تشهد الحديقة العمومية بتڤرت، (شمال ورڤلة، المعروفة باسم غابة لمرابطين والتي أعيد فتحها بعد استفادتها من عملية واسعة للتهيئة وإعادة الاعتبار، إقبالا واسعا من الزوار. وتعتبر هذه الحديقة التي تشتمل على مساحات خضراء وبرك مائية اصطناعية بالإضافة إلى ألعاب للأطفال مكسبا هاما للمدينة التي تعرف نقصا فادحا في أماكن الترفيه والراحة، وفقا لما أفاد به بعض الزوار. ويعود تاريخ إنجاز غابة لمرابطين التي تتربع على مساحة إجمالية قوامها 3.7 هكتار على مستوى بلدية النزلة إلى عهد مملكة بني جلاب (1414-1854) حيث عانت لعدة سنوات من الإهمال وأصبحت ملاذا للمنحرفين، حسب مصادر محلية. وتترجم عملية التهيئة هذه إرادة الدولة في مجال المحافظة على التراث الطبيعي والثقافي التي تزخر به هذه المنطقة من جنوب الوطن حيث سمحت لهذه الحديقة التي كانت تضم حتى بداية ثمانينيات القرن الماضي بستان من النخيل فضلا عن عدة أصناف من الأزهار باستعادة صورتها البهية التي لازالت راسخة في ذاكرة سكان المدينة خاصة لدى الجيل القديم. ويفسر اسم لمرابطين باللهجة العامية أو المرابطون باللغة العربية الفصحى بحراس حدود مملكة بني جلاب من سلالة بني مرين التي استقرت بتڤرت، كما أوضح محمد الأخضر سعداوي، باحث ومدير الفرع المحلي لاتحاد الكتاب الجزائريين. وحسب بعض الدراسات التاريخية، امتد حكم هذه المملكة خلال الفترة المذكورة إلى غاية مناطق أولاد جلال ببسكرة شمالا وشط الجريد التونسي مرورا بوادي سوف شرقا وأنقوسة بورڤلة من ناحية الجنوب الغربي. وفي سياق متصل، ذكر ذات المتحدث أن إقليم الولاية المنتدبة بتقرت يضم تراثا ثقافيا ماديا متنوعا يتشكل من عدة مواقع أثرية ومعالم تاريخية تمثل مرحلة هامة من التاريخ الجماعي المحلي والوطني، مشيرا إلى أن أغلبية هذه المواقع على غرار بعض القصور والمساجد وغيرها تعرف حالة متقدمة من التدهور بسبب الإهمال وعدم حمايتها.