سطرت المحافظة السامية للأمازيغية برنامجا متنوعا للاحتفال بيناير وتوزيع جائزة رئيس الجمهورية للأدب و اللغة الأمازيغية والتي ستجري فعالياتها بولاية تمنراست في الفترة بين 9 و 12 يناير الجاري. تحتضن ولاية تمنراست هذه السنة في الفترة بين 9 و 12 يناير الجاري، الاحتفالات الرسمية الوطنية ليناير وتسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب والثقافة الأمازيغية في طبعتها الثانية. وكشف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، الهاشمي عصاد، أمس في ندوة صحفية نشطها بقاعة المحاضرات لمؤسسة التلفزيون الجزائري عن الخطوط العريضة لهذه الاحتفالات وعن الشعار الخاص بها. وتتضمن هذه الاحتفالات الرسمية استعراضا كبيرا بوسط مدينة تمنراست يوم الأحد 9 يناير في الرابعة مساء، وعرض من تقديم الفرقة الموسيقية للحرس الجمهوري والفرقة النحاسية للحماية المدنية، و نشاطات أكاديمية، منها ملتقى يتضمن 8 محاضرات وورشات تكوينية لصالح الجمعيات الثقافية المحلية حول التصوير، وورشة خاصة بترقية الأمازيغية و استعمالها في إطار الأبحاث التكنولوجية والرقمية لصالح أساتذة من الجنوب. وهناك أيضا نشاطات سينمائية ومعارض فنية على مدى أربعة أيام، وعروض فلكلورية من مختلف الطبوع ومعارض وبيع بالإهداء للكتب التي أصدرتها المحافظة السامية للأمازيغية والتي وصلت في سنة المنصرمة 27 إصدارا. كما يتضمن البرنامج الثقافي للاحتفال بيناير هذا العام كذلك عملية تدشين لواجهات مرافق عمومية مدونة باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية، واعتبر الهاشمي عصاد ذلك من صميم أحكام الدستور. وتشمل الاحتفالات التي ستقام بالتنسيق مع سلطات ولاية تمنراست على وجه الخصوص ندوة علمية حول "البعد التاريخي و الحضاري لعيد يناير والرزنامة الفلاحية" من تقديم محمد الهادي حارش أستاذ في التاريخ القديم بجامعة الجزائر 2، و السيدة حسينة حلاق طالبة دكتوراه تخصص تاريخ المغرب القديم بجامعة عبد الحميد مهري بجامعة قسنطينة 2. وسينظم كذلك ملتقى أكاديمي حول موضوع" السكن التقليدي في الجزائر من العصر القديم إلى القرن الحالي.. عنصر مرجعي للتنمية المستدامة" بالاشتراك بين المحافظة السامية للأمازيغية وجامعة أمين العقال الحاج موسى اق أخاموك لولابة تمنراست، وفتح خلية محلية للترجمة، وأيضا تسليم هبة من الكتب من طرف المحافظة السامية للأمازيغية لجامعة الولاية. وعلى هامش الاحتفالات سيتم إمضاء اتفاقيتي شراكة بين المحافظة السامية للأمازيغية ووزارة الثقافة والفنون من جهة وبين المحافظة وجامعة تمنراست من جهة ثانية. وعن المغزى المنشود من إقامة هذه الاحتفالات أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية الهاشمي عصاد انه يتمثل في كون الاحتفال بيناير هو الوعاء الجامع لوحدتنا الوطنية وعبقريتنا الثقافية، وثانيا غرس روح الهوية الوطنية وتعزيز اللحمة بين أبناء الشعب، وحث المواطن على حب الأرض واحترام البيئة، وإنماء روح الاعتزاز بالمرجعيات الحضارية الأمازيغية، وإرساء روابط التكافل الأسري والعائلي بين أفراد المجتمع الواحد. أما لماذا اختيرت ولاية تمنراست بالذات لاحتضان هذه الاحتفالات فقد أوضح عصاد ذلك جاء من أجل الإسهام في تحصين الجبهة الداخلية، والتأكيد على الرابطة المتينة بين الجيش حامي الوطن والشعب المتشبع بالوعي الوطني والمعتز بهذا الرصيد الثقافي المشترك، وإقرار حق الثقافة مع التزام الدولة بحماية التراث الثقافي الوطني المادي واللامادي والسعي للمحافظة عليه. الاحتفالات بيناير ستكون هذا العام تحت شعار" هوية وتلاقي" وستقام بالساحة العمومية لمدينة تمنراست ودار الثقافة والفنون وفندق طاهات ومدارس وجامعة الولاية، وعلى الهامش ستنظم جولة سياحية إلى هضبة الاسكرام لفائدة المشاركين. أما بخصوص توزيع جائزة رئيس الجمهورية للأدب والثقافة الأمازيغية فهي تشمل أربعة محاور، الأول اللسانيات، ثانيا الأدب المعبر عنه بالأمازيغية والمترجم إليها، ثالثا الأبحاث في التراث الثقافي الأمازيغي غير المادي، ورابعا وأخيرا الأبحاث العلمية التكنولوجية والرقمنة. وأكد الهاشمي عصاد على أن الجائزة حاضرة فيها كل المتغيرات اللسانية لكل مناطق الوطن وتبلغ قيمتها 7 مليون دينار تقسم على الفئزين ال 12 في كل صنف من الأصناف المذكورة. وردا عن سؤال حول المستوى الذي وصلت إليه عملية تدريس الأمازيغية اليوم أوضح عصاد أن تدريسها يواجه مشاكل ذات طابع قانوني وبيداغوجي، وعليه طالب بمراجعة القانون التوجيهي للتربية الوطنية لعام 2008 ومراجعة التعليمات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية الخاصة بهذا الأمر وإعادة بعث اللجنة المختلطة بين الوزارة والمحافظة.
