اللجوء إلى الاستيراد لمواجهة أزمة الحليب بالسوق الوطنية لجأ الديوان الوطني المهني للحليب ومشتقاته إلى إطلاق مناقصة دولية لاستيراد كميات جديدة من مسحوق الحليب أمام الأزمة الحادة التي تشهدها السوق الوطنية في العديد من الولايات منذ أسابيع في التموين بحليب الأكياس الذي يعتمد إنتاجه على غبرة الحليب المستوردة.و استغل المضاربون هذه الأزمة، حيث وصلت الأسعار في بعض الولايات بالجنوب إلى 50 دينارا للكيس الواحد. فأمام الاضطراب الكبير الذي تشهده السوق الوطنية في تلبية الاحتياجات اليومية من حليب الأكياس،و الذي سبب متاعب جمة للعائلات الجزائرية، سيما محدودة الدخل منها التي لا تستطيع الاعتماد بشكل يومي على مسحوق الحليب الذي قاربت أسعاره 400 دينار للعلبة الواحدة، اضطرت السلطات إلى رفع الكميات المستوردة عبر إطلاق مناقصة دولية موجهة للمؤسسات المتخصصة في إنتاج مسحوق الحليب والمواد الدسمة وتسويقها. و كان مسؤولو الملبنات العمومية قد اشتكوا من قلة الكميات التي يتلقونها من مسحوق الحليب المستورد و الذي تعتمد عليه وحدات الانتاج بشكل أساسي، ففي قسنطينة مثلا اضطرت ملبنة نوميديا التي تغطي 80 بالمائة من احتياجات السوق بالولاية إلى تقليص انتاجها بخمسين بالمئة. و لم تنفرج الأزمة مع بداية جانفي رغم الوعود التي كانت قد قدمت خلال ديسمبر الفارط. يذكر، أن المناقصة الدولية تخص التزويد بمسحوق الحليب منزوع الدسم (نوعية الحرارة المتوسطة والدنيا) ومسحوق الحليب الكامل الدسم بنسبة 26 بالمائة من المواد الدسمة وكذا المواد الدسمة الخاصة بالحليب. و أوضح الديوان أنه على المتعهدين تسليم عروضهم التقنية والمالية قبل نهاية الشهر الجاري. وسبق لوزير التجارة خلال ندوة صحفية القول أن «المؤسسات العمومية لم ولن ترفع أسعار الحليب ومشتقاته رغم الارتفاع المحسوس الذي تشهده أسعار مسحوق الحليب في الاسواق العالمية». وأرجع ارتفاع أسعار الحليب غير المدعم ومشتقاته للارتفاع المحسوس لأسعار المواد الأولية على مستوى الأسواق الدولية، مشيرا إلى أن وزارة التجارة حذرت المهنيين من رفع الأسعار بما لا يتناسب مع ارتفاع الأسعار الدولية. وأضاف أن ارتفاع الأسعار سيكون ظرفيا و سرعان ما سيعرف انخفاضا مع تراجع أسعار المواد الأولية على مستوى الأسواق الدولية التي شهدت ارتفاعا قدر ما بين 32 إلى 47 بالمائة خلال الفترة الممتدة من سبتمبر إلى ديسمبر 2013، وذلك بسبب الجفاف الذي ضرب زيلندا الجديدة أحد أكبر منتجي الحليب على المستوى العالمي. وشهدت أسعار مسحوق الحليب على مستوى الأسواق العالمية ارتفاعا على مدار السنة قدر ما بين 15 إلى 20 بالمائة.