زوجة سمير زاهر توعدت الطلبة الجزائريين بالإنتقام لم تتردد سيدة جزائرية عادت من مصر ليلة الأربعاء الماضي في ذرف دموع الفرح وهي تقف رفقة رضيعها أمام الكاميرا الحرارية التي وضعتها المصالح الصحية بمطار هواري بومدين الدولي ، فقد شكلت العودة من القاهرة بالنسبة إليها نهاية كابوس حقيقي،فهي اضطرت لمغادرة المستشفى بعد ساعات من وضعها لمولودتها "لميس" بعدما لمسته من جو عدائي من"ملائكة الرحمة" العاملين بقطاع الصحة في مركز الولادة الذي نقلت إليه بأم الدنيا. وقالت للصحفيين بالمطار كلما طلبت خدمة الممرضات بمركز الولادة كانت ترد علي إحداهن باللهجة المحلية"اتفلئي" أي دبر راسك،لكن حالها أفضل بكثير من وضع آخرين قدموا على نفس الرحلة، و منهم طالبان عادا والضمادات تملؤ جسدهما "،وقال أحد الضحايا وهو من ولاية المسيلة"لقد هربت و لحد الآن لم أصدق كيف تمكنت من ذلك لقد تجمهر حولنا حوالي 30 أو 40 شخصا يوم 21 نوفمبر و قاموا بشتمنا بكل أنواع السباب ثم اعتدوا علينا بإستعمال الأسلحة البيضاء والسيوف" ، مضيفا في تصريح للصحفيين الذين تجمهروا حوله رفقة زميله في تلك اللحظة "تتمنى ألا تكون جزائريا". وأضاف تدخل آخرون لإنقاذنا ثم جاءت الشرطة حيث نقلنا إلى مصحة لكننا لم نحصل على أي علاج ، لم نفحص من أي طبيب شرعي ،قال الضحية ووضعنا في مكان غير ملائم تنبعث منه الروائح الكريهة وحرمنا من الدواء لتخفيف الآلام لأكثر من سبع ساعات كاملة ، ثم نقلنا لاحقا إلى مركز شرطة البساتين من قبل مباحث الدولة مقيدين ،حيث تعرضنا لسوء المعاملة والسخرية وكان أحد رجال الشرطة "روجي" برتبة ملازم، إنه مميز ،إن لم تصدقونا اذهبوا إلى شركة حي البساتين سخر من زميلي الذي كان يتألم مرددا لا تبكي ياسوسن. وأضاف انتقلنا تحت الحراسة لحمل أمتعتنا للسفارة حيث تم التكفل بنا و إعادتنا للجزائر. رواية زميله لم تختلف عن راويته إلا في بعض التفاصيل، لكن المؤكد أنهم نجيا من موت محقق بمعجزة بعد تدخل بعض الخيرين من الجيران الذين سبق لهم التدخل لإطفاء حريق استهدف شقتهم. و قص علينا الزوج عبد القادر وإيمان وهما من ولاية برج بوعريريج واللذين يدرسان بمعهد الدارسات والبحوث العربية التابع للجامعة العربية معاناتهما منذ 14 نوفمبر الماضي ، وقالت إيمان أن مصريين متطرفين كانوا يتجمعون يوميا أمام باب العمارة لإزعاجنا لكن من حسن حظنا أننا كنا مقيمين في الطابق الثالث و لم يكونوا ليصلوا إلينا، وأضاف لقد أرغمنا للبقاء في البيت لأسبوع كامل دون أكل تقريبا ولم نكن نحصل على حاجيتنا إلا بتغطية من جيراننا المصريين. و تدخل زوجها لما كنت اضطر للخروج كان برفقتي مصريين ، مع ذلك كنا عرضة للمضايقة. و اشتكت السيدة إيمان من مضايقات زوجة سمير زاهر رئيس الاتحادية المصرية لكرة القدم التي كانت تدرسني أحد المقررات حيث عمدت ذات يوم إلى استفزاز الطلبة الجزائريين، قائلة أن 14 نوفمبر (تاريخ المقابلة الأولى بالقاهرة) سيكون يوم النصر، ووصلت على نفس المنوال لكن لم يظهر لها أثر منذ يوم 18 نوفمبر بعد انتصار الفريق الوطني. و أضافت ايمان لا أدري ما العمل مستقبلا ،أخشى العودة والتعرض لانتقامها بعد ما حدث إثر المقابلة الكروية. ومعلوم ان رئيس الرابطة الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة قد اتهم صراحة رئيس اتحاد الكرة المصري سمير زاهر بالوقوف وراء حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني عشية مقابلة ال 14 نوفمبر بالقاهرة. و بدوره قال طالب من ورقلة أنه لم يتمكن من تقديم أطروحته بسبب الجو المشحون في الجامعة هناك ،موضحا أنه سيؤجل الأمر إلى أن تهدأ الأمور. و اشتكى طالب من عنابة من رفض جامعة مصرية إعادة حقوق التسجيل مشيرا أنه ضحى بكل شيئ لأجل العودة إلى أرض الوطن. رأس الجزائري ب 100 جنيه و ذكرت سيدة رافقت زوجها الذي يحضر شهادة دكتوراه كيف أصبح الجزائريون مطلوبون في مصر فمن يبلغ عن أي جزائري يحصل على جائزة ب100 جنيه مصري،بينما قامت متاجر و مراكز ضيافة واستجمام بتعليق لوحات تمنع فيها الجزائريين من الدخول ، كما كان البيض في أمريكا يفعلون مع السود خلال الخمسينيات. و أفاد طلبة أنهم اضطروا للاختفاء لأيام وخصوصا بعد حصار السفارة الجزائرية التي لعبت دورها في التكفل بالضحايا ومنهم جزائريات متزوجات من مصريين تعرضن لسوء المعاملة. وتولت السفارة توفير التذاكر وسط حملة تضامن من أفراد الجالية أو ذوي الأصول الجزائرية حيث تم توفير ملاجئ أو أموال لجمع التذاكر وتوفير وسائل النقل للمطار. و بينما كان الطلبة يتبادلون الحديث اقترب منهم أعوان من شرطة الحدود في المطار للحصول على معلومات بخصوص الجزائريين الآخرين الباقين في وضع صعب، وتم التبليغ عن عدة حالات منها حالة طالب تعرض للاعتداء في شارع المعادي بالجيزة، صعب الاتصال به بعد توقف هاتفه الشخصي، كما قام زملاء آخرين بتقديم أرقام أخرى لجزائريين ضاقت بهم السبل في قاهرة المعز، وخصوصا ماديا. وقال عائدون أن ظروف الاستقبال في مطار القاهرة تحسنت مقارنة بالأيام التي سبقتها رغم التهديدات اللفظية الصادرة من بعض أعوان الشرطة هناك وقال أحد الطلبة أنهم اكتفوا بتفتيش عادي وترديد تحذيرات من مغبة العودة إلى مصر، بعدما تجاوزت المضايقات الحدود وخصوصا عبر نزع الثياب و ترديد الاهانات. وبينما كانت العائلات الجزائرية تستقبل ذويها المصدومين والمصابين القادمين من مصر ،جلس عشرات العمال المصريين ينتظرون دورهم في المغادرة غير بعيد وعلى العكس من القادمين من القاهرة لم يبدو عليهم في المطار أي خوف أو إصابات. ولم يحرك سكينتهم بعين المكان سوى سلسلة من النظرات العميقة أطلقها أحد الإعلاميين الذي تابع وصول المصابين الجزائريين من الجانب الآخر وانصرف متحسرا.