مستودعات أرضية تتحول إلى ملاه ليلية للاحتفال «بالريفيون «بتيزي وزو دخل الكثير من الشباب خاصة ببوغنى، تيقزيرت وازفون وحتى بمعاتقة، مشطراس و بعاصمة الولاية، في سباق ضد الساعة من أجل وضع اللمسات الأخيرة وتجهيز المستودعات معظمها أرضية والتي يتم تحويلها مؤقتا إلى»ملاهي ليلية» من أجل الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، و من جهة أخرى أسرع أصحاب تلك المستودعات إلى الاتصال بالمغنيين المعروفين لإحياء حفلات خلال ليلة كاملة، كما تم الاستنجاد مؤقتا بعدة فرق نسائية من مختلف أنحاء الوطن معظمهن فتيات فى سن الزهور، ذوات الجمال الجذاب للرقص وإثارة زبائن رأس السنة الميلادية من أجل استهلاك ما يمكن استهلاكه من مشروبات مقابل دفع الملايين في بضعة ساعات . ورغم حداثة وجود الملاهي الليلية بولاية تيزي وزو، فهي تعتبر مقصدا لأعداد هائلة من الناس باختلاف مستوياتهم وطبقاتهم ، كما شكلت هذه الأخيرة منعرجا جديدا فى التحوّل الاجتماعي والأخلاقي للمنطقة من الهدوء نحو الفساد وتفشي الإجرام، و من التقاليد المحافظة والحياء الذي يطبع حياة الإنسان القروي إلى التفسخ والرذيلة. فتواجد الملاهي الليلية بتيزي وزو رغم أنه يقتصر فقط على بعض البلديات خاصة الساحلية منها وعاصمة الولاية، إلا أن صيتها تعدى هذه المناطق وشملت تبعاتها كامل الولاية . و قد شكل تواجد هذه الملاهي الليلية بالمناطق الحضرية مصدر إزعاج متواصل للسكان حيث تحولت سهراتها الحمراء إلى كوابيس مزعجة جراء انبعاث أصوات الموسيقى الصاخبة والغناء الفاحش إلى جانب التصرفات اللاأخلاقية لزبائنها بفعل السكر العلني وتعاطي المخدرات. وحسب السكان المجاورين لإحدى الملاهي المتواجدة بضواحي تلا عثمان ببلدية تيزي وزو، فإنه بمجرد المرور من أمام هذه الأماكن ليلا يعد مغامرة في حد ذاته خصوصا بالنسبة للنساء اللواتي يتعرضن رغما عنهن إلى كلام بذيء ويجبرن على رؤية أفعال مخلة بالحياء، و قد أدى انتشار الملاهي الليلية بولاية تيزي وزو إلى اتساع رقعة الإجرام و تفاشي استهلاك المخدرات حيث يتم تسجيل جرائم قتل كثيرة بين رواد تلك الأماكن. و لم يبقى سكان هذه المناطق مكتوفي الأيدي أمام زحف هذا النشاط خصوصا فى فصل الصيف وخلال اقتراب الاحتفال «بالريفيون « أين تكثر الملاهي غير المرخصة حيث قدموا شكاوي جماعيا لدى السلطات الأمنية ضد أصحاب «العلب الليلية « التي تتحول إلى «علب الرقص والفاحشة «وحسب العارفين بخبايا تلك الأماكن فإن الرقص هو النشاط الأول للملاهي الليلية و مدخولها المصرّح به و الذي ينحصر في تقديم المشروبات الكحولية بكل أنواعها وبشتى الطرق، لكن يبقى المدخول الأكبر لهذه الأماكن بطرق مقنعة لا تثير أية شكوك ، حيث يتعمد أصحابها إلى توظيف فتيات جميلات يتم استقدامهن عبر شبكات مختصة من خارج الولاية، و هن في الغالب حكمت عليهن الظروف الاجتماعية الصعبة للولوج إلى هذا الميدان لكسب لقمة العيش. و أكد بعض المترددين على هذه الأماكن ، فان عمل الفتيات لا يقتصر فقط على الرقص وإثارة الزبائن لاستهلاك الخمور، بل يتعداه إلى نسج علاقات جنسية مع الزبائن خاصة أصحاب المال إلى جانب اصطياد العشاق بعد نهاية فترات العمل القانونية التي تصل عادة إلى حدود الثالثة صباحا، و هو العمل الذي تتقاسمن مدخوله مع رب العمل مقابل توفير المأكل والمبيت. و لا تتوقف مهمة «فتيات الليل» عند الليل فقط بل تتواصل نهارا بعد فترة الراحة لاصطياد زبائن جدد ، و من جهة أخرى أكدت مصادر موثوقة «للنصر «أن الملاهي الليلية بولاية تيزي وزو ليست مقصدا فقط لفئة الشباب البسيط الذين يدفعهم طيش الشباب إلى مثل هذه الأماكن التي يختلط فيها الحابل بالنابل ، بل هي مقصد أيضا لأصحاب المال ممن يبحثون عن «الزهو» ليلا بأموالهم ، بل شكلت على بساطتها ملتقى لشخصيات نافذة اتخذت منها مكانا لائقا للحديث حول بعض الشؤون الكبيرة بولاية تيزي وزو ، و دراسة و إيجاد حلول للقضايا المعقدة والشائكة التى يتخبط فيها المواطن البسيط، و التي يتم عادة حلها بتلك الأماكن. و أكد مصدرنا أن الكثير من المشاريع الكبرى يتم التفاهم حولها على طاولة الخمر وهذا دون إتباع الأساليب القانونية المعهودة ،و يولي عادة أصحاب الملاهي لهؤلاء الزبائن «فوق العادة اهتماما خاصا، على اعتبار أن وجود هذه الأماكن مرتبط بدرجة كبيرة بتوفير الخدمة اللائقة بمناصبهم المهمة وتوفير الأقصى من الراحة والسرية لهم مقابل ضمانهم لاستمرارية النشاط والتغطية المشبوه منه. نوارة/ ك