فوز مهم لا يمكنه حجب النقائص - وصف المدرب الوطني السابق ناصر سنجاق مردود الخضر في المواجهة أمام رواندا بالإيجابي والمشجع، ولو أن ثمة جوانب في التشكيلة تبقى في نظره بحاجة إلى مراجعة. ويرى نفس المتحدث، في حوار هاتفي خص به النصر، أن المنتخب الوطني حقق المهم، لكن القادم أصعب، ما يستوجب كما قال مضاعفة العمل لإزالة النقائص، والتطلع للتأهل إلى المونديال القادم. ما هي الخلاصة التي خرجت بها من لقاء الخضر ضد رواندا؟ دعني في البداية أقول لك، بأن الفوز العريض لا يمكن أن يحجب بعض النقائص، حتى وإن لاحظت وجود قفزة نوعية في طريقة اللعب، والتعامل مع تقلبات المباراة. هناك تحسن وجرأة هجومية ملحوظة ورغبة جامحة في تحقيق الفوز، لكن حقيقة الميدان كشفت عن بعض الجوانب الخفية للمجموعة، أبرزها نقص التنسيق والثقل في الدفاع والفراغات الكثيرة على مستوى الظهيرين، خصوصا عند بناء الهجومات أين نلاحظ غياب التغطية اللازمة. المقابلة عرفت مرحلتين، الأولى الدخول المحتشم للأفناك وعجزهم عن اختراق دفاع المنافس، ثم تحرر اللاعبين الذي ولد حالة من الأنانية واللجوء إلى اللعب الفردي في الكثير من الأحيان، مع كثرة المراوغات غير المجدية وقلة القذفات نحو المرمى. معنى هذا أنك غير راض على الأداء العام للمنتخب الوطني؟ لا، لم اقصد ذلك بل أردت التوضيح بأن الانتصار الساحق، لا يمكن أن يشكل نقطة وصول بقدر ما يجب تثمينه، والعمل دون هوادة للرفع أكثر من ريتم الأداء، وتصحيح الأخطاء. الخضر لعبوا بطريقة جيدة، حتى وإن كان تواضع مستوى المنافس سهل المهمة بعض الشيء لرفقاء مبولحي. بماذا تفسر توقيع ثلاثة أهداف بضربات رأسية؟ أعتقد بأن الأمر بسيط، ولا يحتاج إلى تفكير وهو الاعتماد كما قلت سابقا على المهارات الفردية في غياب اللعب الجماعي. لذلك، أرى بأن الإنجاز الفردي، أخذ الأسبقية على بناء الهجمات، ونقل الكرة والخطر إلى منطقة الخصم. شخصيا، أنا سعيد جدا بالنتيجة التي ستمهد لنا الطريق نحو التربع على عرش المجموعة، لكن في المقابل لا بد من تصحيح بعض الجوانب في التشكيلة التي قد تنعكس سلبا على الخضر في الخرجات القادمة، لأن القادم أصعب وبقية المنافسين ليسوا من طينة وحجم رواندا، انطلاقا من المنتخب المالي. ما هي العناصر التي جلبت انتباهك؟ أقول دون ديماغوجية أو فلسفة، أن هلال سوداني شكل في نظري القوة الضاربة للقاطرة الأمامية، بفنياته وتحركاته ولعبه دون كرة، إلى جانب حشود والمهاجم سليماني اكتشاف اللقاء، ما يعني أن الساحة الكروية المحلية ما زلت تنجب النجوم، الأمر الذي يعكس قيمة اللاعبين المحليين. بالنسبة للمحترفين هناك فيغولي وبودبوز، لكن في اعتقادي لم يلعبا سوى بنسبة 60 بالمائة من إمكانياتهما، شأنهما في ذلك شأن لحسن ومصباح وبدرجة اقل قديورة. كيف ترى مستقبل الخضر على ضوء لقاء رواندا؟ أرى، بأن عملا كبيرا ينتظر حليلوزيتش، لأنه لا يمكن القياس على منافس متواضع الإمكانيات. التأهل إلى المونديال يمر حتما عبر المراهنة على عامل الاستقرار في التعداد، والحد من التجارب وتكريس عامل الثقة بين مختلف الأطراف الفاعلة في المنتخب الوطني.