قرّرت اللجنة الوزارية المشتركة بين منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجين المستقلين عقد اجتماع في الجزائر اواخر سبتمبر القادم،و بدا واضحا بأن الدول النفطية قد وضعت ثقتها المطلقة في الجزائر لقيادة أسعار البترول نحو بر الامان ،بعدما اثبتت سياستها النفطية نجاعتها بانتعاش اسعار الذهب الاسود بفعل التزام المنتجين ب اتفاق الجزائر التاريخي لخفض الانتاج. وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلا عن مصادر مطلعة، أنه من المنتظر عقد اجتماع بين الدول المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجين المستقلين من بينهم روسيا اجتماعا في الجزائر أواخر سبتمبر القادم. وتؤكّد أسعار النفط الحالية حجم التحركات التي قامت بها الجزائر إذ يحافظ خام برنت هذا الأسبوع، على مستويات ال74 دولارا للبرميل، بينما تتجاوز أسعار النفط الخام منطقة ال68دولارا للبرميل، وسط موجة ارتفاعات جديدة متوقعة قد تعيد أسعار الذهب الاسود إلى حاجز المائة دولار للبرميل كما كان الحال قبل سنة 2014. وتأتي هذه الارتفاعات التدريجية في أسعار النفط، عقب صدور قرار تاريخي من منظمة أوبك ومنتجين مستقلين، يتعلق بخفض إنتاج النفط، بعد أن نجحت الجزائر في توحيد صف منتجي النفط. وتخفض دول أوبك إنتاجها في إطار اتفاق مع روسيا ومنتجين آخرين من خارج المنظمة. وبدأ سريان الاتفاق الجديد، الذي وُضع بغرض دعم أسعار النفط، في جانفي من العام 2017 ويستمر حتى نهاية 2018. يذكر أنّ الجزائر رسمت على مدى عامي 2017 و2018 سياسة نفطية عالمية جديدة، حيث لعبت دورا رئيسيا في وصول دول منظمة "أوبك" لأول مرة في تاريخها، لاتفاق مع الدول المنتجة من خارج المنظمة، وهو الدور الذي يبرهن على قدرة بلادنا في خلق التوازن للأسواق البترولية. وما أن بدأت الجزائر في منتصف العام 2016 تحركاتها الجادة نحو تحقيق اتفاق تاريخي بين دول "أوبك" والدول المنتجة من خارج المنظمة، حتى بدأت الأسعار في التماسك من جديد، الأمر الذي قادها لاحقا إلى الارتفاع عقب التوصل لأول قرار من نوعه ينص على خفض الإنتاج. التزام كبير باتفاق الجزائر و عقدت امس اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج بين دول منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك والدول المشاركة من خارجها اجتماعها الثامن بمدينة جدة السعودية لبحث تطورات سوق النفط. وتناول الاجتماع على وجه الخصوص مستويات إنتاج الدول المشاركة في اتفاق الخفض ونتائج قرارات اللجنة المشتركة التي أصدرت في الاجتماعات السابقة وتطورات قوى العرض والطلب على السوق النفطية ومناقشة أثر ارتفاع أسعار النفط والتي وصلت لأعلى مستوى لها منذ العام 2014. وشارك في الاجتماع وزراء الطاقة والنفط لكل من الجزائر والسعودية والعراق والكويت والامارات وكازخستان وعمان وروسياوفنزويلا وليبيا إضافة إلى نيجيريا وأذربيجان وبروناي. وكان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح أشاد الخميس في تصريحات صحفية بالالتزام الكبير باتفاق خفض الإنتاج للدول المنتجة للنفط من منظمة أوبك وخارجها. وأوضح الفالح أن هذا الالتزام أدى إلى تراجع ملحوظ في مخزونات النفط على المستوى العالمي مما ساهم في تحسن الاستقرار في الأسواق العالمية. وأضاف بأن استمرار هذا الاتفاق على المدى المتوسط والبعيد سينعكس إيجابا على منتجي النفط ويسهم بشكل فاعل في المحافظة على توازن السوق مما يطمئن السوق ويعزز الاستثمارات العالمية في الطاقة . سعر البترول يبلغ أعلى مستوياته منذ 2014 وتؤكّد أسعار النفط الحالية حجم التحركات التي قامت بها الجزائر ،حيث إرتفع سعر النفط الى أعلى مستوياته منذ سنة 2014 و استقر عند 74 دولارا للبرميل، تلك السنة التي عرفت تراجع أسعار الذهب الأسود بعد ما كان يباع البرميل فوق ال100 دولار لعدة سنوات ،وسط توقعات بعودة اسعارالنفط لمستوياتها السابقة خصوصا و أن تقارير تتحدث حول رغبة سعودية في ظل قيادتها الجديدة لإعادة الأسعار لما كان معمولا به قبل نكسة 2014 لا سيما و أن العلاقات بين الرياض وواشنطن عادت إلى طبيعتها. و ارجع مختصون هذا الارتفاع إلى تخفيض الإنتاج النفطي لدى الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا خلال ال 16 شهرا الماضية، فضلا عن تصاعد المخاوف من آثار الأزمة الاقتصادية في فنزويلا والتهديد بفرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران. وتقول مراقبون إن خام برنت ارتفع بنسبة 8 في المئة تقريبا هذا العام.