نجاح تجربة بلماضي يعيد التقدير والاحترام للتقني الإفريقي ستعرف النسخة القادمة من نهائيات كأس أمم إفريقيا المبرمجة بالكاميرون، خلال الفترة ما بين 9 جانفي و6 فيفري، حدثا مميزا واستثنائيا، من خلال سيطرة التقنيين المحليين والوطنيين على منصب المسؤول الأول على العارضة الفنية، وهو ما لم تشهده نهائيات «الكان» منذ نسخة 2002، التي احتضنتها مالي. هذا، ومن المقرر أن تشهد نهائيات كأس أمم إفريقيا 2021 ( في حال عدم حدوث مفاجآت خلال تصفيات المونديال)، مشاركة 14 مدربا محليا، مقابل 10 تقنيين أجانب، ليتفوق بذلك المدرب المحلي على نظيره الأجنبي بعد 20 عاما، على اعتبار أن نسخة مالي، هي آخر دورة عرفت هذا الحدث البارز، في ظل وجود 9 مدربين محليين من بينهم الناخب الوطني رابح ماجر، مقابل 7 مدربين أجانب. ويبدو أن النجاح الكبير الذي حققه جمال بلماضي مع الخضر، منذ استلامه زمام العارضة الفنية قبل 3 سنوات، قد دفع الاتحادات العربية والإفريقية للعودة إلى خيار التقني المحلي، تحسبا للنسخة المقبلة من نهائيات «الكان»، على أمل النجاح في تكرار إنجاز المنتخب الوطني المتوج بكان 2019، بفضل حنكة المدرب بلماضي، الذي أثبت على كعبه، وتفوق على تقنيين أجانب كُثر في البطولة، على غرار أليو سيسي المدير الفني للمنتخب السنغالي، والألماني جرنوت روهر مع منتخب نيجيريا وبول بوت، الذي فاز عليه في دور المجموعات مع منتخب غينيا. وسيكون جمال بلماضي، على رأس المنتخبات العربية التي ستعتمد على خدمات المدرب المحلي في دورة الكاميرون، وهو الذي تولى تدريب الخضر منذ عام 2018، ونجح في قيادتهم للفوز كأس أمم إفريقيا 2019 للمرة الثانية في تاريخ الجزائر، وبالإضافة إلى بلماضي بطل النسخة الماضية عن جدارة واستحقاق، ستعتمد ثلاث منتخبات عربية أخرى متأهلة على خيار التقني الوطني، ويتعلق الأمر بمنتخب الفراعنة الذي يقوده حسام البدري، الذي حقق إنجازات باهرة مع نادي الأهلي المصري، ويأمل في تكرارها مع منتخب الفراعنة، فيما تراهن نسور قرطاج على منذر الكبير صاحب سلسلة 12 لقاء دون هزيمة، قبل أن يسقط أمام بلماضي في ودية رادس، قبل أقل من أسبوعين من الآن، فيما يشرف أمير عبدو على منتخب جزر القمر، بعد أن قاده لأول مرة لنهائيات كأس أمم إفريقيا، في إنجاز غير مسبوق لهذا المنتخب، الباحث عن مواصلة كتابة التاريخ. يأتي هذا، في الوقت الذي فضلت فيه باقي المنتخبات العربية المراهنة على خيار التقني الأجنبي في النسخة المقبلة من نهائيات «الكان»، ويتعلق الأمر بمنتخب المغرب الذي يشرف عليه البوسني وحيد حليلوزيتش، فيما يتولى الفرنسي هيبارت فيلود تدريب منتخب السودان، ومواطنه كورنتان مارتينس العارضة الفنية لمنتخب موريتانيا. الأرقام تنصف المدرب الوطني والدورة المقبلة تجسده يأتي تفوق المدربين المحليين بعد غياب 20 عاما، ليثير الجدل مجددا بخصوص صراع التقنيين الوطنيين مع نظرائهم الأجانب في القارة السمراء، في ظل الإصرار المتواصل للاتحادات العربية والإفريقية على الاستعانة بالمدارس الأوروبية واللاتينية، رغم أن المدرب الوطني أثبت تفوقه من حيث الأرقام والإحصائيات، بدليل أن المصري حسن شحاتة يمتلك أفضل إنجاز، بعد تتويجه مع الفراعنة في ثلاث نسخ متتالية، في إنجاز تاريخي قد لا ينجح في تكراره أي مدرب آخر، حتى وإن كانت الجزائر تراهن على دهاء بلماضي من أجل معادلة هذا الرقم، خاصة في حال النجاح في العودة بالتاج من الكاميرون، وهو ما سيمنح دفعا أكبر لرفاق إسماعيل بن ناصر، القادرين بجل هذا التعداد على المشاركة في ثلاث نسخ مقبلة على الأقل، في ظل الأعمار الصغيرة لأكثر من 15 لاعبا. وتصب التتويجات والإنجازات في صالح المدربين المحليين، كونهم فازوا باللقب في 17 مناسبة كاملة، آخرهم تتويج جمال بلماضي مع الخضر، مقابل 16 لقبا للتقنيين الأجانب. جدير بالذكر أن الرقم القياسي بالنسبة لأكثر المدربين المحليين إشرافا على منتخبات بلدانهم الأصلية في دورات «الكان»، بحوزة الجزائري رابح سعدان والمصريان حسن شحاتة والمرحوم محمود الجوهري والغاني فريد أوسام دودو والكونغولي فلورينت إيبينغي، ممن شاركوا في ثلاث نسخ كاملة، أما بالنسبة للمدربين الأجانب، فالفرنسي كلود لوروا يتواجد في المقدمة، بعد قيادته 6 منتخبات إفريقية في 9 مشاركات بالبطولة، يليه «الفرانكو بولوني» هنري كاسبرزاك ب7 مشاركات، ثم الفرنسيين ميشال دوسايي وهيرفي رونار ب6 مشاركات، ويتبعهما آلان جيريس وهنري ميشال ب5 مشاركات. موسيماني ينافس بلماضي على لقب «ذابيست» يعد بلماضي من أبرز المرشحين للفوز بلقب أفضل مدرب في القارة السمراء لعام 2021، بعد إنجازاته الباهرة مع الخضر، وكسره الرقم القياسي الإفريقي، الذي كان مدونا باسم كوت ديفوار، رغم المنافسة الشرسة المنتظرة من مدرب نادي الأهلي المصري، الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، الحائز على رابطة أبطال إفريقيا على حساب الزمالك، والمتوج بكأس السوبر الإفريقي أمام نهضة البركان في قطر، مع إمكانية الحفاظ على دوري الأبطال، بعد أن عزز حظوظه في التأهل لثاني نهائي على التوالي، بعد الفوز في ذهاب نصف النهائي أمام الترجي الرياضي التونسي بملعب رادس، علما وأن بلماضي آخر من فاز بلقب أفضل مدرب في إفريقيا، قبل أن تلغي الكاف جوائز الموسم الماضي، بسبب جائحة كورونا.
