عرضها أستاذ الإلكترونيك بجامعة منتوري بقسنطينة محمد راس العين

اختراع أجهزة لعلاج الإنسداد المعوي و قياس التدفق البولي و تحديد توقيت الوفاة
عرض الأستاذ المحاضر بمعهد الالكترونيك بجامعة منتوري بقسنطينة محمد راس العين في إطار برنامج قافلة "إيفارش"الأوروبية الخاصة بالمقاولاتية و تثمين البحث العلمي الذي احتضنت فعالياته الجامعة ثلاثة اختراعات يمكن استعمالها في العلاج الطبي أو الجراحي صممها و أنجزها بمعية طلبته و تتمثل في جهاز لعلاج الانغلاق أو الانسداد المعوي الحاد الذي يصيب عادة الأطفال الرضع و جهاز لقياس التدفق البولي لدى المصابين بأمراض المسالك البولية و جهاز ثالث لتحديد توقيت الوفاة بالنسبة لضحايا الجرائم و الحوادث المختلفة و قد حظيت الاختراعات بإعجاب الحضور من الباحثين و الطلبة و تشجيع ممثل المعهد الوطني للملكية الصناعية للإسراع في التقدم بطلبات الحصول على براءات الاختراع من المعهد.
الباحث البالغ من العمر 42 عاما، الذي بدأ التدريس بالجامعة في سنة 2005 أوضح للنصر على هامش مداخلته بقاعة المحاضرات محمد الصديق بن يحي بجامعة منتوري 1، بأنه تمكن خلال السنتين الماضيتين من تجسيد ثلاثة اختراعات يمكن استعمالها في المجالات الطبية و الجراحية العلاجية. الاختراع الأول عبارة عن جهاز رقمي يستخدم في جراحة الأطفال كحل فعال و حاسم لمشكل الانسداد المعوي الحاد (Invagination intestinale aigue) الذي يعاني منه الكثير من الأطفال الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أشهر و سنة و أحيانا يصل عمر المصابين إلى خمس سنوات.
و شرح بأن الدكتور هشام شوتري، وهو طبيب متخصص في جراحة الأطفال بمستشفى سطيف،اتصل به و أخبره بالصعوبات التي يصادفها عادة في التكفل جراحيا بالرضع و الأطفال الذين يعانون من انسداد معوي حاد فالتقنية الكلاسيكية المعروفة التي يتم تطبيقها في مثل هذه الحالات على الصعيد الوطني و الدولي تعتمد على ضخ الهواء بجهاز يدوي و تؤدي في معظم الأحيان إلى مضاعفات و مشاكل صحية مثل الارتفاع المفاجيء لضغط الهواء و الاصابة بثقوب في الأمعاء.و طلب منه تصميم جهاز إلكتروني جديد يضمن المراقبة الدقيقة و التحكم في مستوى الضغط على مستوى الأمعاء أثناء إجراء العمليات الجراحية.
و شدد بأن الجهاز الرقمي الذي صممه و أنجزه بمعية الطالبين في الماستر داودي شعيب و محمد صويلح بالتنسيق مع الدكتور شوتري في سنة 2010 يتكون من لاقط ضغط "بيزو كهربائي"و جهاز مراقبة من طرازpic16f77 جهاز ضخ الهواء و قد جربه الطبيب عدة مرات خلال العام الفارط ،وعندما تأكد من فعاليته استمر في استعماله إلى غاية اليوم بقسم جراحة الأطفال بمستشفى سطيف .
هذا النجاح حفز الأستاذ راس العين على عرضه ضمن فعاليات قافلة "إيفاراش"في انتظار التقدم بطلب للحصول على براءة اختراع من المعهد الوطني للملكية الصناعية قريبا.
أما الاختراع الثاني الذي عرض بنفس التظاهرة العلمية، قال الأستاذ الباحث أنه عبارة عن جهاز لقياس سرعة التدفق البولي(Débitmètre urinaire) لدى المصابين بأمراض في المسالك البولية من الرجال على غرار سرطان غدة البروستات من أجل التشخيص الدقيق لهذه الأمراض و الكشف عن أعراضها.
و بين بأن فكرة الاختراع اقترحها الدكتور بن يحيي،طبيب مختص في أمراض الكلى و المسالك البولية بمستشفى سطيف لأن الطريقة المطبقة حاليا تعتمد على وزن كمية البول التي يفرزها المريض و من خلال هذا الوزن تقدم بعض المعايير التي تساعد الطبيب على تشخيص المرض و هذه الطريقة حسبه تفتقد للدقة و السرعة في التشخيص عكس الجهاز الجديد الذي تم تصميمه و انجازه من طرف الأستاذ راس العين بمساعدة الطالب في مرحلة الماستر عمر الشريف لزعر و قد تم تجسيد الاختراع بين شهري مارس و جوان 2012،مشيرا إلى أنه يتكون من لاقط لسرعة تدفق البول و جهاز دقيق لمراقبة التدفق و جهاز كمبيوتر موصول بهما لجمع و بث المعلومات. و بخصوص الاختراع الثالث، أوضح الأستاذ الجامعي الشاب بأنه استند في انجازه على المعلومات الطبية التي قدمها الطبيب الشرعي عبد الحميد بلوم و المعلومات الرياضية التي زوده بها الأستاذ الجامعي بمعهد الرياضيات أحمد شيباط ،مشيرا إلى مشاركة طالبي الماستر عبد الرؤوف بوراوي و يوسف بوخلالة في تصميم و تجسيد الاختراع خلال الفترة ما بين شهري مارس و جوان 2011.
و شرح بأن هذا الاختراع يعتمد على شبكة الخلايا العصبية أو العصيبات الاصطناعية و هو عبارة عن جهاز صغير لقياس المدة الزمنية بين حدوث جريمة قتل و اكتشافها و فحص الجثة (post mortem) حيث يتم إدخال المعطيات المتعلقة بدرجة حرارة الوسط الذي تم فيه العثور على الجثة و درجة حرارة الجثة و وزنها و ادراجها في بطاقة إلكترونية تتكون من جزيئات دقيقة للمراقبة من نوعF 4550 18 فتبرز بسرعة المعلومات المطلوبة. و هذا الجهاز من شأنه أن يسهل كثيرا مهام الأطباء الشرعيين و المحققين في الجرائم .و أسر إلينا بأن بجعبته أفكارا كثيرة من شأنها أن تمد أكثر جسور التعاون بين الباحثين في الالكترونيك و الرياضيات و الأطباء و الجراحين و المختصين في البيولوجيا. إلهام .ط