مطمئنا بذلك المواطنين المعنيين الذين تم إحصاؤهم خلال سنة 2007 وتمت إعادة الاحصاء بأكتوبر 2013، أن السكن متواجد وما عليهم سوى الصبر.
192 عائلة بحي دافوس 2 تستفيق من كابوس الصفيح
عرفت بلدية عين البنيان بالعاصمة هي الأخرى يوم أمس عملية ترحيل لأحد المواقع القصديرية المسمى بحي دافوس 2 وسط فرحة عارمة للعائلات التي كانت قد فقدت الأمل في العيش بسكان لائق في وقت سابق، حيث أشارت إلى أن ما ميز هذه العملية عن عمليات الترحيل السابقة، هو أنهم سيدخلونها أسبوعا واحد قبل حلول شهر رمضان، مثمنين المجهودات التي تقوم بها السلطات المعنية في سبيل القضاء على السكنات الهشة والفوضوية.
رئيس بلدية عين البنيان يؤكد: الحي الجديد يحوي على كل المرافق الضرورية
ومن جهته، أكد عمارنية عبد المجيد، رئيس بلدية عين البنيان، خلال اتصال ل السياسي ، أن 192 عائلة بحي دافوس 2 تم ترحيلها إلى الموقع السكني الجديد المتواجد بحي الشعايبية بأولاد شبل على الساعة السادسة صباحا، وهو الحي الذي يحوي على كل المرافق الضرورية، مشيرا إلى أن الأمور جرت وسط فرحة لا توصف للعائلات المستفيدة من شقة جديدة، كما أضاف المتحدث أن بلدية عين البنيان لازالت تعرف عمليات ترحيل أخرى ل3 مواقع قصديرية. مؤسسات تربوية.. مركز علاج.. سوق وملحقات إدارية
تنقلت السياسي بين أرجاء الحي الجديد الذي يعرف عديد المرافق الضرورية، فعلاوة على المساحات الخضراء والملاعب الجوارية، يحتوي حي 3.216 مسكن على مدرستين ومتوسطة وثانوية، فضلا عن فتح مركز للعلاج وسوق ويحوز ايضا قاعة مطالعة، وملحقات إدارية، بالإضافة الى سوبرماركت، وسوق مغطى، كما تم تخصيص فرع لبلدية أولاد الشبل وفرقة للدرك الوطني للحفاظ على الأمن العام.
باب الوادي.. بولوغين ورايس حميدو يتأهبون اليوم ل الرحلة
أكد رئيس بلدية باب الوادي، عثمان سحبان، أن بداية عملية الترحيل على مستوى البلدية ستنطلق عشية اليوم الأحد بعد مقابلة الفريق الوطني، لتتواصل إلى صباح غد الاثنين، والتي من المقرر أن تشمل 9 عمارات هشة، على غرار العمارة 2 و5 بشارع آيت واعمر، بالاضافة إلى 24 شارع العقيد لطفي و6 العربي ماضي وغيرها، حيث سيتم ترحيلهم الى حي الشعايبية بأولاد شبل، رغم رفض السكان لترحيلهم إلى هذا الموقع. وتعتبر هذه العملية كمرحلة أولية، حيث تشمل 9 عمارات من أصل 37 عمارة على مستوى البلدية، والتي من المقرر أن ترحّل العمارات المتبقية بعد شهر رمضان الكريم. ومن جهة أخرى، أكد مصدر مقرب ل السياسي من بلدية بولوغين، أنه سيتم ترحيل 17 عائلة قاطنة بسكنات هشة على مستوى البلدية بكل من حي 24 زيار عبد القادر ليلة اليوم، رغم احتجاجها ومعارضتها على ترحيلهم لبلدية أولاد شبل، فيما تم تأجيل ترحيل القاطنين بالزغارة إلى ما بعد رمضان وهو نفس الوضع بالنسبة لبلدية رايس حميدو، حيث سيتم إسكان القاطنين بالأحياء القصديرية بكل من حيي لاريزارف وميرامار ليلة اليوم فيما تم تأجيل العملية على مستوى بلدية الحمامات إلى ما بعد رمضان.
قطع المياه عن السكنات القصديرية مباشرة بعد تهديمها
أكد مدير الموارد المائية، إسماعيل عميروش، أنه تم تخصيص 20 آلة لرفع الحطام وبقايا البيوت المهدمة، كما تم توظيف 15 مؤسسة للتنظيف، إضافة الى 2000 شاحنة لنقل أثاث ولوازم العائلات المرحلة. وفي سياق متصل، أشار المتحدث، أنه تم قطع المياه على البيوت القصديرية نهائيا بعد تهديمها لعدم القيام ببنائها من جديد، بالتعاون والتنسيق مع مديرية الأشغال العمومية.
الحماية المدنية تجنّد 200 عون
صرح العقيد مدير الحماية المدنية، تغرستين محمد، أنه لم تسجل إصابات ما عدا 8 حالات إغماء وسط كبار السن نتيجة الإرهاق والتعب، فيما تم نقلهم الى مستشفى الدويرة لتلقي الاسعافات والتكفل بهم، وفي ذات السياق، أفاد المتحدث أن مصالحه جندت 200 عون حماية لضمان السير الجيّد للعملية.
بلديات أخرى تنتظر دورها في الترحيل
في الوقت الذي استفاد فيه مواطنو السكنات الهشة والقصديرية من سكنات جديدة بحي الشعيبية بأولاد شبل، وهو الحي الذي يضم 3216 سكن يوم أمس، لايزال مئات المواطنين القاطنين ببلديات العاصمة على غرار براقي، الشراڤة، وجسر قسنطينة، التي تعتبر من أكبر البلديات التي تحوي الأحياء القصديرية وغيرها، ينتظرون زيارة الجهات المعنية لإعلامهم بتحضير أنفسهم وجمع أغراضهم. أكد رئيس بلدية جسر قسنطينة، عز الدين بوغرة، خلال اتصال ل السياسي ، أنه لم تصلهم أي معلومات حول مكان الترحيل أو موعده الذي تتكفل به ولاية الجزائر، فيما أشار نائب رئيس بلدية الشراڤة، شايب الراس محمد، إلى أن البلدية ستعرف عملية الترحيل بعد شهر رمضان الذي تفصلنا عنه أيام معدودة. زوخ يزور العائلات ويدعو المعنيين بالترحيل بالهدوء
طالب والي العاصمة، عبد القادر زوخ، من العائلات المعنية بعملية الترحيل بالهدوء والسكينة واعدا إياهم بالاستفادة من سكن دون تهميش أو إقصاء، كما أضاف أن العملية مستمرة إلى حين إسكان جميع العائلات المعنية، مع الأخذ بعين الإعتبار الحالات المستعجلة. وأضاف عبد القادر زوخ أن المشروع الوحيد الجاهز والذي سيتم توزيعه بالتدريج يضم 25 ألف وحدة سكنية، مشيرا إلى أن عدد العائلات الاجمالية التي تم احصاؤها قد بلغ 72 ألف عائلة، وهو عدد كبير يلزمه المزيد من الوقت، مؤكدا أنه في كل مرة يستكمل مشروع من 100 الى 2000 سكن يتم تسليمه فورا ودون انتظار. كما اشار عبد القادر زوخ إلى أن عملية الترحيل ستتوقف عند بداية شهر رمضان لتتواصل بعده، أما بالنسبة للعائلات المستفيدة، فصنفها والي العاصمة حسب الاولوية منها العائلات التي تعاني من الاكتظاظ في السكن الواحد، أصحاب العمارات الهشة، الأكواخ والشاليهات، إضافة إلى قاطني أقبية العمارات وأسطحها، أما بخصوص الأحواش الموجودة على مستوى العاصمة، فبلغ 480 حوش تقطن به 16 ألف عائلة، لذلك، تم تخصيص 220 مكتب دراسي قصد دراسة إمكانية بقائهم بها مع إدراج سكنات محترمة فيها تستفيد منها هذه الاخيرة.
استلام 11000 سكن نهاية السنة
وللاشارة، فإن ولاية الجزائر دشنت يوم أمس برنامجا خاصا بإعادة إسكان عائلات منحدرة من السكنات الهشة، من خلال توزيع، على عدة مراحل، 25.000 سكن اجتماعي، إيجاري في انتظار استلام 11.000 وحدة إضافية قبل نهاية السنة، حيث من المقرر إسكان عائلات من مختلف ربوع الولاية بالحي الجديد للشعايبية من السبت إلى الجمعة، وكان بيان لولاية الجزائر قد أفاد أن عملية الترحيل ستتواصل بعد شهر رمضان المبارك وبالتوازي مع الاستلام التدريجي للمشاريع السكنية المجهزة بكامل المرافق العمومية، مع برمجة عملية ترحيل واحدة كل شهرين. وتم بالجزائر العاصمة إحصاء 72.000 سكن هش، من بينها 16.000 بالأحواش ستتم إعادة بنائها بعين المكان بينما زود البرنامج الموجّه لتقليص هذا النوع من السكنات ب84.000 وحدة سكنية بالعاصمة وأيضا بالبليدة وبومرداس، وحسب الولاية، فإن العائلات المعنية بالترحيل هي القاطنة في العمارات المهددة بالإنهيار وكذا الساكنة في البيوت القصديرية والشاليهات والعائلات التي تعاني من مشكلة الإكتظاظ والتي تسكن في الأقبية وأسطح العمارات. وكانت آخر عملية بهذا الحجم قد تمت في 2010، وخصّت توزيع 12.000 سكن اجتماعي، إيجاري للعائلات القاطنة بالبيوت القصديرية بوادي قريش والقصبة وحيدرة والمدنية وبن عكنون.
هاجس المناوشات يرعب المرحّلين الجدد
تعيش الجزائر العاصمة، خلال هذه الأيام الأخيرة المتزامنة وشهر رمضان الفضيل، على وقع أكبر عملية ترحيل للأحياء القصديرية، التي عرفت تدفقا من كل حدب وصوب من ربوع العاصمة، وهو ما جعل العديد من العائلات تسترجع سيناريو المناوشات والشجارات التي عاشتها العديد من البلديات في عملية الترحيل التي شهدتها السنوات الثلاث الماضية، ما جعل الكثير منهم يتساءلون فيما إذا كان زوخ سينجح في هزيمتها، وأمام هذا الواقع الذي جعل الكثير من العائلات المرحلة تعيش حالة من الرعب إثر فكرة حدوث مناوشات أخرى بين الأحياء القديمة والجديدة، ارتأت السياسي التقرب من بعض المختصين والفاعلين في المجتمع المدني وكذا رجال الدين، لمعرفة وجهة نظرهم في هذا الواقع المرتقب وتوجيه بعض النصائح والإرشادات، لتفادي جل هذه المشاكل خلال هذه العملية.
هاجس المناوشات يثير رعب العائلات المرحّلة مع بداية عملية الترحيل، رجعت العديد من العائلات إلى شريط الأحداث المأساوية وحرب العصابات والشوارع بين السكان المرحلين للأحياء الجديدة في السنوات الثلاث الماضية، نتيجة ترحيل سكان بلديات مختلفة من وسط وشرق العاصمة إلى موقع واحد دون مراعاة الفروقات الاجتماعية وهو ما جعل الكثير منهم يعيش لحظات من الرعب، ليقول في هذا الصدد، كمال، أحد المستفيدين من عملية الترحيل نحن جد سعداء بسكناتنا الجديدة، لكن في الحقيقة، نحن متخوفون من المناوشات التي قد تنجر بين الاحياء القديمة مثلما شهدتها العديد من البلديات المجاورة في السنوات الثلاث الماضية ، وعبّر العديد من السكان عن أملهم في عدم ترحيلهم إلى مناطق شبه مأهولة لتفادي المواجهات التي تندلع من حين لآخر بين المجموعات الشبانية التي تحاول بسط نفوذها في هذه الاحياء الجديدة، مثلما كانت عليه سابقا في الاحياء القصديرية. ومن جهة أخرى، استبعدت بعض هذه العائلات المرحلة تكرار سيناريو المناوشات التي شهدتها العديد من الاحياء السكنية المرحلة مسبقا خاصة وان السلطات المعنية قد قامت بتخصيص أحياء جديدة لهذه السكنات لتجنّب ذلك وهو ما اجمع عليه العديد من المستفيدين من هذه العملية والذين أعربوا عن مدى ارتياحهم، للوهلة الأولى، وهذا لتخصيص هذه السكنات في أحياء جديدة منعزلة نوعا ما عن الاحياء القديمة، ليقول في هذا الصدد، مراد نحن نأمل عدم حدوث أي مشاكل، فنحن قد عانينا الكثير في بيوتنا القصديرية ونأمل في العيش الهنيء في سكناتنا الجديدة بعيدا عن المشاكل والمناوشات التي عاشتها العديد من الاحياء مسبقا، وهو الامر الذي يثير رعب العديد من العائلات المرحلة ، وفي ذات السياق، يقول مراد لقد رأينا ما عاشته العديد من الاحياء في البلديات المجاورة من مناوشات، فنحن نتفاءل خيرا والعيش في راحة، خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم، وبهذا نستكمل فرحتنا . اجتماعيون: لا بد من دراسة سوسيولوجية وإستراتيجية للظاهرة
وفي هذا الصدد، يقول الاجتماعي غرس الله تعد الشجارات والمناوشات الحاصلة بين سكان الاحياء من بين الظواهر التي يشهدها المجتمع الجزائري والتي تعود أسبابها إلى الوضعية الاجتماعية للمتشاجرين، وهو الامر الذي يجعل اليوم عملية الترحيل من بين العمليات الصعبة لاختلاف العقليات بين السكان، كما تم ذكره مسبقا، وهو ما قد يؤثر على النسيج الاجتماعي، لذا ينبغي ضبط العملية من طرف السلطات بشكل جيّد ، وقد شدّد المتحدث على وجوب مراعاة الفروق الاجتماعية التي قد تكون السبب في حدوث هذه المناوشات مثلما كان في بعض الاحياء، هنا يجب تدخل كبار الاحياء ووضع ممثلين لكل حي للتدخل وتفادي جل المناوشات من اجل توطيد علاقات الجوار والتضامن والنظر الى الآخر بروح الأخوة، لتفادي بؤر جديدة للمناوشات بين الشوارع . ومن جهتها، تؤكد الاجتماعية حميدة بلقادة، ان هذه المناوشات التي عاشتها العديد من الاحياء السكنية خلال الأشهر الماضية لها أسباب أهمها اختلاف المستوى الثقافي بين السكان القدماء والسكان الجدد في ثقافة النظافة والقيم وغيرها، إذ ربما يملك السكان الجدد صفات لا يقبلها السكان القدماء، الذين يعتبرون أنفسهم أكثر تحضرا من الجدد وبأن السكان الجدد هم اقل من مستواهم، ولا يرغبون بهم بينهم لأنهم مختلفون في طريقة التفكير أو المركز الاجتماعي وبالتالي، في أي فرصة يتوقع أن تقوم بينهم شجارات، وبالتالي، لا يستطيعون الاختلاط فيما بينهم والعيش في سلام وتضامن وانسجام، لأنهم رفضوهم منذ البداية، أما فيما يخص الحلول للقضاء على هذه المشكلة، فعلى السلطات قبل ترحيلها للأسر إجراء دراسة سوسيولوجية لثقافة الناس ومستواهم وتتفادى خلط الأفراد ذوي المستوى الفكري والثقافي مع أشخاص ليس لديهم مستوى ثقافي وفكري كبناء مبان مخصصة للإطارات كالأطباء والمهندسين والأساتذة وغيرهم بمفردهم وتفادي خلط الشرائح الاجتماعية مع بعضها، لذلك، إذا أرادت السلطات ترحيل الناس من البيوت القصديرية، عليها بالقيام بدراسة إستراتيجية لوضع الأفراد مع أقرانهم من أصحاب البيوت القصديرية وهكذا الكل ينسجم مع غيره من نفس العقلية والمستوى الثقافي ليسود التفاهم والانسجام.
نفسانية: التعايش هو الحل الوحيد
ولمعرفة الأسباب النفسية وراء انتشار هذه الظاهرة، تؤكد فريدة بورايب، أخصائية نفسانية الأسباب وراء ظهور هذه الصراعات في المجتمع الجزائري، تعود في اغلب الأحيان الى السكان الجدد حيث سبق لهم وأن تعودوا على منزلهم القديم ربما لأكثر من 20 سنة حتى ولو لم يتوفر على شروط الحياة، ولكن يمثل الكثير بالنسبة لهم وقد اعتادوا عليه ولهم فيه ذكريات كثيرة وبذلك يتأثرون ويبدأون بتفريغ صدمة ابتعادهم عن منزلهم القديم مع السكان القدم إذ يتشاجرون على أتفه الأمور، أما من جانب السكان القدماء، فيعود سبب رفضهم للسكان الجدد إلى الجهوية التي يعرفها المجتمع الجزائري التي تفضّل منطقة على أخرى وبالتالي ترفض السكان القادمين من المناطق الاخرى. ومن جهة أخرى، يعود سبب الصراعات إلى بعض التخوفات التي تسود هذه العائلات والتي قد تدفعهم الى تجنبهم، وبالنسبة للحلول من اجل القضاء على مثل هذه الصراعات، علينا أن نتذكر حديث الرسول، عليه الصلاة والسلام ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثنه ، وشيء طبيعي في الإنسان أن يتخوف من أناس جدد لا يعرفهم، وإنما لا يكون هذا تخوف مرضي وعلينا أن نفكر تفكيرا إيجابيا، والعيش مع سكان جدد هي من الأمور التي يتوجب على الإنسان تقبلها والصراعات لن تغير وتفيد في شيء، وعلينا أن لا نحكم على الإنسان بالخطأ .
المجتمع المدني يدعو للتعقل والتآخي
وفي خضم عملية الترحيل التي تشهدها العاصمة، يدعو الفاعلون في المجتمع المدني المواطنين إلى التحلي بالعديد من الصفات الحسنة، لتفادي حرب الشوارع التي كانت قائمة في العديد من الاحياء سابقا، ليقول في هذا الصدد سامعي ميلود، رئيس جمعية مستقبل للتنمية التضامنية يجب ان نغلب ثقافة الحوار لتفادي جل المشاكل وحرب الشوارع التي كانت سائدة مسبقا في عدة أحياء والتي كانت ناتجة عن بعض التخوفات وغياب التضامن الأسري الذي دفع بالكثير منهم الى عدم تقبل الآخر، فمثلا هناك العديد منهم لا يتقبلون فكرة أن يأتي شخص من منطقة أخرى يفرض عليهم الالتزام بالهدوء وعدم رفع الصوت أثناء تجمعهم وسط الحي وغيرها من الأمور، لذا ونحن كفاعلين في المجتمع المدني، ندعوا الى التعقل وتغليب ثقافة الحوار لتفادي لجل المشاكل التي قد تنجر عن سوء التفاهم وغيرها من مؤشرات اللاتعايش التي تنذر بتفجير مجموعة من المشاكل في ظلّ مغامرة جدّيدة بتجميع شباب أحياء بخلفيات اجتماعية متصادمة . وفي ذات السياق، يضيف لخضر بومرزوق، رئيس جمعية البشائر الاجتماعية قائلا يفترض بالسلطات إجراء دراسة للمكان الذي سيتم فيه ترحيل السكان الجدد ومعرفة عاداتهم وتقاليدهم المختلفة وطريقة تفكيرهم، خصوصا بالأحياء الشعبية التي هي أصلا تعرف صراعات مسبقة، وإضافة سكان جدد من شأنه أن يتسبّب في صراعات أخرى، وكما هو ملاحظ، فإن العديد من الشباب في الأحياء الشعبية يعيشون فراغا كبيرا من بطالة ومشاكل اجتماعية وغيرها من الآفات الاجتماعية وهذا ما يزيد من شدة الصراعات، لذلك، أنصح المواطنين ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك، أن نتذكر أن الصحابة هاجروا ولم يملكوا شيئا ولكن كانوا يتقاسمون كل شيء فيما بينهم، من خلال هذا، علينا أن نتصرف ونتعامل مع بعضنا معاملة الجزائري لأخيه الجزائري، ولنبتهج ونفرح بهذه الأيام المباركة بدل المناوشات، وأنوه إلى دور الأئمة والدعاة في توعية السكان، من خلال إجراء احتفالات للسكان الجدد من شأنها أن توطد العلاقة بين السكان الجدد والقدماء، لتخلّف أجواء فيها نوع من ثقافة حب الناس .
أئمة ينادون بالتزام المؤاخاة ونبذ العنف من أجل معرفة حكم الدين حول هذه الظاهرة، يقول يوسف بن حليمة، إمام بمسجد حسين داي، في اتصال هاتفي ل السياسي : هذه الظاهر التي تفشت في المجتمع الجزائري بين الأحياء، أمرها راجع إلى عدم الإلتزام بالدين، كما قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ، (الحجرات: 10) ومنه، يجب أن يعلم إخواننا أننا إخوة فيما بيننا مهما اختلفت ألواننا وأجناسنا وهذا أمر واجب أن يقتنع به الناس، ومن جهة أخرى، على الأئمة والدعاة والأشخاص الذين لهم تأثير في المجتمع أن يؤطروا المواطنين بعواقب مثل هذه التصرفات على المجتمع، والقاعدة الوحيدة وراء هذه المشكلة هي البعد عن الدين ولتفاديها والقضاء عليها، علينا بالتزام المؤاخاة بين الناس وحلها ومعرفة الأسباب التي جعلت هذه الظاهرة تنتشر في مجتمعنا، ومن خلال ما سبق، يبقى الحل الوحيد هو الإلتزام بالدين والرجوع إلى شرع الله، تعالى، لأنه الكفيل لجمع الشتات، ثم أنها مهمة الجميع لنتشارك في تفادي هذا الخلاف، وأن لا يكون همنا هو الحياة الدنيا بل الجنة كما قال رسول الله، صلى الله عليه و سلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ ، ولنعمل كي لا تفتح ثغرات أخرى من شأنها أيضا أن تخلّف مشاكل أخرى. وقد حثّ إمام بمسجد النور ببلدية الشراڤة على التآخي والتراحم والتواد واغتنام هذه الفرصة خاصة وأنها تتزامن وشهر رمضان المعظم، لتجسيد المعاني الأخلاقية الفاضلة التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف. كما دعا المتحدث إلى نبذ العنف والعمل بما جاء به دين التراحم والتناصح الذي هو بريء من كافة مظاهر العنف .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.