عمد القائمون على صفحات التواصل الاجتماعي ( فيسبوك)، المخصصة للبكالوريا على تغيير محتوياتها و جعلها فضاءا للمراجعة و اقتراح المواضيع و كذا اقتراح حلولا " نموذجية" لأسئلة البكالوريا بعد إجراء الامتحان، بعدما كانت السنة الماضية المحرك الرئيسي في تسريب المواضيع و السبب في الإعادة الجزئية لبكالوريا 2016 في بعض الشعب. وفي هذا الإطار، أكد عدد من المترشحين عقب خروجهم من امتحان مادة الرياضيات أنه بالفعل لاحظوا بأن محتويات صفحات التواصل الاجتماعي على غرار "BAC 2017" و "BAC 2017 yes we can"، تحولت مقارنة بالسنة الماضية إلى فضاءا علميا يسمح للمترشحين بقياس مكتسباتهم العلمية من خلال مجموعة التمارين و ملخصات الدروس المقترحة ، أخرها اقتراح حلول لموضوع اللغة العربية الذي امتحن فيه الشعب العلمية و التقنية و ذلك ليس بهدف التسريب و النشر و لكن بهدف علمي وخلق فضاء يسمح بتبادل الحلول للتمارين بين التلاميذ وأساتذتهم وبين التلاميذ فيما بينهم. فأمام مركز الاجراء متوسطة عنان السعيد ( الينابيع) الذي خصص للأقسام العلمية ،أفاد المترشح عبد الوهاب أن " نشاط صفحات التواصل الاجتماعي المخصصة للبكالوريا تقلص هذه السنة ، بعدما كانت في السنة الماضية وسيلة لتسريب بعض مواضيع البكالوريا ، مع اقتراح الحلول " و التي ادت إلى تشتيت الأفكار و التشويش على التلاميذ عشية كل امتحان ". وأضاف عبد الوهاب أن هذه الصفحات أضحت تلعب دورا "ايجابيا " هذه السنة من خلال تركيزها على دعم المترشحين بمواضيع البكالوريا للسنوات الماضية واقتراح حلولا لها ، وتزويدهم بملخصات لدروس المواد الأدبية على غرار دروس الشريعة و التاريخ و الجغرافيا ، التي يجد العلميون صعوبة في مراجعتها. من جانبها عبرت حياة ( شعبة علوم تجريبية ) عن تفاؤلها بالنجاح في البكالوريا لا سيما بعدما وفقت في الإجابة عن الأسئلة مادة الرياضيات ، و أبرزت هذه المترشحة أنها اعتمدت طوال السنة على كامل الوسائل المتاحة للمراجعة سواء الحوليات و الكتب و الأستاذ في القسم و كذا المراجعة الجماعية مع الأصدقاء عن طريق تبادل الدروس و التمارين عبر صفحات التواصل الاجتماعي. و أكدت أنها اعتمدت أيضا على صفحات التواصل الاجتماعي (فيسبوك) المخصصة للبكالوريا ، لكونها في بعض الأحيان تنشر-كما قالت- ملخصات "جيدة للدروس على غرار مادة الفلسفة التي لا تجد وقت كافيا لمراجعتها "، فضلا على نشر هذه الصفحات لحلول تمارين عادة ما يجدها التلميذ "صعبة" -- تضيف حياة --، مضيفة أنها التحقت كذلك بمجموعات ( افتراضية)، ينشئها زملائها في الثانوية مزودة بحلول لتمارين بكالوريا السنوات الماضية. وعبرت ذات التلميذة عن امتعاضها من بعض الممارسات ببعض الصفحات الإلكترونية التي تعيد إلى الأذهان سيناريو بكالوريا 2016 من خلال نشر مواضيع مغلوطة، معتبرة أنه عامل من عوامل التشويش على المترشحين و ليس محفزا ". كما لاحظت كل من مريم و زينب أن صفحات البكالوريا على مواقع التواصل الاجتماعي ، باتت عاملا مساعدا للتلاميذ لحل التمارين و تشجيعهم على مواصلة الدراسة ، لا سيما و انها "تضمنت تطمينات بعدم وجود تسريبات هذه السنة كما دعت المتصفحين إلى التركيز في الإجابة والاعتماد على النفس". من جانبه أكد كل من هشام و محمد الذين اجتازوا البكالوريا بثانوية علي بومنجل ( الينابيع) أنهم يرون ان المراجعة للامتحان لا تكون عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي و لكن من خلال التمرن على حل مواضيع البكالوريا للسنوات الماضية التي يتم جمعها من الأصدقاء والمراجعة الجماعية و تبادل الأراء حول الحلول في القسم او في الدروس الخصوصية . و بحسب محمد فان "صفحات التواصل الاجتماعي لا تعد عامل مساعد ولكن عامل تشويش على اذهان التلاميذ الذين عادة ما يكونوا قلقين و خائفين من محتوى أسئلة هذا الامتحان المصيري الذي يسمح لهم بقطع التأشيرة للجامعة". و واصل هشام من جهته قائلا انه اكتفى في المراجعة للبكالوريا على الدروس و حل بعض التمارين و الابتعاد كل البعد عن ما له علاقة بشبكات التواصل الاجتماعي مبرزا انه يستخدم هذه الصفحات للترفيه عن النفس و تقليص ضغط البكالوريا ،على غرار الاستماع للموسيقى بدل استعمالها للدراسة. و أكد مترشحون آخرون انهم لم يولوا اهتماما بمواقع التواصل الاجتماعي ، نظرا لوعيهم، بعدم تكرار تجربة بكالوريا 2016 و التي دفع المترشحون ثمنها غاليا بإعادة جزئية للمواد المسربة ، قائلين "نفضل الاعتماد على انفسنا و قياس مكاسبنا و تحمل المسؤولية بالنجاح أو الفشل". أولياء التلاميذ يؤكدون وعي ابنائهم و تخوفهم من تكرار سيناريو بكالوريا 2016 وفي الموضوع عبر أولياء التلاميذ انهم لعبوا دورا كبيرا في توعية ابنائهم و مرافقتهم طيلة السنة ، للابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي خوفا من تكرار سيناريو بكالوريا 2016 ، و عبرت السيدة خديجة ( موظفة) عن ارتياحها لعدم تسريب مواضيع البكالوريا هذه السنة ،مشيرة إلى ان تسريبات السنة الماضية اربكت العديد من التلاميذ و ادت إلى فشلهم و اكدت ان ابنتها تفادت هذه السنة الاطلاع على صفحات التواصل الاجتماعي التي تنشر عادة "اسئلة مغلوطة". بدورها، اكدت السيدة نادية التي تجتاز ابنتها البكالوريا لأول مرة ، عن اعتماد ابنتها نوعا ما على المواضيع التي تبث على بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي ، و هو الأمر الذي تراه ايجابيا، لا سيما و ان التلاميذ قد تم توعيتهم على تركيز قواهم على التحصيل العلمي و الاعتماد على النفس . و اعتبرت نشر احد مواضيع البكالوريا أمس على صفحات التواصل الاجتماعي ، بعد حوالي نصف ساعة من انطلاق الامتحان قد ادى إلى التشويش على المترشحين و أوليائهم ، معتبرة تطمينات وزيرة القطاع بعدم وجود تسريبات قد رفع من معنويات التلاميذ الذين يتخوفون من الإعادة الجزئية للبكالوريا على غرار السنة الماضية. من جهته رفض ولي تلميذ و استاذ جامعي ، جملة و تفصيلا استعمال مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبر نشر الموضوع بعد نصف ساعة من انطلاق الامتحان " تصرف سلبي يهدف إلى التشويش و الفوضى" ، داعيا السلطات إلى الكشف عن من يقف وراء نشر مواضيع البكالوريا على صفحات الفيسبوك. كما اعتبر ان نشر بعض الأسئلة مصحوبة بأجوبة على صفحات التواصل الاجتماعي كنماذج للمراجعة "لا فائدة منها" ، داعيا التلاميذ إلى الابتعاد على هذه المواقع و التركيز على المراجعة من الكراس و ليس المراجعة من المواقع الافتراضية التي قد تحمل معلومات مغلوطة.