وزراء الشؤون الخارجية الافارقة يدعون إلى إعادة النظر في الشراكة بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي

دعا وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد الإفريقي و الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء بأبيدجان (كوت ديفوار) إلى إعادة النظر في الشراكة بين المنظمتين من خلال تجاوز "مقاربة الأطراف المانحة و لأطراف المستفيدة التي لم تعد تتماشى مع العصر".
ففي كلمته الافتتاحية, أكد رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي, مامادي توري, أن "التعاون بين الاتحاد الافريقي و الاتحاد الأوروبي يجب أن يتجاوز مقاربة الأطراف المانحة و الأطراف المستفيدة التي لم تعد تتماشى مع العصر لصالح شراكة مربحة للطرفين أساسها الندية و متوجهة نحو المستقبل وقائمة على الاحترام المتبادل و الثقة".
و أشار السيد توري وهو وزير غينيا للشؤون الخارجية, أن التعاون بين الاتحاد الافريقي-الاتحاد الأوروبي الذي يشكل أحد الأطر المتميزة للاستثمار المباشر بالنسبة للمؤسسات الأوروبية يجب أن يتحول خلال هذه القمة حتى يتسنى رفع التحديات القديمة و الحالية و الناشئة معا و إعطاء نفس جديد لعملنا من أجل الرقي المشترك".
و أوضح أن "مقاربة براغماتية للإشكاليات المشتركة هي وحدها التي تسمح بإعطاء إشارة قوية لشعوب القارتين عن الإرادة الصارمة لقادتهم في العمل على تحسين شروط معيشتهم ".
وفي هذا الصدد, دعا السيد توري إلى دعم العلاقات و الشراكة الاستراتيجية بين إفريقيا و أوروبا, مشددا على المبادلات التجارية و الاستثمارات و خلق فرص اقتصادية و فرص شغل قصد تعزيز السلم و الأمن و محاربة الإرهاب و الهجرة غير الشرعية.
كما وصفت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و سياسة الأمن, فيديريكا موغريني, بصفتها نائبة رئيس المفوضية الأوروبية, قمة الاتحاد الافريقي و الاتحاد الأوروبي "بالتاريخية" إذ تعكس حقيقة التعاون و الشراكة الدائمين بين المنظمتين.
و قالت في هذا الصدد "نحن بحاجة الى الاجتماع باستمرار قصد تطبيق القرارات المتخذة أثناء الاجتماعات السابقة و بالأخص ضمان متابعتها بهدف تعميق و تشجيع التعاون لاسيما في مجال الأمن و الهجرة".
و بعد الاشارة الى أن "الاتحاد الافريقي و الاتحاد الأوروبي يواجهان تحديات وارتياب" دعت السيدة موغريني إلى "مقاربة شاملة من أجل حلول شاملة و مستدامة".
و في نفس السياق, اعتبرت انه من "الضروري" تكثيف التعاون في مجال مكافحة الإرهاب و المنظمات الإجرامية, مضيفة أن الاتحاد الأوروبي "عازم" على تفكيك الشبكات الإجرامية التي هي وراء الهجرة غير الشرعية و الاتجار بالأشخاص.
كما دعت الاتحاد الافريقي و الاتحاد الأوروبي إلى توحيد جهودهما مع منظمة الأمم المتحدة قصد إعداد "ميثاق" حول الهجرة غير الشرعية.
ويمثل الجزائر في هذا الاجتماع الوزاري وزير الشؤون الخارجية, عبد القادر مساهل, تحضيرا للقمة ال5 بين الاتحاد الافريقي و الاتحاد الأوروبي المرتقبة يومي الأربعاء و الخميس في العاصمة الايفوارية أبيدجان.