أكد مشاركون في أشغال يوم دراسي نظم يوم الخميس بورقلة حول "تموين و تسليح الثورة التحريرية بمنطقة الجنوب الشرقي" أن منطقة الجنوب الشرقي للوطن كانت إبان الثورة التحريرية المجيدة قاعدة لتموين المجاهدين بالمال و السلاح, حيث كانت طريقا آمنا لعبور الأسلحة من تونس و ليبيا. و أوضح في هذا الصدد الدكتور محمد السعيد عقيب من جامعة حمة لخضر بالوادي أن هذه المنطقة كانت لها علاقات وطيدة مع دول الجوار تعود إلى أعماق التاريخ ولكن أثناء الثورة التحريرية الكبرى تطورت هذه العلاقة و أصبحت تحمل مغزى آخر يتمثل في مساهمة تلك الدول المجاورة في تسليح الثورة من أجل إعطاءها دفعا حتى تحقق الإستقلال. ''لقد سمحت المصالح التجارية و الإجتماعية و التواصل الحضاري عموما بين الجزائر و تونس و ليبيا بنسج علاقات استثمرها فيما بعد جنود جيش التحرير الوطني لتموين عبر معابر و ممرات آمنة الثورة المسلحة بالمال والسلاح'', يضيف الدكتور عقيب خلال مداخلة بعنوان "تموين و تسليح الثورة بمنطقة وادي سوف''. كما تطرق المحاضر إلى الوسائل التي اعتمدها الثوار آنذاك لنقل السلاح و أبرز الشخصيات التي كانت تشرف على العملية من أمثال محمد عصامي و عبد القادر العمودي و البشير بن موسى و أحمد ميلودي وغيرهم من الذين كان لهم دورا فعالا في هذه العملية عبر محور الوادي و بسكرة قبل أن تحول تلك الأسلحة إلى منطقة الأوراس ( باتنة). و تأتي هذه التظاهرة التاريخية تنفيذا لمخطط الإتصال الخاص بسنة 2018/2019 المسطر من طرف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي و تندرج في إطار الإحتفالات بالذكرى ال 64 لإندلاع ثورة التحرير المباركة, حيث تهدف إلى إبراز الدور الحيوي و الفعال لمنطقة جنوب شرق البلاد في تموين و تسليح الثورة التحريرية المظفرة. كما ترمي إلى تسليط الضوء على الوسائل التي اعتمدها الثوار بهذه المنطقة من الوطن لتكوين خلايا للتموين بالسلاح بالدول المجاورة (تونس و ليبيا) و دورهم في فك العزلة عن إخوانهم في الكفاح بالمناطق الشمالية للوطن. و خلال افتتاحه نيابة عن قائد الناحية العسكرية الرابعة لأشغال هذا اللقاء أكد رئيس أركان ذات الناحية العميد الطاهر فرحاتي أن "التاريخ هو مرجع أفكار الأوطان وقاعدة تنطلق منها الأمم حتى تضمن ترابط حلقات التواصل بين الأجيال''. و ذكر بالمناسبة أن "المساعي التي بادرت بها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي الرامية إلى إعطاء مادة التاريخ الوطني الأهمية التي تستحقها تهدف أساسا إلى تكوين جيل عارف و متشبع بقيم تاريخه".